13-01-2025 06:28 PM
سرايا - استمرت الحرائق المدمرة في لوس أنجلوس في الانتشار يوم الأحد الماضي، مما أسفر عن مقتل 24 شخصًا على الأقل مع توقعات بزيادة الحصيلة بسبب استمرار النيران وعودة الرياح القوية.
في وسط هذه الكارثة، لجأ بعض الأثرياء إلى استئجار فرق إطفاء خاصة لحماية ممتلكاتهم الفاخرة، مقابل مبالغ تصل إلى 2000 دولار في الساعة. هذا التصرف أثار جدلاً واسعًا وانتقادات حادة من قبل الرأي العام.
منذ بداية الحرائق يوم الثلاثاء الماضي، تعيش لوس أنجلوس أزمة غير مسبوقة، حيث فر أكثر من 100 ألف شخص من منازلهم. وفي الوقت الذي تعتمد فيه الأحياء الفقيرة على فرق الإطفاء العامة المثقلة بالمهام، اختار الأثرياء التعاقد مع شركات إطفاء خاصة تقدم خدمات مخصصة، مزودة بمعدات متطورة مثل شاحنات الإطفاء، الخراطيم، والمواد الكيميائية المثبطة للحرائق.
كشف كريس دان، مالك شركة Covered 6، لصحيفة ديلي ميل عن زيادة غير مسبوقة في الطلب على خدماته، حيث تلقى مكالمات مستمرة من زبائن يائسين لحماية ممتلكاتهم.
لكن هذا الاتجاه أثار انتقادات واسعة. ففي الوقت الذي تسعى فيه فرق الإطفاء العامة لتوجيه مواردها المحدودة لإنقاذ الأرواح والمنازل العادية، يُتهم الأثرياء بتحويل هذه الموارد لصالح ممتلكاتهم الخاصة.
وكان المليونير كيث واسرمان قد أثار موجة من الغضب بعد نشره تغريدة طالب فيها بالمساعدة لإيجاد رجال إطفاء خاصين لحماية منزله في حي باسيفيك باليساديس، مؤكداً استعداده لدفع أي مبلغ. ورغم أن واسرمان حذف التغريدة لاحقًا، فإنها أشعلت انتقادات شديدة، حيث تساءل بعض المغردين: هل تعتقد أن حياة رجال الإطفاء الخاصة أقل قيمة لأنك تملك المال؟ ، فيما أضاف آخر: أنت مستعد لتحويل موارد الإنقاذ من الأرواح لحماية منزلك فقط لأنك ثري؟
لم يكن الموقف مقتصرًا على واسرمان فقط، بل حتى قطب العقارات ريك كاروسو استأجر فرق إطفاء خاصة لحماية منزله، ما أثار انتقادات مشابهة بعد أن كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن الأمر.
تتميز فرق الإطفاء الخاصة بمعدات متطورة قد تتفوق في بعض الحالات على المعدات العامة، مثل أجهزة رش المواد المقاومة للحريق وأغطية لحماية الأشجار والمباني. ومع ذلك، تزايدت الانتقادات بسبب اتساع الفجوة الطبقية، حيث أصبحت الأولوية لإنقاذ الأثرياء بينما تُترك الأحياء الفقيرة لمواجهة المصير المجهول.
وفي مشهد يعكس هذا التفاوت الاجتماعي، رصدت صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل منزلًا محاطًا ببخاخات المياه تحت مراقبة فريق إطفاء خاص، بينما كانت النيران تلتهم المنازل المجاورة.
تسلط حرائق لوس أنجلوس الضوء على التحديات التي تواجهها إدارة الكوارث في ظل تزايد الفجوات الاجتماعية. ومع استمرار النيران في ابتلاع المدينة، يبقى السؤال: هل ستدفع هذه الأزمة إلى مراجعة سياسات توزيع الموارد وإنقاذ الأرواح بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية؟
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-01-2025 06:28 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |