05-01-2025 08:42 AM
بقلم : بلال حسن التل
في اعتقادي ان حوار دولة رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز مع برنامج (قصارى القول) الذي بثته شاشة روسيا اليوم، لم ينل الاهتمام الذي يستحقه من الشرح والتحليل والتعليق، بالرغم من أن الحوار شرح مواقف الاردن من القضايا الأساسية والجوهرية التي تشغل بال الاردنيين واهتماماتهم، واهمها التطورات التي تشهدها الشقيقة سوريا، وقضية العرب المركزية فلسطين، ومواجهة تحديات الإرهاب والسيناريوهات المتوقعة لتعامل لإدارة الأميركية الجديدة مع قضايا المنطقة عندما ستتولى مقاليد الحكم خلال الأيام القليلة القادمة.
لقد شرح الفايز في هذا الحوار أسس الدبلوماسية الاردنية، وثوابت المواقف الاردنية من كل القضايا التي يهتم بها، ويتعامل معها، وقبل ذلك اولوياته، وعلى راسها امنه واستقراره الوطني، وسلامة مواطنيه واراضيه، والحفاظ على مصالحه الوطنية والقومية. وكلها أعني سياسات الاردن ومواقفه مبنية على التوازن والتشاور خاصة مع الاشقاء العرب.
تنبع اهمية ما قاله الفايز انه جاء من رجل دولة لا يملك خطابين، فما يقوله في العلن وعبر وسائل الإعلام، هو نفسه ما بقوله في المجالس الخاصة، لانها قناعات رجل مسؤول محب لوطنه ومليكه، وفي لواجبات المواقع التي تولاها، فلم يعرف عنه انه غيّر موقفا أو قناعة لانه غادر موقعا من المواقع التي شغلها، ويزيد من اهمية ما يقوله الرجل انه مطلع بحكم قربه من مواقع صنع القرار، بل وشريك بها منذ أكثر من ربع قرن. ومن صفاته انه لا يدخل في خصومة مع احد فيلجأ الى تصفية حسابه مع خصومه بتشوية مرحلة من مراحل تاريخ بلدنا، فتكون النتيجة، خسارة للوطن لا للاشخاص.
اولى القضايا التي تناولها حوار الفايز الذي نحن بصدده هي ما يجري في سوريا الشقيقة، مؤكدا ان ما يجري في سوريا سيؤثر بالضرورة علينا في الاردن، لذلك نقف إلى جانب الاخوة السوريين، ونحترم خياراتهم، وندعم عملية الانتقال السلمي، مع التأكيد على ضروة ثمثيل كل القوى السياسية والاجتماعية، وضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، حيث شجب الفايز استغلال العدو الاسرائيلي لما يجري في سوريا، ليقوم باحتلال أجزاء من اراضيها. كما اكد الفايز تمسك الاردن بمبدأ وحدة الشعب السوري، في ظل نظام ديمقراطي دستوري، محذرا من تكرار السيناريو الأميركي في العراق عندما تم حل الجيش والمؤسسات العراقية. وهو ما حذر منه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في حينه.
خلاصة القول في الموضوع السوري كما شرحه الفايز، هو ان استقرار سوريا مصلحة وطنية اردنية، فيها إنهاء للكثير من المشاكل التي سببها لنا غياب الاستقرار في سوريا منها: تهديد الميليشيات المذهبية، والعصابات الإرهابية، وعصابات تهريب السلاح والمخدرات، وقضايا اللاجئين وغيرها.
اما عن قضية فلسطين فقد أكد الفايز ان الاردن يضعها على رأس اهتماماته، مؤكدا حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وانه من الضروري بناء موقف عربي موحد حول قضية فلسطين وحقوق شعبها، وهو نفس الموقف الموحد الذي يجب ان يواجه به العرب الادارة الاميركية الجدبدة.
ومن اهم المضامين في حديث الفايز إيمانه ببلدنا ومستقبله فبالرعم من كل التحديات والقلاقل التي تعيشها المنطقة، وتؤثر على الاردن غير ان الفايز متفائل بمستقبل الاردن والاردنيين، والفايز بذلك يشكل حائط صد في وجه دعاة الاحباط والتشكيك الذين يحاولون نشر الاحباط في بلدنا، وهؤلاء لا يعرفون الاردنيين، خاصة عند (الحزة واللزة) كما قال فيصل الفايز.
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-01-2025 08:42 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |