حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,13 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4648

بين العالم الرقمي والادمان: رؤى تربوية ونفسية لصناعة مواطن رقمي واع

بين العالم الرقمي والادمان: رؤى تربوية ونفسية لصناعة مواطن رقمي واع

بين العالم الرقمي والادمان: رؤى تربوية ونفسية لصناعة مواطن رقمي واع

12-01-2025 12:30 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. محمد عبد الحميد الرمامنة
في عالم أضحى أشبه بقرية صغيرة تملؤها الأصوات الرقمية، يبرز سؤال جوهري: هل نربي مواطنين رقميين واعين، أم نصنع جيلاً أسيرًا لإدمانٍ يتسلل إلى تفاصيل حياتنا؟


التكنولوجيا، كما تصفها شيري توركل في كتابها "الوحيدون معًا"، ليست مجرد وسيلة للتواصل؛ بل هي سيف ذو حدين. فهي تتيح لنا الاتصال، لكنها في ذات الوقت تُبعدنا عن العمق الإنساني في تفاعلنا اليومي. لقد غدت حياتنا كمن يمد يده إلى شاشة باردة، يلامسها، لكنه يفتقد دفء اللقاء.

وفي دراستها حول وسائل التواصل الاجتماعي، تسلط جان توينج الضوء على الوجه الآخر لهذه الثورة الرقمية. أجيال اليوم، الذين يغرقون ساعات طويلةً في عوالم افتراضية، يعانون من ضغوط نفسية متزايدة، وكأنهم يحملون على أكتافهم عبء فراغٍ صنعته شاشات الهواتف.

أما آدم ألتر، في كتابه "لا يمكن مقاومته"، فيُقدم صورة دقيقة لتصميم التطبيقات التي تُشبه الشِراك، تُغري عقولنا بالبقاء، لنصبح أسرى دوامة لا تنتهي. هنا يتجلى التحدي الأكبر: كيف نحافظ على التوازن بين المنافع الرقمية وسلوكيات الإدمان؟

مارشال ماكلوهان وصف التكنولوجيا بأنها امتداد لحواس الإنسان. لكنها اليوم ليست فقط امتدادًا، بل عاملًا يعيد صياغة رؤيتنا لأنفسنا وللعالم. إنها أشبه بمرآة تعكس ما نريد رؤيته، لكنها تحجب عنا الحقيقة أحيانًا.

الحلول تبدأ من التربية الرقمية، حيث يمكن إدراج برامج تُعزز التفكير النقدي في المناهج المدرسية، وتُعلم الطلاب كيفية التنقل بوعي بين العالمين الرقمي والحقيقي. دراسة أجرتها جامعة الكويت أظهرت أن 85% من المشاركين في برامج الإرشاد التربوي قللوا من استخدامهم المفرط للتكنولوجيا، ليصبحوا أكثر وعيًا بأثرها على حياتهم.

على مستوى المجتمع، يكمن التغيير في حملات توعية تُضيء العقول بأهمية المسؤولية الرقمية. والفن الرقمي، بلوحاته وإبداعاته، يمكن أن يكون صوتًا صارخًا يدعو للتوازن، فيحوّل الأفكار إلى صور، تُحرك القلوب قبل العقول.

لذلك، علينا أن نُعيد تشكيل علاقتنا مع التكنولوجيا، نريد جيلاً يستخدمها ليبني لا ليُهدم، ليحيا لا ليُستنزف، جيلاً يُمسك بزمام العالم الرقمي دون أن يضيع في متاهاته.








طباعة
  • المشاهدات: 4648
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-01-2025 12:30 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم