بقلم : ناجح الصوالحة
يهمنا أن يكون جميع أقطارنا العربية في ازدهار وأمان وتقدم للأمام، لهذا يحسب لنا أننا مع عروبتنا في جميع مراحلها وتجد أن الأردن دائما يضع ما يمتلكه في تصرف الأشقاء في محنهم وفي حال حدوث خلل في مسيرتهم، وكأردنيين نفرح اننا في هذا الاتجاه منذ قيام دولتنا ونهجها عروبي قومي.

نذهب في اتجاه آخر في تناول ما يمر به الوطن العربي منذ عشرات السنيين، محور لابد أن نكون ملتزمين بقراءة الحالة العربية جيدا لنستطيع الاستفادة منها والخروج بصيغ تمدنا للسير بقوة ومنعة تؤهلنا أن نقابل اهتزازات المنطقة بحكمة واقتدار, كثير من أقطارنا العربية كان سببا خلخل كياناتها هو ضعف الداخل وعدم الاستفادة منه في مواجهة الأخطار لهذا وجدنا سقوطها أسهل بكثير مما كان متوقعا له، يصيب الغرب حيرة من هدم أوطان بسرعة وبفعل أبناء تلك الأوطان.

تفاصيل الحالة الاقتصادية للمواطن الأردني ضرورة وطنية لابد أن يتعمق بها صاحب القرار, نحن الآن في نقاش موسع لموازنة 2025م من قبل مجلس النواب, لذلك يجب أن يراعى جيدا رفعة سوية حياة المواطن البسيط وأن ننتبه لمعيشته وتوفير مستلزمات أسرته بأقل التكاليف وأقربها له، جانب مهم جدا أن يكون التفكير الحالي والقادم أن نقدم ما يلبي رغبات وتطلعات المواطن في جميع مناطق المملكة، يجب ان تكون مخرجات تقرير ديوان المحاسبة مؤشراً قوياً لبناء منظومة حماية لجبهتنا الداخلية, تحدث وتوسع الجميع بما جاء بتقرير ديوان المحاسبة من هنا يك?ن الانطلاق لتنظيف وزاراتنا ومؤسساتنا الوطنية وأن يكون القائم عليها تحت نظر الجميع، ونزيد أنه في كل تقرير يصدر عن ديوان المحاسبة يزداد النقاش حول المؤسسات المستقلة وما يرد من خلل قوي في مسيرتها من حيث المكافأة والرواتب والمركبات والإنفاق الزائد, ما المانع ان ننفض أوراق هذه المؤسسات؟

نشير بقوة وبعمق للنهج المتبع من قبل رئيس الحكومة الحالية ودوره في إعادة إحياء العلاقة المتينة بين الحكومة والمواطن التي غابت كثيرا خلال العقود الماضية.. المتابع للنشاط المثمر لرئيس الحكومة يدرك أننا مقبلون على تغيير قوي في التعامل مع وظيفة رئيس الحكومة وجمودها وتركها رهينة البروتوكول ومنعته في تسهيل التواصل مع قضايا وحاجات الناس في مناطقنا النائية.

كلنا شركاء في بناء هذا الوطن ووجب علينا أن نقدم ما يزيدنا قوة أمام اهتزازات هذه المنطقة، عندما نضع المواطن في صورة السعي الجاد لنعيد رسم علاقته مع وطنه وفق المواطنة والانتماء وحمل المسؤولية والاشتراك بتعديل المسار, لنتجاوز عبثية العالم الخارجي في نظرته لمنطقتنا, لاننا بحاجة لجدار قوي لمواجهة التغيير القادم وما يخطط له الآخرون.