25-10-2011 12:10 PM
بقلم : هاشم الخالدي
باللغه العاميه او اللغه المحكيه كما يقال يبدو واضحا ان الشعب الاردني " ملوش حظ يتفائل " فمنذ ان تناقلت الانباء مغادرة حكومة الدكتور معروف البخيت موقعه في الدوار الرابع وقدوم قاضي لاهاي النزيه الدكتور عون الخصاونه رئيسا للحكومه الجديده ونحن متفائلون بان الرجل سيحقق اخيرا طموحات الاردنيين بالعدل والمساواه وتخليصهم من ظاهرة التوريث السياسي والمض بكل قوه نحو مكافحة الفساد ونصرة المظلومين واغاثة الملهوفين والفقراء .
انتظرنا لايام ان يحقق الرجل انتصارات ميدانيه او لنقل اختراقات على جبهة المعارضه فلقي صفعه من الاسلاميين تبعها صفعه اخرى من الجبهه الوطنيه للاصلاح التي اعلنت فصل احد اعضائها وهو وزير العدل سليم الزعبي عقابا له على قبول المنصب الوزاري.
في المقابل كانت انظار الاردنيين تتابع عن كثب كل ما يكتب اولا باول عن مشاورات الرئيس التي استمزج فيها اشخاصا لدخول حكومته وكانت جل التعليقات التي ترد سرايا يوميا بعشرات الالاف تحذر من التوريث السياسي وخضوع الرئيس للكوتات لنفاجئ بتوزير علاء البطانيه نجل الوزير الاسبق عارف البطاينه ونسيب الامير الحسن فيما استمر عنصر التوريث باخضاع وزارة الخارجيه للوزير الذي لا يغادر مواقع الحكومات ناصر جوده نجل الوزير والعين الاسبق سامي جوده والصهر السابق للامير الحسن رغم كل ما كتب عن الرجل من انتقادات حول تكريسه لظاهرة التوريث السياسي في وزارته من خلال تعيينات السفراء والديبلوماسين الذين يتم تعيينهم وفقا لاسم الاب ومنصبه واتحدى ان تقوم وزارة الخارجيه بنشر اسماء ديبلوماسييها علنا لاننا حينها سنكتشف فضيحه ولا اكبر اذ يكفي حينها ان نقرأ اسم الاب لنعرف سبب تعيين الابن ... والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بقوه ؟؟ متى يحق لابناء الفلاحين او الحراثين ان يكون لهم حصة التعيين في الخارجيه ؟؟؟ اليس ما يحدث كارثه
المؤسف ان الحكومه استمرت في خضوعها جبرا وكرها لمبدء الالتزام بالكوتات ويقال بان الخصاونه حينما تم تسريب اسم وزير العدل الاسبق ايمن عوده للعوده في ذات حقيبته السابقه ثارت ثائرة القضاه وهدد عدد منهم بالاستقاله فاضطر الرئيس لمناقلة حقيبة عوده من العدل الى حقيبة شؤون رئاسة الوزراء والتشريع في واحده من اطرف ما سمعنا في مناقلات الوزراء فاين هي استقلالية الخصاونه التي وعدنا بها ؟؟ ولماذا لم يستغني عن الوزير عوده بما ان حقيبته التي منحها الان هي حقيبه شكليه والكل يعلم ذلك؟؟؟
على صعيد حقيبة السياحه تخيلوا ان الرئيس كان فرحا باستقطاب الفريق المتقاعد حميدي الفايز وهو فرح يحق ان يفخر به الرئيس لما يتمتع به الحميدي من محبه بين ابناء قبيلته لكن لا يجوز ان نسير في تشكيلة الحكومات على مبدء اذا اعتذر الاب ان نبحث عن احد انجاله لتوزيره لان قبيله بحجم بني صخر يوجد بها كفاءات عديده كان يمكن ان يكون لها نصيب في الحكومه بعد اعتذار الحميدي.
في المقابل اذا نظرنا الى بقية التشكيله الحكوميه فنحن نتحدث عن حكومه استنساخ بامتياز او كما يقال باللغه الانحليزيه
( copy- paste) فوزراء التربيه عيد دحيات والاشغال العامه يحي الكسبي والصحه عبد اللطيف وريكات والاتصالات باسم الروسان والخارجيه ناصر جوده والصناعه والتجاره سامي قموه والعدل سليم الزعبي والاوقاف عبد السلام العبادي والتعليم العالي رويده المعايطه وشؤون رئاسة الوزراء ايمن عوده والنقل علاء البطاينه والتنميه الاجتماعيه نسرين بركات والتخطيط جعفر حسان هم بالاصل وزراء سابقين ، فاذا كانت هذه الحكومه قد اعادت توزير 13 وزيرا سابقا من اصل 30 وزيرا فاين هي استجابة الخصاونه لطموحات الاردنيين بضرورة تغيير الوجوه وعدم توزير ذات الاشخاص الذين اعتدنا على التصاق لقب المعالي بهم وبابائهم وانجالهم .... والله زهقنا ؟؟
لا اريد ان اقول بان تشكيلة الحكومه طبخت على عجل او كما يقال سياسيا " سلق بيض " لان الاحباط من هذه الحكومه اذا استمر في الشارع الاردني سيخلف الكثير من الاضرار لان املنا بنجاح هذه الحكومه كبير يصل الى حد ان ندعوا لها بالتوفيق ليل نهار لكننا صدمنا عندما انتظرنا اياما سبعه ليخرج علينا الرئيس بتشكيله لم تختلف عن تشكيلة الحكومات السابقه.
بالمحصله فانا شخصيا متفائل " غصبت عني " بهذا الرئيس لاسباب عديده منها اننا جميعا نتفق على نزاهة الرجل واستقامته وحبه للاردن واختياره لاشخاص في وزارته نكن لهم الاحترام مثل زميلنا راكان المجالي والدكتور صلاح جرار وكليب الفواز وابراهيم الجازي رغم اعتراضي في المقابل على مبدء التوريث السياسي فالاردنيان على مدى الزمان استطعن ان ينجبن نوابغ وشخصيات وطنيه تستحق ان تكون من صناع القرار ولا ادري لماذا تقتصر الحقائب الوزاريه دائما على فئة تتحكم بمصير البلاد والعباد لمجرد انها ولدت وفي فمها " ملعقه من ذهب " .
دولة الرئيس : قيل قديما بان الريش الجميل ليس كافيا ليصنع طائرا جميلا وهذا ما حدث في حكومتك ... هل وصلت الرساله ... اتمنى ذلك؟؟
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-10-2011 12:10 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |