05-01-2025 08:20 AM
بقلم : المهندس الزراعي سالم خصاونة
حين توليت إدارة زراعة الأزرق، لم تكن تلك الرمال الممتدة مجرد أرض صامتة في عيني، بل نافذة لفرص استثمارية غير مكتشفة. الأزرق، تلك المنطقة التي تبدو لأول وهلة كأنها تحدٍ بيئي قاسٍ، تخفي في طياتها إمكانات استثنائية قادرة على تحويل الصحراء إلى واحة إنتاجية نابضة بالحياة.
التربة الرملية للأزرق ليست عائقًا، بل ميزة فريدة عند استغلالها بذكاء. خلال عملي هناك، رأيت كيف يمكن لهذه التربة، مع تقنيات الري الحديثة، أن تحتضن جذور محاصيل استراتيجية كالشّمندر. المياه الجوفية، رغم ملوحتها المعتدلة، يمكن تطويعها بحلول مبتكرة لتلبية احتياجات الزراعة، فيما يُظهر المناخ المحلي توافقًا مثاليًا لنمو هذا المحصول الحيوي.
الشمندر ليس مجرد نبات ينمو في الأرض، بل هو مفتاح لاقتصاد جديد. الشمندر السكري يمكن أن يقلل من فاتورة استيراد السكر ويُقرب الأردن من تحقيق الاكتفاء الذاتي. وفي الجانب الآخر، يوفر الشمندر العلفي دعمًا جوهريًا لقطاع الثروة الحيوانية، مما يخفض التكاليف على المربين ويُعزز إنتاج اللحوم والألبان محليًا.
لكن الحكاية لا تقف عند الزراعة فقط، بل تمتد إلى البشر والمجتمع. زراعة الشمندر في الأزرق ليست مشروعًا اقتصاديًا فقط، بل هي محرك تنموي يخلق فرص عمل جديدة، ويعيد الحياة إلى الأراضي القاحلة، ويُطلق عجلة التنمية المستدامة. الأزرق لديها القدرة لتصبح نموذجًا ملهمًا يجمع بين الابتكار الزراعي والاستثمار المجدي.
هذه الفرصة ليست حلماً بعيد المنال. الحكومة الأردنية تقدم الدعم والتسهيلات اللازمة لجعل هذه الفكرة واقعًا ملموسًا. من تسهيلات مالية إلى سياسات مشجعة، كل شيء مهيأ لمن يملك الشجاعة والرؤية لاستغلال هذه الأرض التي تنبض بالوعود.
الأزرق ليست مجرد صحراء؛ إنها حلم يتحقق، وأرض تُخبرنا أن لا شيء مستحيل أمام الإرادة والإبداع. زراعة الشمندر هنا ليست فقط مشروعًا، بل بداية لقصة نجاح أردنية تُكتب في صفحات المستقبل. إذا كنت مستثمرًا يبحث عن فرصة ذهبية تجمع بين الربح والمسؤولية، فإن الأزرق تدعوك لتكون بطل هذه القصة.
بقلم المهندس الزراعي سالم خصاونه
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-01-2025 08:20 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |