بقلم : د. هبة أبو عيادة
يشهد العالم اليوم ثورة تكنولوجية هائلة، حيث تتسارع وتيرة التطور الرقمي بوتيرة غير مسبوقة. فأصبحت الروبوتات والذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية منها تعرف حالة الطقس والخرائط والحركة المرورية وغيرها الكثير، مما يطرح تحديات جديدة وفرصًا واعدة في آن واحد. وفي هذا السياق، يصبح تطوير المهارات الرقمية لدى الجيل الجديد أمرًا بالغ الأهمية، ليس لمواكبة هذا التطور فحسب؛ بل ليكونوا قادرين على التعامل مع هذا الواقع الجديد بفاعلية وإبداع واتزان دون إدمان أو انحراف.

بداية إن العقول الرقمية هي وقود المستقبل وأعرف العقل الرقمي بمقالي هذا: بأنه القدرة على التفكير بشكل منطقي وحل المشكلات باستخدام الأدوات والتكنولوجيات الرقمية. وإنه أكثر من مجرد القدرة على استخدام الحاسوب، بل يتضمن فهم كيفية عمل هذه التقنيات، وكيفية تطبيقها في مختلف المجالات. فالعقل الرقمي هو الذي يسمح لنا بالتعلم المستمر والتكيف مع التغيرات المتسارعة في عالمنا الرقمي.

أما الروبوتات الذكية فهم شركاء المستقبل، فالروبوتات عبارة عن آلات قادرة على أداء مهام معقدة، مثل التعلم والتكيف واتخاذ القرارات. هذه الروبوتات تدخل في العديد من المجالات، من الصناعة والطب إلى الخدمات والترفيه. وبينما تثير هذه الروبوتات مخاوف بشأن فقدان الوظائف، إلا أنها في الوقت نفسه تقدم فرصًا جديدة لخلق وظائف تتطلب مهارات رقمية عالية. لذا فإن هناك ضرورة ملحة لتطوير المهارات الرقمية لتأمين مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة، من خلال التركيز على تطوير المهارات الرقمية لدى الناشئة فالتسلح بالعلم والمعرفة والمهارة?أقوى ضمانات النجاح والصمود في ظل التغيرات المتلاحقة. فالعالم الرقمي يقدم فرصًا لا حصر لها للتعلم والإبداع والابتكار من خلال تطوير المهارات الأساسية لدى الناشئة والشباب بالوصول إلى المعلومات وتمكينهم من البحث عن المعلومات والتعلم من مصادر متنوعة وموثوقة، مما يوسع آفاقهم ويزيد من معرفتهم. وإتاحة التواصل مع الآخرين: يمكنهم التواصل مع أقرانهم من جميع أنحاء العالم، وتبادل الأفكار والخبرات. وتنمية مهارات حل المشكلات: يمكنهم استخدام الأدوات الرقمية لحل المشكلات المعقدة بطرق مبتكرة. وتطوير مهارات الإبداع والابتكار? يمكنهم تطوير أفكار جديدة وتصميم حلول مبتكرة للمشكلات التي تواجه المجتمع. والاستعداد لسوق العمل: يمكنهم الحصول على وظائف ذات رواتب عالية في مجالات مثل البرمجة وتطوير التطبيقات وتحليل البيانات.

والسؤال الذي يتبادر لأذهاننا كيف يمكننا مع الاستراتيجيات والسُبل تطوير المهارات الرقمية لدى أبنائنا؟ عزيزي القارئ هناك العديد من الطرق لتطوير المهارات الرقمية لدى أبنائنا، منها: دمج التكنولوجيا في التعليم: يجب على المؤسسات التربوية أن تعتمد على التكنولوجيا كأداة تعليمية أساسية، وتشجيع الطلاب على استخدامها في جميع المواد الدراسية. وتوفير فرص التعلم المستمر: يجب توفير برامج تدريبية وورش عمل لتعليم الأطفال والشباب مهارات جديدة في مجال التكنولوجيا. وتشجيع الابتكار: يجب تشجيع الأطفال والشباب على المشاركة في الم?ابقات والمشاريع التي تتطلب استخدام التكنولوجيا. وتوفير بيئة داعمة: يجب توفير بيئة منزلية تدعم التعلم الرقمي وتشجع الأطفال على استكشاف التكنولوجيا. وإذا تم دمج التكنولوجيا في التعليم بطريقة تفاعلية وإبداعية ينعكس إيجابًا بفوائد عديدة، أذكرها منها زيادة المشاركة والتفاعل: تجعل التكنولوجيا التعلم أكثر تفاعلية وممتعة، مما يزيد من مشاركة الطلاب وتركيزهم. والتعلم الذاتي: تتيح التكنولوجيا للطلاب التعلم بمرورهم الخاص ووفقًا لاهتماماتهم. وتطوير مهارات القرن الحادي والعشرين: تساعد التكنولوجيا على تطوير مهارات القرن ?لحادي والعشرين مثل التفكير النقدي، وحل المشكلات، والتعاون، والإبداع. والاستعداد لسوق العمل: تجهز الطلاب بمهارات رقمية مطلوبة في سوق العمل الحديث.

في الختام، إن تطوير المهارات الرقمية لدى الجيل الجديد هو استثمار حقيقي لمستقبل أفضل. فالعقل الرقمي هو المفتاح للنجاح في عالم اليوم، وهو الذي سيسمح للأجيال القادمة بالمساهمة في بناء مجتمعات أكثر تطوراً وازدهاراً. علينا جميعًا أن نعمل معًا لتوفير الفرص اللازمة للأطفال والشباب لتطوير هذه المهارات الثمينة.

الراي