بقلم : مخلد الحنيطي
استمعت الى الفيديو التي بثّته احدى القنوات التلفزيونية والذي تحدثت به امرأة وقالت ان جدّها هو من ادخل زراعة البندورة الى الاردن وكان ذلك عام ١٩٤٨ وقبل ذلك التاريخ لم يكن الاردنيون يعرفون البندورة ولم تكن تزرع في الاردن
حسب قولها...ومن انطباعي الاولي عندما شاهدت الفيديو بأن المراة بريئة وعفوية
بالحديث التي تفضلت به وانها لا تقصد
به الاساءة للاردن او اثارة الفتنة بين صفوف الشعب الواحد بسبب هذا الموضوع الساذج والذي لا يستحق حتى الوقوف عنده او التعليق عليه...؛؛؛
فهي (اي المراة)هكذا سمعت من جدّها ونقلت ما سمعته بعفوية دون قصد مغرض
وربما عن جهل في هذا الأمر بالذات.
اما عن وجود البندورة في الاردن بعد ال ٤٨ فهذا مغاير للحقيقة وينقصه الكثير من المصداقية والبراهين؛فالمرحوم والدي والمولود عام ١٩٢٠ كان يحدثنا دوما عن ان
غذاءهم اليومي لم يكن يخلو من البندورة
وخاصة"قلاية البندوره" وكانوا يزرعونها
في "الحاكورة"امام البيت او بجانب "بيت الشعر" وذلك في العشرينات من القرن الماضي وقبلها ايضا على زمن "جدّي"في ابو علندا وفي معظم قرى الاردن..:؛؛؛
وتعتبر"قلاية البندوره" من اشهر اكلات الجيش العربي الاردني منذ تاسيسة عام ١٩٢١ عندما كان يسمى حرس الحدود ولغاية الاَن؛وهذا الكلام ليس ردّا على السيدة التي تحدثت بالفيديو ولكنه الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها والمعروفة لدى الجميع لتصحيح معلوماتها الخاطئة.
ما علينا.... ليقولوا ما يقولون...ولكن ما اثار استغرابي ودهشتي بان كلام هذه السيدة قد اشعل مواقع التواصل الاجتماعي وكاد ان يشعل فتنة بين صفوف الشعب الواحد
من اجل موضوع تافه لا يستحق كل هذا
الهراء والمناكفات السطحية والتي لا تدلّ الا على الجهل المطبق وهشاشة الفكر لدى البعض وسهولة اختراق المجتمع بأتفه المواضيع...؛؛؛
كنت اتمنى ان تكون المناكفات بين البعض
على ماذا قدمنا لفلسطين ومن ضحّى اكثر من اجل القضية او على براءة اختراع علمي احدث ثورة او نقلة علمية او اكتشاف دواء يعالج السرطان وينقذ به ملايين المصابين من البشر او اكتشاف علمي يعالج الخلل في طبقة الاوزون الذي يهدد كوكبنا بالدمار...اما ان تكون كل هذه
التفاهات من اجل "هل كانت البندورة موجودة في الاردن قبل ال ٤٨ ام لا"فهذا والله قمة التخلف والانحطاط الفكري...
يا أمة ضحكت من جهلها الامم....!!!!