حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,9 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2177

ماذا حمل الملك من رسائل للحكومة؟

ماذا حمل الملك من رسائل للحكومة؟

ماذا حمل الملك من رسائل للحكومة؟

09-01-2025 12:33 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فهد الخيطان
وسط حالة إقليمية مضطربة وغير مسبوقة وتطورات مقبلة غير معروفة، ترأس جلالة الملك عبدالله الثاني أول من أمس جانبا من اجتماع مجلس الوزراء حاملا للحكومة رسالة لا تقبل التأويل، مفادها أن الظروف الإقليمية من حولنا يجب ألا تعيق مسيرتنا الداخلية أو تمس بأولوياتنا الوطنية، لا بل أن ما يحصل من حولنا ينبغي أن يكون حافزا لمزيد من العمل لإنجاز مهمات المرحلة وعنوانها العريض السير قدما في خطط التحديث الاقتصادي والإداري والسياسي.

وفي طريقنا لتنفيذ هذه البرامج لا بديل عن الاشتباك الميداني مع المواطنين في مواقعهم والتواصل معهم والعمل الجدي على حل المشكلات بسرعة أينما كان ذلك ممكنا. ومن هنا جاءت الإشارة والإشادة الملكية بنهج رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان في الزيارات الميدانية التي يقوم بها أسبوعيا لمختلف محافظات المملكة، والتقليد الجديد في عقد اجتماعات شهرية لمجلس الوزراء في المحافظات.

يدير الملك بخبرة ربع قرن في الحكم أزمات الإقليم من حولنا بحكمة واقتدار، وكما كان الحال مع كل ما واجه الأردن في العقدين الماضيين من تحديات وأخطار، يتعامل جلالته مع الأزمات الحالية متفاديا توريط الأردن في الصراعات ومحافظا على الدور الأردني المبادر بما فيه خدمة الأشقاء في فلسطين وسورية ولبنان، وبما يحفظ أمن واستقرار الأردن أولا، ودعم طموحات الشعوب الشقيقة في أوطان تنعم بالاستقرار والأمن.
وما يدركه رئيس الوزراء بحكم تجربته الطويلة في العمل بمكتب جلالة الملك والمواقع الوزارية، أن فعالية الدور الأردني المشهود والمطلوب عربيا ودوليا يستدعي منعة وطنية داخلية، وترجمتها العملية، هى باختصار حكومة فعالة لا تقتصر وظيفتها على إدارة الأزمات بالعمل بكل طاقتها لحلها وتحقيق إنجازات يلمسها المواطنون. إنجازات تبدأ من الحي الصغير والبلدات البعيدة وصولا إلى المشاريع الوطنية الكبرى التي تعيد الأمل للأردنيين بقدرتهم على البناء والتقدم.
ما يفكر فيه الملك لمستقبل الأردن ليس شيفرة سرية لا يفهمها سوى عدد قليل من المسؤولين، بل هو نسخة أصلية عما يجول في خاطر كل أردني، وما يطمح إليه من حياة كريمة ومستقبل مشرق لأبنائه. ولهذا لا يكل الملك من تذكير الوزراء والمسؤولين في كل مناسبة واجتماع بالحاجة الدائمة للتواصل مع المواطنين والاستماع لهمومهم ومبادلتهم الولاء للدولة بالعمل والبناء والإنجاز.
رئيس الوزراء وفريقه يدركون هذه المبادئ ولهذا فإن واجبهم يقتضي ربط وجود الحكومة بالعمل وليس إدارة الاعمال الروتينية للمؤسسات. لقد سئم الأردنيون حكومات تدوير الوضع القائم، والوعود الفارغة بدون إنجاز، صار من حقهم أن يطالبوا بحلول لمشاكل استعصت وتفاقمت، ومشاريع تعطلت وراكمت معاناتهم، واقتصاد لا ينتج غير البطالة والفقر، عوضا عن فرص العمل والدخل الكريم.
لغاية الآن تحافظ الحكومة ورئيسها على زخم متقدم في العمل الميداني، وروح مبادرة وجريئة في اتخاذ القرارات ومعالجة ملفات اقتصادية وخدمية متأخرة، وآلية شفافة من العمل تمنح المواطن في كل مكان حق معرفة ما تنجزه الحكومة، وتقييمها وفق معايير الفعل لا القول. المهم أن تحافظ الحكومة على هذا الزخم، ولا أظن أن رئيس الوزراء مستعد للتنازل عن هذا النهج، وإلا فإن الزيارة التالية للملك لمجلس الوزراء ستكون مختلفة في لهجتها.


الغد











طباعة
  • المشاهدات: 2177
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-01-2025 12:33 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم