حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,8 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3126

قَدْ يَمُرُّ 2025 وَقَدْ يَهِلُّ

قَدْ يَمُرُّ 2025 وَقَدْ يَهِلُّ

قَدْ يَمُرُّ 2025 وَقَدْ يَهِلُّ

04-01-2025 12:05 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هِبَةُ أَحْمَدَ الْحَجَّاجِ
ازْدَحَمَتْ الطُّرُقَاتُ وَالْمَحَلَّاتُ بِالنَّاسِ وَالزِّينَةِ ، وُضِعَتْ الْأَشْجَارُ الْمُزَيَّنَةُ ، وَتَبَارَتْ السَّاحَاتُ وَالْبَلَدِيَّاتُ بِزِينَةِ أَشْجَارِهَا وَمَحَلَّاتِهَا وَشَوَارِعِهَا . .



فَفِي الْعَادَةِ قَبْلَ شَهْرٍ مِنْ الْأَعْيَادِ تَتَزَيَّنُ الشَّوَارِعُ وَالْمَيَادِينُ وَالْحَدَائِقُ بِأَشْجَارِ الْكِرِيسْمَاسِ وَالزِّينَةِ وَالْإِضَاءَةِ الْمُلَوَّنَةِ وَالْإِضَاءَةِ الدِّيكُورِيَّةِ الْمُبْهِجَةِ الْمُخْتَلِفَةِ ، وَذَلِكَ الِاسْتِعْدَادُ لِاحْتِفَالَاتِ رَأْسِ السَّنَةِ الْمِيلَادِيَّةِ ، لِظُهُورِ الْمَدِينَةِ فِي هَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ بِشَكْلٍ لَائِقٍ وَمُمَيَّزٍ يَعْكِسُ الْوَجْهَ الْجَمَالِيَّ وَالْحَضَارِيَّ لِلْمَدِينَةِ .



حَيْثُ تَتَعَدَّدُ طُرُقُ الِاحْتِفَالِ بِعِيدِ رَأْسِ السَّنَةِ وَلَكِنَّ الْهَدَفَ مِنْ هَذِهِ الِاحْتِفَالَاتِ هُوَ نَشْرُ الْفَرَحِ وَالْإِيجَابِيَّةِ فِي بِدَايَةِ الْعَامِ ، فَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الِاحْتِفَالُ عِبَارَةً عَنْ إِطْلَاقِ الْأَلْعَابِ النَّارِيَّةِ ، أَوْ وَلِيمَةِ طَعَامٍ مَعَ الْأَصْدِقَاءِ ، وَفِي بَعْضِ الدِّيَانَاتِ هُنَاكَ طُقُوسٌ دِينِيَّةٌ خَاصَّةٌ لِهَذَا الْيَوْمِ .



وَبِمَا أَنَّهُ يَوْمٌ بِعَكْسِ الْأَيَّامِ الِاعْتِيَادِيَّةِ كَمَا تَعْلَمُونَ ، يَبْدَأُ النَّاسُ احْتِفَالَاتِ عِيدِ رَأْسِ السَّنَةِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ وَتَمْتَدُّ حَتَّى الصَّبَاحِ ، وَمِنْ مَظَاهِرِ الِاحْتِفَالِ بِرَأْسِ السَّنَةِ الْمِيلَادِيَّةِ الْعَدِيدُ مِنْ الطُّرُقِ ، حَيْثُ يُؤَدِّي كُلٌّ مِنْهُمْ طُقُوسَهُ وَمُعْتَقَدَاتِهِ الْخَاصَّةَ ،



مِنْهُمْ مَنْ يُشَاهِدُ الْمُفَرْقَعَاتِ وَالْأَلْعَابَ النَّارِيَّةَ بِحُلُولِ السَّاعَةِ 12 صَبَاحًا .



مِنْهُمْ مَنْ يَقُومُ بِإِسْقَاطِ كُرَةِ الْعَامِ الْجَدِيدِ الْعِمْلَاقَةِ فِي مَدِينَةِ نِيُويُورْكْ دَاخِلَ حَدِيقَةِ تَايِمْزْ سْكُوِيرْ ( ) .



مِنْهُمْ مَنْ يُفَضِّلُ إِحْضَارَ الْمَأْكُولَاتِ الْخَفِيفَةِ وَالْوَجَبَاتِ السَّرِيعَةِ .



فِي حِينِ يَقُومُ بَعْضٌ مِنْ الْأَشْخَاصِ بِتَزْيِينِ شَجَرَةِ عِيدِ رَأْسِ السَّنَةِ الْجَدِيدَةِ بِالشَّرَائِطِ وَالْكُرَاتِ الْمُلَوَّنَةِ وَ تَوْزِيعِ الْحَلَوِيَّاتِ وَالْهَدَايَا عَلَى الْأَطْفَالِ .



وَمِنْهُمْ ( وَأَنَا مِنْ أَنْصَارِ هَذِهِ الْفِئَةِ ) يُعْتَبَرُ هَذَا الْيَوْمَ فُرْصَةً لِلرَّاحَةِ وَالِاسْتِرْخَاءِ حَيْثُ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْيَوْمُ فُرْصَةً لِلِاسْتِرْخَاءِ فِي الْمَنْزِلِ بَعِيدًا عَنْ أَيِّ الْتِزَامَاتٍ اجْتِمَاعِيَّةٍ ، وَمُتَابَعَةِ الِاحْتِفَالَاتِ مِنْ التِّلْفَازِ ، وَخَاصَّةً أَنَّ هَذَا الْيَوْمَ عُطْلَةٌ فِي أَغْلَبِ دُوَلِ الْعَالَمِ .



وَ هَا أَنَا قَدْ شَارَفْتُ عَلَى الْوُصُولِ إِلَى عَتَبَاتِ مَنْزِلِي ، لَا أَعْلَمُ ! هَلْ أَنْتُمْ مِثْلِي أَمْ لَا ؟ فَعِنْدَمَا أَكُونُ خَارِجَ الْبَيْتِ ثُمَّ أَعُودُ أَهْرَعُ فَوْرًا لِلدُّخُولِ إِلَى غُرْفَةِ الْمَعِيشَةِ قَبْلَ أَيِّ غُرْفَةٍ ثَانِيَةٍ فِي الْبَيْتِ ؛ هِيَ أَهَمُّ غُرَفِ الْمَنْزِلِ ، فَهِيَ بِمَثَابَةِ الْقَلْبِ النَّابِضِ فِي الْبَيْتِ ، بِهَا يَجْتَمِعُ كُلُّ أَفْرَادِ الْأُسْرَةِ وَيَلْتَمُّ شَمْلُ الْعَائِلَةِ ، وَمَا إِنْ دَخَلْتُ حَتَّى وَجَدْتُ أَبِي يَجْلِسُ عَلَى الْكَنَبَةِ وَبِيَدِهِ الْأَيْبَادُ وَيَتَصَفَّحُ أَحْدَاثَ الْعَالَمِ وَمِنْ ثَمَّ جَاءَتْ أُمِّي وَأَلْقَتْ سُؤَالَهَا الْمُعْتَادَ : هَلْ أَنْتَ جَائِعٌ ؟ ! كَيْفَ كَانَ يَوْمُكَ ؟ ! وَمَا إِنْ هَمَمْتُ بِالْإِجَابَةِ حَتَّى رَأَيْتُ إِخْوَتِي وَإِخْوَانِي خَلْفَ أُمِّي تَمَامًا ، كَانَ مَنْظَرُهُمْ كَالصِّيصَانِ يَلْتَفُّونَ حَوْلَ أُمِّهِمْ ، جَلَسْنَا مَعَ بَعْضِنَا الْبَعْضِ وَتَبَادَلْنَا أَطْرَافَ الْأَحَادِيثِ ، وَتَعَالَتْ ضَحِكَاتُنَا وَ أَصْوَاتُنَا ، وَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ انْقَطَعَ التَّيَّارُ الْكَهْرَبَائِيُّ فَجَاءَةً ، وَقَفَ أَخِي عَلَى عَجَلٍ ، فكان يتميز بالطَّابَعِ الْفُكَاهِيِّ وَقَالَ : - وَالْآنَ مَعَ الْمُفَاجَأَةِ الْكُبْرَى ، اِنْقَطَعَتْ الْكَهْرَبَاءُ ، أَحَبَّتْ شَرِكَةُ الْكَهْرَبَاءِ أَنْ تُعَايِدَ عَلَيْكُمْ عَلَى طَرِيقَتِهَا الْخَاصَّةِ هَهْهَهَهْهَهْ . .



الْتَفَفْنَا جَمِيعًا حَوْلَ الْمِدْفَاءَةِ ، شَعَرْتُ لِوَهْلَةٍ أَنَّنَا فِي تَخْيِيمِ هَهْهَهْهْهَهَهْ ، كَانَتْ الْأَجْوَاءُ جِدًّا جَمِيلَةً . . وبينما نحن كذلك



وَإِذْ أُمِّي تَرْفَعُ يَدَيْهَا عَالِيًا مُتَضَرِّعَةً بِالدُّعَاءِ قَائِلَةً : - يَا رَبِّ أَصْبَحَ ابْنِي عُمْرُهُ 22 عَامًا وَلَمْ يَتَخَرَّجْ يَا رَبِّ ، قَاطَعَهَا أَبِي وَقَالَ : -



أَحَدُهُمْ تَخَرَّجَ مِنْ الْجَامِعَةِ فِي عُمْرِ الثَّانِيَةِ وَالْعِشْرِينَ وَانْتَظَرَ سَبْعَ سَنَوَاتٍ لِيَحْصُلَ عَلَى وَظِيفَةٍ .



وَآخَرُ تَخَرَّجَ فِي عُمْرِ الثَّامِنَةِ وَالْعِشْرِينَ وَكَانَ حُلْمُهُ الْوَظِيفِيُّ بِانْتِظَارِهِ فَوْرَ تَخَرُّجِهِ .



أَشَاحَتْ أُمِّي بِوَجْهِهَا عَنْ أَبِي وَأَكْمَلَتْ : يَا رَبِّ ابْنَتِي بَلَغَتْ مِنْ الْعُمْرِ 28 عَامًا وَلَمْ تَتَزَوَّجْ يَا رَبِّ ، قَاطَعَهَا أَبِي لِلْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ قَائِلًا : - إِحْدَاهُنَّ تَزَوَّجَتْ فِي عُمْرِ الرَّابِعَةِ وَالْعِشْرِينَ وَزَوْجُهَا أَشْقَاهَا وَلَمْ تَنْجَحْ فِي زَوَاجِهَا ، وَأُخْرَى تَزَوَّجَتْ فِي عُمْرِ السَّابِعَةِ وَالثَّلَاثِينَ وَ سَعِدَتْ فِي زَوَاجِهَا .



رَفَعَتْ أُمِّي لِلْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ يَدَهَا وَقَالَتْ : - يَا رَبِّ زَوْجٌ لِي ابْنِي أُرِيدُ أَنْ أَرَى أَطْفَالَهُ ، قَاطَعَهَا أَبِي قَائِلًا : - هُنَاكَ مَنْ كَانَ أَعْزَبَ وَتَزَوَّجَ صَغِيرٌ وَلَمْ يُنْجِبْ إِلَّا بَعْدَ عَشَرَةِ سَنَوَاتٍ مِنْ زَوَاجِهِ ، وَ آخَرُ تَزَوَّجَ فِي الْأَرْبَعِينَ وَأَنْجَبَ طِفْلًا بَعْدَ سَنَةٍ .



أَكْمَلَتْ أُمِّي وَقَالَتْ : - يَا رَبِّ بُنَيَّ قَدْ فَقَدَ وَظِيفَتَهُ ، رَدَّ أَبِي عَلَيْهَا وَقَالَ : - أَحَدُهُمْ أَصْبَحَ مُدِيرَ شَرِكَةٍ فِي عُمْرِ الْخَامِسَةِ وَالْعِشْرِينَ وَتُوُفِّيَ فِي عُمْرِ الْخَامِسَةِ وَالْأَرْبَعِينَ . .



آخِرُ أَصْبَحَ مُدِيرَ شَرِكَةٍ فِي عُمْرِ الْخَمْسِينَ وَتُوُفِّيَ فِي عُمْرِ التِّسْعِينَ .



نَظَرَتْ أُمِّي إِلَيَّ أَبِي وَكَانَتْ عَيْنَيْهَا تَمْلَؤُهَا الْغَضَبُ ، هَمَسَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَخِي وَقُلْتُ : - سَنُشَاهِدُ الْحَرْبَ الْعَالَمِيَّةَ الثَّالِثَةَ الْآنَ مَعَ بِدَايَةِ السَّنَةِ الْجَدِيدَةِ .



رَدَّ أَخِي قَائِلًا : - وَالْآنَ مَعَ الْمُفَاجَأَةِ الْكُبْرَى ، طَلَاقُ أَهْلِي



هَهَهَهَهَهَهَهَهَهْه



نَظَرَ أَبِي إلَى أُمِّي وَقَالَ : - عَنْ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ : ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ) . { يُوسُفَ86 } . وَقَالَ تَعَالَى فِي شَأْنِ خَوْلَه بِنْتِ ثَعْلَبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ ) . { الْمُجَادَلَةُ1 } . وَأَخْبَرَ عَنْ أَيُّوبَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ : ( إنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) . { الْأَنْبِيَاءُ83 } . وَيَمْنَعُ التَّشَكِّيَ الَّذِي يَدُلُّ عَلَى التَّضَجُّرِ مِنْ قَضَاءِ اللَّهِ وَ التَّسَخُّطِ عَلَى الْقَدْرِ ، فَعَدَمُ الرِّضَى بِالْقَدَرِ حَرَامٌ ، وَأَمَّا الدُّعَاءُ بِإِزَالَةِ الضَّرَرِ فَلَا حَرَجَ فِيهِ .



قَدْ " يُصَوِّرُ " لَكَِ أَنَّهُمْ مُتَقَدِّمُونَ عَلَيْكِ أَوْ مُتَأَخِّرُونَ عَنْكَ .



اعْلَمْي أَنَّكِ لَسْتَ مُتَقَدِّمًا عَلَى أَحَدٍ ، وَفِي ذَاتِ الْوَقْتِ لَسْتِ مُتَأَخِّرًا ، أَنْتِ فَقَطْ تَعْمَلُ فِي " تَوْقِيتِكِ " الَّذِي وَقَّتَهُ اللَّهُ لَكِ .



ثم نظر إلينا أبي جميعا ،عِيشْوا مُرْتَاحَين الْبَالِ ، مُطْمَئِنين الْحَالِ .



الزَّمَنُ وَسِيلَةٌ بِيَدِ اللَّهِ ، يُسَيِّرُهُ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَمْنَحُكَ مَا شَاءَ مَتَى مَا حَانَ تَوْقِيتُهُ لَكَ ، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ .



ثُمَّ أَجْلَسَ أُمِّي بِجَانِبِهِ وَقَالَ : سَأَرْوِي لَكُمْ قِصَّةً : -



لَقَدْ حَمَلَتْ الْفِيَلَةُ وَالْكَلْبَةَ فِي نَفْسِ الْوَقْتِ ، بَعْدَ 3 أَشْهُرٍ أَنْجَبَتْ اَلْكَلْبَةُ 6 وَالْفِيَلَةُ لَمْ تَلِدْ بَعْدُ ! !



وَبَعْدَ 6 أَشْهُرٍ كَانَتْ اَلْكَلْبَةُ حَامِلًا مَرَّةً آخْرَى ، وَبَعْدَ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ



أَنْجَبَتْ عَشَرَاتٍ مِنْ الْكِلَابِ وَالْفِيَلَةِ لَمْ تَلَدْ بَعْدُ ! !



وَهَكَذَا أَسْتَمِرُّ الْحَالُ ، إِلَى أَنْ أَصْبَحَ لِلْكَلْبَةِ 12 مَوْلُودًا ، وَ اَلْفِيَلَةُ لَمْ تَلِدْ بَعْدُ ! ! وَلَازَالَتْ فِي الْأَشْهُرِ الثَّمَانِيَةَ عَشَرَ !



أَقْتَرَبَتْ الْكَلْبَةُ مِنْ الْفِيَلَةِ لِأُسْتِجْوَابِهَا :



" هَلْ أَنْتِ مُتَأَكِّدَةٌ مِنْ أَنَّكِ حَامِلٌ ؟ ؟ كُنَّا حَامِلَتَانِ فِي نَفْسِ اَلْوَقْتِ ، لَقَدْ أَنْجَبْتِ 3 مَرَّاتٍ أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةِ جَرَاءٍ وَهُمْ اَلْآنَ كِلَابٌ بَالِغَةٌ وَلَا تَزَالِينَ حَامِلًا !



مَا الْأَمْرُ ؟



أَجَابَتْ الْفِيَلَةُ مُبْتَسِمَةً : -



" هُنَاكَ شَيْءٌ أُرِيدُكِ أَنْ تَفْهَمِينَهُ ، مَا أَحْمِلُهُ لَيْسَ كَلْبًا ؛ لَكِنَّهُ فِيلَّا وَلَا أَنْجَبَ سِوَى فِيلٍ وَاحِدٍ بَعْدَ عَامَيْنِ .



عِنْدَمَا يَلْمِسُ صَغِيرِي الْأَرْضَ سَتَشْعُرُ الْأَرْضُ بِهِ ، وَ عِنْدَمَا يَعْبُرُ صَغِيرِي شَارِعًا سَيَتَوَقَّفُ الْبَشَرُ عَنْ السَّيْرِ وَ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ بِإِعْجَابٍ ،



مَا أَحْمِلُهُ كَائِنٌ يَلْفِتُ الِانْتِبَاهَ ، مَا أَحْمِلُهُ كَائِنٌ كَبِيرٌ وَعَظِيمٌ " .



للأمانة القصة كانت تحمل العديد من الحكم والرسائل منها أن لا تفقد الثقة عند رؤية الآخرين يحصلون على مايريدونه بسرعة.لا تيأس ولا تقلق ، قل لنفسك: ..


" إنّ وقتي القادم أفضل لا تحسد ،،لا تحاسب ،،


لا تقارن حياتك بحياة الأخرين .


ولكن المشكلة بالشخصيات القصة ، وأجابات شخصيات القصة كانت جدا مضحكة، فأَصْحَبْنَا نَضْحَكُ بِصَوْتٍ خَافِتٍ وَمُبْهِجٍ ، كَانَتْ تَخْرُجُ مِنَّا الضَّحِكَاتُ عَلَى شَكْلِ دُفُعَاتٍ قَصِيرَةٍ ، كُنَّا نُحَاوِلُ أَنْ نَقْمَعَ ضَحْكَتَنَا الْمُتَقَطِّعَةَ ، وَفَجْأَةً لَمْ نَتَمَالَكْ أَنْفُسَنَا وَأَصْبَحْنَا نَضْحَكُ بِصَخَبٍ وَ بِقُوَّةٍ وَبِعَفْوِيَّةٍ وَ بِدُونِ تَقْيِيدٍ ، كَانَتْ ضَحِكَتُنَا عَمِيقَةً مِمَّا جَعَلَ الْجِسْمَ كُلَّهُ يَهْتَزُّ وَخَاصَّةً الْمَعِدَةَ .



وَإِذَ أَبِي يَنْظُرُ إِلَيْنَا بِنَظْرَةٍ عَابِسَةٍ ثُمَّ قَالَ : - وَمَا أَجْمَلَ مَا قَالَهُ الْأُسْتَاذُ عَبَّاسُ مَحْمُودِ الْعَقَّادِ رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي وَصْفِ اَلدُّنْيَا حِينَ قَالَ :



" عَجَبًا لِهَذِهِ الدُّنْيَا ، الْإِنْسَانُ فِيهَا لَا يَرْضَى حَالًا وَاحِدًا أَبَدًا ، مَهْمَا كَانَ حَالُهُ فِيهَا " .



صَغِيرٌ يَطْلُبُ الْكِبَرَا * * * وَشَيْخُ وُدٍّ لَوْ صَغُرَا



وَخَالٍ يَشْتَهِي عَمَلًا * * * وَذُو عَمَلٍ بِهِ ضَجَرًا



وَرُبِّ الْمَالِ فِي تَعَبٍ * * * وَفِي تَعَبٍ مَنْ افْتَقَرَا



وَيَشْقَى الْمَرْءُ مُنْهَزِمًا * * * وَلَا يَرْتَاحُ مُنْتَصِرًا



أَفْهَمْ حَارُوا مَعَ الْأَقْدَارِ * * * أَمْ هُمْ حَيَّرُوا الْقَدَرًا ؟ !








طباعة
  • المشاهدات: 3126
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
04-01-2025 12:05 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل ينجح مخطط ترمب المدعوم "إسرائيليا" في تهجير الفلسطينيين من غزة رغم الرفض القاطع لمصر والأردن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم