بقلم :
سرايا - هلا الرشق - وفق ما نشر "الكرملين" ان بشار الاسد منح حق اللجوء الإنساني في اليوم ذاته الذي تقدم بطلبه ( هذا وان تقدم بطلبه بحسب الأصول ) في روسيا، وهذا القرار صدر عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اي قرار منحه اللجوء الإنساني ، ولم يمر طلبه بمراحل التقديم المتعارف عليها ولم تتم الموافقة عليه من المؤسسة المعنية بمثل هذه الطلبات ولم يمر باللوائح الإدارية المعروفة .

تشبه هذه الحالة إلى حد كبير اللجوء السياسي ، فإنه بحسب المتعارف عليه وبأغلب الحالات يصدر قرار الموافقة على اللجوء السياسي عن الرئيس نفسه فهذا يُطفي على لجوء الاسد الإنساني صِبغة سياسية
وبهذا يمكن ان تصيغ روسيا مبررا مستقبليا لتسليم الاسد ومفاده ان هذا اللجوء من الناحية القانونية غير مقبول .

" محاكمته إما في سوريا ، او بشكل أُممي دولي "

هذا السيناريو يتطلب من الادارة السورية الجديدة وضع دستور جديد للبلاد على ان يكون اقرب مما تم الحديث عنه بتأجيل استصدار الدستور السوري لمدة ٤ سنوات ، ولا يمكن الاعتماد على الدستور السوري الحالي لانه وضع على نحو ينتهك حقوق الانسان ويتطلب لتطبيق هذا السيناريو ايضا تعديل وضع المحاكم في سوريا فهي بنظر المجتمع الدولي غير مؤهلة ولا يوجد لديها اختصاص في النظر بجرائم الحرب.

ميثاق روما ، روسيا وسوريا :

اما هذا السيناريو فيتطلب من السلطات السورية الجديدة المصادقة على اتفاقية روما للمحكمة الجنائية الدولية مما يسمح سوريا للدخول ضمن اختصاص هذه المحكمة فبالتالي تتفاعل مع الجرائم التي ارتكبت في سوريا وتتم محاسبة المسؤولين عنها
روسيا وسوريا غير موقعين على ميثاق روما الذي تشكلت على اثره المحكمة الجنائية الدولية عام 1998.

مجلس الامن :

هناك إمكانية ان يُحيل مجلس الامن الدولي ملف الاسد إلى المحكمة الجنائية الدولية وهذا يمكن ان يعوض كون سوريا ليست عضوا في ميثاق روما ، إلا ان العائق في هذا الأمر يكمن في حق النقض الفيتو الذي يمكن ان تستخدمه روسيا من اجل إسقاط مثل هذا القرار
ويبقى الامل معقودا ان تتخلى روسيا عن الاسد تماما وذلك مقابل تحقيق مصلحة روسية تقود إلى دفع الغرب أثمانا سياسية لتسليمهم الاسد من خلال ايجاد مبرر لعدم شرعية اللجوء أصلا كما ذكرنا سابقا .

محكمة العدل الدولية :
وهناك طريقة اخرى ، تكمن بجمع الأدلة على الانتهاكات والتوجه بها نحو محكمة العدل الدولية وهذا يشابه إلى حد كبير ما قامت به جنوب افريقيا بدعواها ضد إسرائيل
لا زال احتمال تسليم الاسد للسلطات السورية الحالية قائما وهو مبنيا فقط على شكل العلاقات التي ستبنيها الادارة السورية مع روسيا
هناك اتفاقية يمكن استغلالها ، وهي اتفاقية بين روسيا وسوريا تم توقيعها عام 2022 وتتعلق بتسليم المطلوبين هنا ، ان قررت الاردارة السورية محاكمة بشار الأسب يحق لها التقدم بطلب لتسليمه كونها اتفاقية دولية .

وهناك من اعتبر ان سيناريو الاغتيال لا زال مطروحا تحديدا بعد الإعلان عن تسمم بشار الاسد قبل ايام ومع ان حالته استقرت الا ان من استطاع الوصول لمائدة طعامه مرة ، يستطيع الوصول اليها عشر .
ومما لا نتمناه ان يستقر في روسيا وينعم بحياة هادئة دون التطرق لجرائمه في حق شعبه.