08-01-2025 08:24 AM
سرايا - للسياحةِ في موسمِ الشتاء متعةٌ خالصةٌ، لذا تستهوي كثيراً من الرحَّالة والمسافرين حول العالم، إذ يقضون إجازاتٍ استثنائيَّةً وسطَ الثلوج، أو يمارسون أنشطةً شتويَّةً جاذبةً، لا سيما محبُّو المغامرات، أو ببساطةٍ يتنزَّهون في الشوارعِ تحت زخَّات المطر.
حاورت «سيدتي» رحَّالة عرباً، واطَّلعت من كلٍّ منهم عن الوجهةِ الشتويَّة المفضَّلة لديه، والمميِّزات التي تشتهرُ بها في هذا الفصل.
اليونان
خلال الشتاء في أثينا يتيح للزائر استكشافَ المعالمِ التاريخية الشهيرة في العاصمةِ دون زحامٍ
نكهة شرق أوسطيّة في أوروبا
(أفضل وقت للزيارة الشتوية: من شهر أكتوبر إلى منصف مارس)
كان للرحَّالةِ الإماراتي صالح مخدوم زيارةٌ إلى اليونان خلال موسمِ الشتاء، وفي رأيه أن «الفترةَ الممتدَّة من ديسمبر إلى فبراير مثاليَّةٌ لقضاءِ الوقت في هذه الوجهةِ الأوروبيَّة الجاذبة، إذ يكون الطقسُ بارداً في المناطقِ الجبليَّة، ومعتدلاً نسبياً في الساحليَّة، والجزر».
وعن اليونان، يقولُ الرحَّالة: «هي واحدةٌ من البلدانِ التي تجمع مجموعةً من العناصرِ السياحيَّة العالميَّة المختلطةِ والرائعة حيث تتبعُ النظامَ الأوروبي البسيط مع روحٍ عربيَّةٍ شرقِ أوسطيَّةٍ. بمعنى آخر، سيُلاحظ السائحُ في اليونان تداخلاً بين حضاراتٍ مختلفةٍ، وتنوُّعاً في الأكلِ الشعبي».
ويضيفُ، متحدِّثاً عن رحلته: «عشتُ خلال زيارتي لهذه البلاد، في الشتاءِ الماضي، أجواءً جميلةً جداً، خاصَّةً في ساعاتِ النهار حينما يكون الجوُّ بارداً، والشمسُ دافئةً، فلا يحتاج السائحُ إلى ملابسَ ثقيلةٍ، ويمكنه التجوُّلُ بين أزقَّة المدنِ اليونانيَّة، ومعاينةُ كلِّ تفاصيلها الجميلة». ويستطردُ مخدوم: «على الرغمِ من أن اليونان معروفةٌ بشواطئها وجزرها الرائعةِ إلا أنها تُقدِّم أيضاً تجاربَ سياحيَّةً مميَّزةً في الشتاء حيث يتيح هذا الفصلُ للزائرين فرصةَ استكشافِ الوجهاتِ الثقافيَّة، والجبليَّة بعيداً عن الزحامِ الصيفي، فضلاً عن ممارسةِ أنشطةٍ شتويَّةٍ في المناطق الجبليَّة». ويُعدِّدُ الرحَّالةُ مجموعةً من الوجهات التي يمكن الاستمتاعُ بها في اليونان خلال الشتاء، وهي: أثينا: تقلُّ أعدادُ السياحِ في الشتاء، ما يتيح للزائرِ استكشافَ المعالمِ الشهيرة في العاصمةِ دون زحامٍ، كما يسمح الطقسُ المعتدلُ نسبياً بجولاتٍ جميلةٍ في المدينة. الأسواقُ الشتويَّة ممتعةٌ، وكذا الاحتفالاتُ التي تقام في ديسمبر ويناير حينما تكتسي المدينةُ بالأضواءِ والزينة.
جبال البرناسوس: إذا كان القارئ(ة) من محبِّي التزلُّج فمنطقةُ جبال البرناسوس القريبةُ من دلفي، ستكون مبتغاه، فهي واحدةٌ من الأماكنِ المفضَّلة للتزلُّج في اليونان. هناك، توفِّرُ المنحدراتُ الثلجيَّة الجميلة، والمناظرُ الخلَّابة تجربةً مثاليَّةً لعشَّاق الشتاء.
زاجوري: تقع منطقةُ زاجوري شمال اليونان، وتتميَّز بقراها الحجريَّة التقليديَّة، ووديانها العميقة، وغاباتها الكثيفة. في هذا الإطار، وادي فيكوس واحدٌ من أعمقِ الوديانِ في العالم، وقابلٌ للاكتشافِ من قِبل الزائر من خلال المشي فيه مسافاتٍ طويلةً. كذلك يحلو الاسترخاءُ في الينابيعِ الساخنةِ الطبيعيَّة التي تنتشرُ في المنطقة.
ميتسوفو: تقع هذه القريةُ الجميلةُ في منطقةِ إيبيروس، وتنفردُ بمنازلها الحجريَّة، وشوارعها الضيِّقة المغطَّاة بالثلج في الشتاء. يمكن للسياحِ التمتُّع برياضةِ التزلُّج على الجبالِ المحيطة، وزيارةُ متاجرِ الحِرف اليدويَّة المحليَّة، وتجربةُ الطعام التقليدي. جزر اليونان: صحيحٌ أن عددَ السياحِ يقلُّ في الجزرِ اليونانيَّة خلال فصل الشتاء، لكنْ كريت، ورودس وجهتَان رائعتان بفضلِ مناخهما المعتدل، وتاريخهما الغني. هناك، ستتمكَّنون من استكشافِ المعالمِ التاريخيَّة في جوٍّ هادئ، والاستمتاع بالطبيعةِ بعيداً عن الحشود.
أنشطة شتوية
عن الأنشطةِ السياحيَّة الشتويَّة في اليونان، يُعدِّد الرحَّالة:
التزلُّج على الجليدِ المتاح في عديدٍ من المنتجعاتِ الجبليَّة مثل البرناسوس، وكالافريتا.
المشي في الجبالِ بمناطقَ مثل زاجوري، وميتسوفو.
الاسترخاءُ في الينابيعِ الطبيعيَّة الساخنةِ المتمركزة في المناطقِ الجبليَّة.
المشاركةُ في الاحتفالاتِ الشتويَّة التي تُقام في المدنِ الكبرى مثل أثينا، وتسالونيكي.
ما رأيك بالاطلاع على 6 مدن عربية مفضلة لزيارتها والاستمتاع بفصل الشتاء بدفء
بورصة
بالإمكان قضاء عطلة ممتعة في كوخ وسط الغابة، مثل هذا الكوخ في في Uludag، في بورصة (مصدر الصورة: Sergen Sezgin/Anadolu Agency via Getty Images)
وجهة شتويّة عائليّة في تركيا
(أفضل وقت للزيارة الشتوية: من نوفمبر إلى مارس)
تعدُّ بورصة التركيَّة وجهةً شتويَّةً مفضَّلةً للرحَّالة المصريَّة أميرة عبدالغني. تقولُ عنها: «بورصة قريبةٌ من إسطنبول، لذا يسهلُ الوصولُ إليها بوسائلَ عدة مثل العبَّارة، والحافلة، فضلاً عن أن تذاكرَ السفرِ غير مكلفةٍ». وتضيفُ: «المنطقةُ تجمع بين الفعاليَّاتِ، والطبيعةِ المنوَّعة خلال الفصولِ الأربعة، وهي وجهةٌ عائليَّةٌ مناسبةٌ للكبارِ والصغار لناحيةِ الأنشطة المتاحةِ بأسعارٍ معقولةٍ».
وترى الرحَّالة، أن «بورصة وجهةٌ جاذبةٌ في الشتاء، خاصَّةً للسائحِ الذي يُفضِّل المتعةَ بموسمِ الثلج، والتزلُّج، علماً أن هذا الموسم، يبدأ منتصفَ شهرِ يناير». وتُعدِّد الأماكنَ الجديرة بالزيارةِ في المنطقةِ خلال الشتاء، فتذكرُ جبلَ أولوداغ، والشجرةَ المُعمِّرة، والقريةَ العثمانيَّة، وحديقةَ الحيوان، وشلَّال وايلات/ كوريكليديرة، ومتحفَ الشوكولاتة، ومركز كوزو هان للتسوُّق، والجامعَ الكبير.
ولناحيةِ الأنشطةِ السياحيَّة التي تنصحُ بتجربتها في بورصة خلال الشتاء، تذكرُ أميرة: «هناك ركوبُ التلفريك المغلق، أو التليسياج، وهو كرسي مُعلَّقٌ مفتوحٌ حيث يمكن مشاهدةُ الثلوجِ من الأعلى، والتقاطُ صورٍ مميَّزةٍ. ولعشَّاق التاريخِ، أو الطبيعةِ، أنصحُ بزيارةِ جبلِ كارتبة، أو أحدِ شلَّالاتِ بورصة المعروفة». تضيفُ: «للراغبين بشراءِ العسلِ، أو الحلقوم بأفضلِ جودةٍ، تعدُّ بورصة الوجهةَ المناسبة لذلك».
أنشطة شتوية
سائحون ومتزلجون على الثلج في Uludag، في بورصة (مصدر الصورة: Ali Atmaca /Anadolu Agency via Getty Images)
وتلفتُ إلى نقطةٍ مهمَّةٍ، وهي أن الأنشطةَ، والفعاليَّات آمنةٌ في بورصة، لكونها تُنظَّم تحت إشرافِ البلديَّة، مع حضورِ طواقمَ مدرَّبةٍ على التعاملِ مع أي موقفٍ. وتزيدُ: «لا تستقيمُ الرحلةُ إلى بورصة دون النزهاتِ في الغابات، والحدائق، إضافةً إلى ارتيادِ الينابيعِ الساخنة، وتذوُّقِ إسكندر كباب، وهو عبارةٌ عن شرائحِ لحمٍ مشويَّةٍ، تشبه الشاورما، وتقطَّع فوق خبزِ البيتا، مع إضافةِ صلصةِ الزبادي والطماطم، فضلاً عن كبابِ بورصة، ويتكوَّن من قطعِ لحمٍ، تُضاف إليها البهاراتُ التركيَّة الخاصَّة، وأعدَّه من المشويَّات المفضَّلة التي يمكن تناولها مع البرغل. أيضاً هناك الكستناء المحلَّى بالشوكولاتة، أو العسل».
وتوضحُ الرحَّالة، أنه «للإقامة، يُفضَّل اختيارُ منطقةِ يشيل توربة، لكونها قريبةً من التلفريك، والجامع الكبير».
يمكنك أيضًا التعرف على 6 وجهات سياحية مفضلة لعشاق الطقس الدافئ خلال أشهر الشتاء
نيبال
في بخارى هناك عديدٌ من النشاطات، لا سيما الطيرانُ الشراعي
لإعادة استكشاف الذات
(أفضل وقت للزيارة: ما بين شهري أكتوبر وديسمبر)
سافرت الخبيرةُ والمرشدةُ السياحيَّة والرحَّالة اللبنانيَّة ليليان العماطوري إلى نيبال مرَّتين، الأولى كانت رحلةً استكشافيَّةً، أمَّا الثانيةُ فبرفقة مجموعةٍ. تقول ليليان: «مستعدَّةٌ لزيارة نيبال مرَّةً ثالثةً، خاصَّةً في الشتاء حينما يحلو المشي في جبالِ الهيملايا، والنظرُ إلى قممها البيضاء، علماً أن هذه الدولة تضمُّ أعلى ثماني قممٍ في العالم، وأكثرها ارتفاعاً إفرست». وتضيفُ: «خلال نوفمبر وديسمبر، لا يكون الطقسُ بارداً جداً في العاصمةِ كاتماندو بخلاف الجبالِ الباردة». وتستطردُ: «نيبال بلادُ البهجة، وسكانُها مُسالمون، فالوجهةُ الآمنةُ، التي يتَّخذ علمها شكلَ المثلث بقصدِ الإشارةِ إلى جبال الهيمالايا، وأعلى قممِ العالم، كثيرةُ الاحتفالات حيث تُنظَّم بصورةٍ يوميَّةٍ».
وعن تجربتها بالسفرِ إلى نيبال، تجيبُ الرحَّالة: «تُمكِّن هذه البلادُ السائحَ من التعرُّف إلى ذاته من جديدٍ، إذ يرى أموراً غريبةً عن عاداتها وتقاليدها، كما يمكن أن نعدَّ كاتماندو بمنزلةِ متحفٍ في الهواءِ الطلق حيث يستطيع السائحُ استئجارَ درَّاجةٍ ناريَّةٍ، والتنقُّل في العاصمة. في العموم، نيبال غنيَّةٌ بمساراتِ المشي، ومن أجملها مسارُ بون هيل، فهو الأسهلُ، ويستغرقُ المشي فيه أربعةَ أيامٍ، لكنْ قبل بدء هذه الرحلة، ومن أجل الوصولِ إلى المسار، يجب الذهابُ إلى بخارى إمَّا بالطائرة، أو بالحافلة. وفي بخارى هناك عديدٌ من النشاطات، لا سيما الطيرانُ الشراعي، وركوبُ القاربِ في البحيرة، وزيارةُ المعابد، ورياضةُ المغامرات، من بينها أطولُ نزولٍ بالحبل Zip Line في العالم».
وتستهدفُ نيبال محبِّي المشي، والراغبين في التعرُّف إلى ثقافاتٍ مختلفةٍ، وتعدُّ السيَّاحةُ مصدرَ العيشِ الأوَّل لأهالي الجبال، ويمتاز السكَّان المحليون ببنيةِ أجسامهم القويَّة، لذا أخذتهم بريطانيا ليحاربوا ضمن جيشها، حسبَ شروحِ الخبيرة. تتابعُ: «المطبخ النيبالي متنوِّعٌ وحارٌّ، ومن أشهر أطباقه الدلبت، وهو عبارةٌ عن عدسٍ، وأرزٍّ، وحوله خضرواتٌ وبطاطا، مع إمكانيَّة إضافةِ اللحم، أو الدجاجِ إليه، فضلاً عن النودلز، والموموز، وهو عجينةٌ محشوَّةٌ بالخضرواتِ، أو الدجاج، وتغمسُ بصلصةٍ».
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-01-2025 08:24 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |