07-01-2025 08:37 AM
بقلم : خولة كامل الكردي
تعاقبت الأحداث الجسام على واقع الدولة السورية، وتعرضت لمخاضات عسيرة وكان من أهم نتائجها التحول الجذري الذي حدث لنظام الحكم وشهده العالم قبل نحو أسبوعين، وبدأت بوادر استعداد المجتمع السوري بجميع شرائحه، ومن سيتولى زمام الأمر فيها للتعافي والبدء بتركيز الجهود السياسية والمجتمعية والاقتصادية على بناء الدولة واستعادة ثقة المواطن السوري بوطنه وقيادته، وتشجيعه للإقبال على المشاركه الوطنية النشطة، لإعادة إعمار سورية ودمج جميع فئات المجتمع في تلك المهمة.
ما حصل للدولة السورية أرضا وشعبا يستحق أن يخضع للتحليل والبحث، فبعد سنوات من النزاع الأهلي، ونزوح ولجوء أعداد كبيرة بلغت ما يربو تقريباً على المليون مواطن سوري، استطاع أن يرمم ما فسد ويلم شتات نفسه، وتثمر جهوده عن تشكيل وجه آخر للدولة السورية، فهي على ما يبدو تستعد أن تصطبغ بصبغة مغايرة تماماً عما كانت عليه في السابق. فسورية كانت إلى وقت قريب مكتفية ذاتياً إلى حد ما، ومع تصاعد الأزمة السورية- السورية وتفاقم الانتكاسات الاقتصادية لأسباب داخلية وخارجية، ومن تلك الأسباب الخارجية التدخل الغربي في الأزمة السورية وإنشاء قواعد عسكرية وازدياد العقوبات التي فرضت على الدولة السورية، وأول من اكتوى بها الشعب السوري، العقوبات التي أقرتها الولايات المتحدة الأميركية والغرب أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطن البسيط، وتراجعه بصورة ملحوظة مما انعكس سلبا على تفاقم الفقر بين فئات المجتمع السوري، مما أصاب أبناء الشعب السوري بالإحباط هذا عدا النزوج واللجوء الذي أدى إلى ترك اللاجئين والنازحين ممتلكاتهم ونقل آخرين أعمالهم إلى خارج الدولة السورية.
وعلى المقلب الآخر الجيش السوري بحاجة إلى إعادة بنائه فقد مر بفترات عصيبة وتصدعت صفوفه، وأصابه الانهاك والتفكك، وزاد من ضعفه العمليات العسكرية الإسرائيلية على العديد من النقاط والتجمعات العسكرية والبني التحتية له، فقط في التغيير الأخير والذي أسفر عن سقوط نظام بشار الأسد، استغلت حكومة نتنياهو الوضع المضطرب وقتها، وبدأت المقاتلات الحربية الإسرائيلية بقصف المقدرات العسكرية للجيش السوري، واستهداف المنشآت الحيوية العسكرية له، وتم تدمير ما يقارب من 70-80 % من القدرات العسكرية للجيش السوري وفق ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية، وعزز الكيان الصهيوني عملياته بتوغل بري في القنيطرة وفرض سيطرته على مروحيات جديدة. فسورية التي نحب هي سورية القوية بجيشها الذي بوصلته نحو الكيان المحتل وتحرير الأراضي المحتلة من الجولان.
نحب سورية التي تنعم بالأمن والأمان والسلام والاستقرار، وتنشئ علاقات صحية مع محيطها العربي والإقليمي، سوريا التي نحب تضيء عوالم أمتيها العربية والإسلامية بالعلم والمعرفة والثقافة والإبداع، سورية التي نتمنى تحافظ على ثرواتها وتستثمرها لأجل سورية قوية، فقوتها من قوة أمتيها العربية والإسلامية، وتعزز وجودها العربي والإسلامي والدولي، وتمتلك قرارها بيدها، سورية التي نحب هي سورية الجميلة في كل ركن من أركانها، يهفو لزيارتها أشقائها العرب، يستمتعون بأجوائها اللطيفة، وسلعها المميزة وتاريخها العريق الذي يشهد بأمجاد الأسلاف وأدبها وفنها وحضارتها الراقية، ولطافة شعبها وحسن ضيافته، نحب سورية الأمويين التي تحب فلسطين وتفديها بالغالي والنفيس وتكون قضيتها المركزية الأولى ولا تنساها.. نتمنى لسورية الجديدة السلام والعزة والكرامة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-01-2025 08:37 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |