حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,19 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2924

الملك وقضية الشرق الأوسط

الملك وقضية الشرق الأوسط

الملك وقضية الشرق الأوسط

18-01-2025 08:14 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
بشير عبدالهادي
basheeralhadii@gmail.com


الغاية من الكتابة في هذه المرحلة من الزمن أن نحاور انفسنا ونحاور الظروف والواقع والحقائق ، المرحلة تتطلب منا التوقف امام بعض المشاهد السياسية ( الضوئية والصوتية والمكتوبة ) التي رأيناها في العالم والإقليم ، عند الحديث عن مملكتنا استطيع القول ليس مطلوب مني ان اقدم نفسي كمتحدث في هذه المرحلة من الزمن المشهد امامنا ، واعتقد ان القارء في هذه المنطقة من العالم ليس بحاجة الى شخص ان يكتب له ، تاريخ المنطقة ومشاكلها ومستقبلها اصبح جزء من المكون الفكري للعقل العربي .
قبل أربعة اشهر من احداث السابع من أكتوبر من العام 2023 كنت قد حذرت ونبهت وقلت ان العالم لم يعد كما كان ، واقتبس من كلامي ( بعد اليوم العالم لن يكون كما كانت هذه العبارة قد تكررت في محطات تاريخية مهمة بعد ان توقفت الحرب العالمية الثانية تكررت هذه العبارة وبالفعل تغير العالم ، عندما اعلن غورباتشوف في عام 1991 من شرفة الكرملين ان الاتحاد السوفيتي لم يعد موجود < انهيار الاتحاد السوفيتي > تكررت هذه العبارة ولم يعد العالم كما كان وانفردت أمريكا بقيادة النظام العالمي ، وبعد احداث 11 سبتمبر 2001 تكررت هذه العبارة ، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا بتاريخ 24 شباط 2022 < واقع الحال أمامنا شاهد> نستطيع أن نقول العالم لم يعد كما كان ، العالم سيتغير ، بدأت عملية إعادة ترتيب العالم ، الفترة الحاسمة التي افترقت فيها الطرق ، لحظة الحقيقة التي يجب أن نتنبه لها جميعاً. أوردن آمن مستقر ستكون له القوة السياسية في اختيار بوصلة الاتجاه وفق المصالح التي تخدم الوطن نحن في العالم العربي وفي منطقة الشرق الأوسط نعيش أزمات معقدة بعضها من صنعنا والبعض الآخر من صنع الغير ، ومملكتنا وجدت في موقع جغرافي معقد تتشابك فيه أسباب موروثة ، صراع المصالح والأرادات ( السياسية والمالية ، الإقليمية والدولية ) ، قوى لها مطالبها ، أرث أيديولوجي وعقائدي ( ميدان صراع لكافة الأيديولوجيات) ، الصراعات العسكرية والسياسية ، بعض الدول فقدت الشرعية الدستورية والقانونية وهي الآن تكافح لوضع الأساس الدستوري والقانوني والبعض الآخر منها يكافح من اجل أن يكفل على الأقل حد ادنى من ضرورات الوجود والاستمرار ، دفعت الأمة العربية ثمن هذا المشهد من أرواح وثروات شعبها ..... المملكة ضحية مفاجآت المشهد الجيوسياسي ، العقيدة الراسخة لدينا في المملكة تكمن في الخطر وهوا بالنسبة لنا دائماً خطراً خارجياً ( الخطر أمامنا في كل وقت ) ، لقد جاءت معظم المتغيرات في الحياة الأردنية من خارج حدودها ، المسائل جوهر هذا المشهد أعقد بكثير مما يتصوره البعض ، انها الحقيقة ويجب أن نتنبه لها جميعاً، حسابات أبناء الوطن يجب أن تكون دقيقة ( قصير الأمد وطويلة ) َ وليست وليدة حالة عاطفية ، ذاكرة المملكة تخبرنا في لحظة الأزمات كان هناك رجال لديهم الرشد السياسي من مختلف التيارات السياسة والاجتماعية والاقتصادية ولديهم اليقين ان مسارات الحوادث موصولة بأسباب خارجية وان مفاتيح الحل متشابكة، .في مناخ معقد ومثقل بالمتناقضات المملكة تحاول أن تتلمس الطريق (الإقليمي، الدولي ، الجغرافي ، التاريخي) ، وسوف تكون المحاولة دون شك عملية صعبة وشاقة ، ان الأمل الكبير للمملكة يبقى في قدرتها على استيعاب الصدمات والارتفاع فوقها ، ظن البعض من المراقبين الخارجيين ان المملكة على ضوء تزايد وسرعة الحوادث والقضايا الإقليمية من حيث التعقيد والتشابك التي داهمتنا بشكل غير متوقع سوف تتأثر بما حصل ويحصل في الأقليم ، الكل يعلم ان المناخ السياسي في الأقليم محتقن ومتغير لكن الحقيقة الثابتة هي الجغرافيا والتاريخ ولابد من التأكيد على ان المملكة كانت وما تزال تشكل جزءاً من معادلة إقليمية ولا يمكن تجاوزها، ولقد اثبتت التجارب التاريخية ان المملكة قد تمكنت من مواجهة كافة المواقف الحرجة والخطرة باقتدار) انتهى الاقتباس

الجغرافيا السياسية للمملكة كانت قدر الشعب والقيادة ، ان ما تحملته المملكة لا تستطيع دولة في المنطقة بمفردها أن تتحمله ، الوقائع التاريخية فهيا مشهودة ويستحيل انكارها ، اما المشهد الآن فهوا امامنا، الوطن يدفع ضريبة الموقع الجغرافي من دم أبنائه ففقدنا خيرة أبناء الوطن على يد المهربين وتجارالمخدرات والإرهابين وتحملنا أعباء مادية واقتصادية ، القيادة والشعب تحمل كل منهم أعباء نفسية لا حدود لضغوطها وأثقالها ، المناخ الساسي والعسكري في الإقليم مثقلاً بالتخبط والتشكيك في مستقبل الإقليم وبرزت شواهد على تغييرات هامة في المنطقة يتم التخطيط لها ، وظهرت على السطح الشائعات والأوهام القديمة للقادة الإسرائيليين ، وهنا نسجل للتاريخ انه في الأيام الأولى لأحداث السابع من أكتوبر كان جلالة الملك عبدالله الثاني اول من حذر بإن الموقف العام حافل بأسباب القلق ، وان التصريحات السياسية والعسكرية في المنطقة تشير ان هنالك شيء محسوس وخطير في الأفق وأن هناك صداماً قادم في منطقة الشرق الأوسط قد يكون له تأثير كبير على الموازين الاستراتيجية في المنطقة ، ولم يتأخر الصدام كثيراً وما حذر منه جلالة الملك قد وقع ، وبهذه المناسبة يجب أن نعود الى حديث الملك لعدة سنوات سابقة نجده في كل مناسبة دولية كان يحذر من حالة الاحتقان الناتجة عن تعطل وتجمد عملية السلام ، الملك كان يملك الشجاعة السياسية والمعنوية بحمل القضية الفلسطينية وحل الدولتين الى العالم بالرغم من كل الصعوبات والمشاكل في الإقليم والعالم ، نحن في المملكة لدينا صعوبات اقتصادية ساهمت بها أزمات الإقليم لكن الملك لم يتخلى عن دورة في دعم إقامة دولة فلسطينية على أساس حل الدولتين وعاصمتها في القدس الشرقية ، ادرك الشعب والقيادة خطورة التصريحات التي اطلقها قادة إسرائيل فيما يتعلق بتهجير اهل الضفة الغربية إلى الأردن وأهل غزة إلى مصر ، الملك كعسكري وسياسي وقبل كل ذلك عربي هاشمي كان يملك من الشجاعة لتقييم الأوضاع وان الحديث في مسألة التهجير تجاوز الخط الاحمر ، الملك استحضر من الذاكرة الفلسطينية والأردنية الصورة لعمليات التهجير القسري التي حصلت في نكبة 1948 وزمن النكسة عام 1967 والتهجير المستمر والطرد القسري وما ترتب عليه من استيلاء على الأرض والتبعات الإنسانية والاضطهاد الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني ، القيادة السياسة وعلى رأسها جلالة الملك قد توصلت من خلال التقييم الاستراتيجي والسياسي للأوضاع في الإقليم وحالة العالم العربي وانشغال السياسة العالمية بالحرب الروسية الأوكرانية وفي ظل غياب وتهميش وضعف المنظمات الدولية أن الأمور لا تحتمل الانتظار في مواجهة الأوهام لدى قادة إسرائيل ، شاهدنا كيف قاد جلالة الملك الدبلوماسية بنفسة فقام بزيارة بعض الدول الأوروبية في فترات متقاربة وتحرك الملك كان مدعوم بموقف عربي واسلامي موحد وكذلك من قبل اصدقاء الأردن محبي السلام واستطاع ان يجمع خلفه الرأي العام العربي والإسلامي ، وزير الخارجية أيمن الصفدي كان يحمل رسائل جلالة الملك الى كافة القاءات والمنظمات الدولية بكل حزم ووضوح ، ان زيارة سمو ولي العهد الأمير حسين إلى وزارة الخارجية جاءت لتأكيد الدعم إلى معالي وزير الخارجية وكافة دبلوماسي الوزارة في حمل مواقف الدولة الأردنية للعالم حيث اكد سمو ولي العهد على موقف الأردن الثابت بضرورة وقف العدوان على غزة ورفض التهجير بكافة اشكاله ، والمتابع للأحداث نجد ان مصطلح التهجير قد اختفى منذ بداية الأزمة من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين ، وهذا لم يأتي من فراغ بل كان نتيجة جهود وتنسيق دبلوماسي ضخم قادته القيادة السياسية وعلى رأسها جلالة الملك ، الموقف الأردني على مستوى القيادة والشعب كان متقدم عن غيرة من المواقف بكل ما يتعلق بالأحداث في غزه والأوضاع في الضفة ، ان وقف الحرب في غزة وتهدئة الأوضاع في الضفة مطلب استرتجي وأمن قومي للأردن . كانت المسؤولية التي تحملها الأردن اتجاه غزة والقضايا المطروحة الخطيرة والمعقدة في المنطقة وحماية حدودنا في مواجهة الإرهاب وتهريب السلاح والمخدرات كبيرة جداً .
الملك كان موقفه واضح من صفقة القرن حيث اكد جلالة الملك رفضه لأي خطة أو مشروع ينتقص من حقوق الشعب الفلسطيني أو يتجاوز قرارات الشرعية الدولية ، الملك تمكن من حشد الدعم العربي والدولي ونسق مع المنظمات الدولية والإقليمية وشارك في المؤتمرات العربية والإسلامية للتأكيد على احترام القرارات الدولية، وكذلك لعب دور كبير في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ورفض كل محاولات تغير الوضع القائم في القدس أو المساس بالحرم القدسي الشريف ، ووقف الأردن إلى جانب السلطة الفلسطينية في المحافل الدولية ، ونجح الأردن على إبقاء القضية الفلسطينية قضية مركزية للعالم العربي والإسلامي ، القادة العرب والعواصم الرئيسية في العالم تعلم موقف الملك الواضح وهوا تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تهدف الى تحقيق السلام العادل .
الأردن من خلال الواجب الوطني والقومي كان حريص على دعم الأهل في غزة من اجل تعزيز صمودهم على ارضهم ورفع المعاناة النفسية ولمواجهة الظروف الصعبة التي يعيشها الأهل في غزة نتيجة الحرب فقام بإرسال العديد من قوافل المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة، بما في ذلك الأدوية والمستلزمات الطبية وإرسال الأطباء والمعدات الطبية إلى مستشفيات غزة والمستشفى الميداني الأردني لمعالجة المصابين والمرضى ،ودعم المؤسسات الدولية والمنظمات الغير حكومية التي تعمل في غزة لتقديم المساعدات إلى السكان ، وعملت الأردن مع منظمات الأمم المتحدة مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لتقديم مساعدات غذائية وطبية للاجئين الفلسطينيين ، الأردن قام بدور دبلوماسي نشط في المحافل الدولية مطالبًا بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لغزة وتوفير الدعم السياسي لرفع المعانة عن اهل غزة . ، ، الشعب كان واثقاً ثقة مطلقة في حكمة الملك في إدارة هذه المرحلة الزمنية الخطيرة .








طباعة
  • المشاهدات: 2924
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-01-2025 08:14 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم