بقلم : يوسف رجا الرفاعي
كان وما زال يستطيع مَن يجلس في كابينة القيادة في امريكا ان يوقف هذه الحرب الاجرامية الدمويه التي كان ضحيتها الابرياء من المدنيين بكافة شرائحهم بغض النظر عن اسم الرئيس الذي يتم اختياره ليكون في واجهة السياسة الداخلية والخارجية ،
وعلى ما يبدو فإن صاحب القرار قد ارتأى ان تكون هذه الحرب بقيادةٍ امريكيةٍ خالصة اصطحبت معها المخلصين من الاتباع والموالين اضافة الى الذين لا يملكون من امرهم شيئا إلا ان يقولوا سمعنا وأطعنا حتى لا تنفرد هي وحدها بارتكاب هذه الجريمة الكبرى وكما نرى ويرى العالم فإن هذا ليس تصوراً وهمياً وانما نتيجة هذه الحرب تؤكد انها كانت تعلم ان النتيجة ستكون كارثية لانها أعدَّت لها كل هذه الاسلحة المُدمِّرةِ والمُحرَّمةِ وغير المُحرَّمة وانها قد اتخذت القرار بأن تجعل غزة واهلها اثراً بعد عين ولذلك اشركت معها هي وبريطانيا مَن أشركتهم ليكونوا شركاء في الجريمه .


امريكا اتخذت القرار بوقف هذه الحرب بناء على الوضع الداخلي الامريكي والظرف المتعلق بتسليم السلطة الى ترامب وهذه من المسلمات المعروفة بانه الوقت الحرج لاي سلطة في العالم عندما تقوم بعملية تسليم واستلام للسلطة ،
والامر الثاني هو هذه النيران المشتعلة في لوس أنجلوس وكاليفورنيا وسمِّيها كما تشاء ،
الحرب الربانية ، حرب الطبيعه ، حرب التغير المناخي ، حرب طائر النار ، حرب بفعل فاعل اشعل هذه النيران ، سمِّيها كما تشاء ، وما يعنينا في هذا الامر هو :
اولاً ، المنطقة التي تشتعل فيها هذه النيران
ثانياً ، نوعية التواجد المدني السكاني " الطبقات " الاجتماعية في تلك المنطقة ،
ثالثاً ، المنشآت والمؤسسات والمراكز بمختلف مسمياتها العسكرية والمدنية والبحثية هناك
رابعاً ، الثقل الاقتصادي الرئيسي في تلك المنطقة ،
والحديث عن وادي السيليكون وما يشبه هذا الاسم من منصات اقتصادية عديدة ومتنوعه ،
وآخر رقم تحدثت عنه الصحف الامريكية قبل ايام كان حول خسائر تقترب من الثلاثمائة مليار دولار، باعتقادي ان نتائج هذه الحرائق المدمرة لن تقتصر أضرارها على امريكا فقط وانما سيكون لها انعكاسات سلبية على كل الدول التي ترتبط مباشرة بالدولار او بالبيانات الاقتصادية التي يصدرها البك الفدرالي هناك

إن النصر في هذه الحرب قد تحقق وحُسِم في مدة لم تتجاوز الست ساعات الاولى من يوم السابع من اوكتوبر ، ومنذ تلك اللحظة الى لحظتنا هذه كل الذي يجري من إجرام دولي ما هو إلا عملية انتقام رداً على هذا النصر ولكنهم اتبعوا هزيمتهم بهزيمة وسقوط اخلاقي سيخلده التاريخ ليكون لعنةً عليهم من جيل يسلمها الى جيل الى ان يرث الله الارض وما عليها.

كل الأنظمة والقوانين تم تعطيلها وكل المؤسسات والهيئات الدولية تم إسكاتها وإقفالها وهي كما يعلم الجميع يقال انها شرعية خالصة تم التوافق عليها واعتمادها كضامن للسلم العالمي على هذه الارض بعد انتهاء الحرب العالميه ،
ولكن الطغيان الامريكي الذي لا رادع له عطَّل كل هذا من اجل إنفاذ عمليات عسكرية وسياسية تخدم مصالحها من اجل المحافظة على ابقاء سلطتها كشرطي لهذا العالم أُحادي القطب المُعوَجّ ،
فهل تعتقد ان ورقة بعنوان " اتفاقية " سيمتثل لها الامريكان بالالتزام بوقف دائم لهذه الحرب !! نأمل ونرجو الله ان يلتزموا وان تنتهي هذه الحرب .

بكل الاحوال سواء اتفق مع هذا الرأي مَن اتفق او اختلف معه مَن اختلف فإن الحقيقة المطلقة ان العالم قد تغير منذ اليوم السابع من اكتوبر يوم انطلق هذا الطوفان ، فلم يعد النظام العالمي كما كان على الرغم من ممارسة امريكا ضغوطها على العالم ليظهر انه منسجم ومنضبط مع كل ممارساتها وأفعالها ،
باختصار ، يعيش العالم الآن ما بين نيرانٍ وطوفان .
يوسف رجا الرفاعي