بقلم :
اسلام مخلد الحوامده -مع بداية كل عام جديد، يظهر المنجمون في الساحة الإعلامية بتوقعاتهم وأوهامهم التي يدّعون فيها معرفة الغيب والمستقبل. يتهافت البعض على سماعهم وتصديق أقوالهم، رغم أن الإسلام قد نهى عن هذا الأمر بشدة. الغيب علم اختص الله سبحانه وتعالى به وحده، ولا يطلع عليه أحدًا من خلقه، كما جاء في قوله تعالى: “وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو” (الأنعام: 59) وقوله: “قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله” (النمل: 65).

الاعتماد على المنجمين يشكل خطرًا على العقيدة الإسلامية ويؤدي إلى انحراف الإيمان. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أتى عرّافًا أو كاهنًا، فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد” (رواه أحمد). وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: “من أتى عرافًا فسأله عن شيء، لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة” (رواه مسلم). هذه النصوص تؤكد أن التنجيم والتعامل مع المنجمين ليس مجرد خرافة، بل إنه محرم شرعًا ويترتب عليه إثم كبير.

المنجمون يستغلون حاجات الناس النفسية وظروفهم الاجتماعية والاقتصادية، فيبثون الرعب أو الأمل الزائف بتوقعاتهم. هذه الممارسات تؤدي إلى إضعاف الإيمان بالله وتضييع الوقت والمال على أمور لا أساس لها من الصحة. الإيمان الحقيقي يقتضي التوكل على الله والعمل الجاد لتحقيق الأهداف والطموحات، كما قال تعالى: “ومن يتوكل على الله فهو حسبه” (الطلاق: 3).

مع تصاعد هذه الظاهرة، لا بد من تعزيز الوعي المجتمعي بخطورتها والتحذير من تصديق مثل هذه الادعاءات. الإسلام يدعو إلى الاعتماد على العلم والعمل، لا على الخرافات والشعوذة.

اللهم احفظ الأردن وأهله من كل سوء، وبارك لنا في أمننا واستقرارنا. اللهم وفق جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبد الله لما تحب وترضى، وسدد خطاهم لما فيه خير هذا الوطن. اجعلهم يا الله حماةً للحق والعدل، وانصرهم على من يعاديهم، وارزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير. آمين