20-01-2025 10:22 AM
بقلم : نادية سعدالدين
لن يمر اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بسلام، مع غياب آليات التنفيذ المُلزمة، وصعوبة الانتقال للمرحلتين الثانية والثالثة لدى التفاوض حول الجنود، وبعد أن تحولت الولايات المتحدة من دور المغذي والداعم لجرائم الإبادة الصهيونية إلى مهمة «الضامن» للتغطية عليها وعدم وصولها للمنبر الأممي، وتسهيل نيل «نتنياهو» مكاسب لم يستطع اقتناصها طيلة أشهر العدوان.
ومع ذلك؛ نستطيع أن نستخلص 8 نتائج قد تلقي الضوء على أبرز ملامح مرحلة «ما بعد» حرب غزة، على النحو التالي:
أولاً: فشل الاحتلال في تحقيق أهداف عسكرية ذات طبيعة إستراتيجية، بالقضاء على حركة «حماس» وشل قدراتها العسكرية وتحرير الأسرى، فلم يستطع أسر مقاوم واحد أو العثور على نفق ذي دلالة أو مخزن صواريخ وأسلحة ثقيلة.
ثانياً: تعكس موافقة الاحتلال على الاتفاق والتفاوض بشأن تبادل الأسرى، دلالات إخفاقه في تحريرهم بالعملية العسكرية البرية، كما زعم، وتفاقم أعباء الحرب عليه، لاسيما الاقتصادية، ولصمود المواطن الغزي وتمسكه بأرضه، رغم المجازر الصهيونية الوحشية واراقة الدم الفلسطيني، ونظير صلابة المقاومة التي كبدت جيشه، وما تزال، خسائر مادية وبشرية مؤلمة في المواجهة البرية.
ثالثاً: يمثل بقاء «حماس» والمقاومة وسلاحها فشلاً وهزيمة للحملة العسكرية الصهيونية، فكل ما هو دون اجتثاث المقاومة وسلاحها يعد انتصاراً فلسطينياً. وقد تخرج المقاومة الفلسطينية من الحرب أضعف عسكرياً، رغم أدائها الميداني المحترف وجهوزيتها العالية لأشهر طويلة، ولكنها ستكون أقوى سياسياً، نتيجة آثار عملية «طوفان الأقصى»، التي حققت انتصاراً إستراتيجياً غير مسبوق وهزيمة نكراء للمؤسسة الأمنية والاستخباراتية والعسكرية الصهيونية، وحجم نتائج فاق أكثر التوقعات المتفائلة طموحاً، وقد تؤسس لحقبة جديدة.
رابعاً: انتصار المقاومة يعني تجذير «حماس» لتكون القوة الأولى في القضية الفلسطينية والمعادلة السياسية، وعلى المجتمع الدولي والكيان الصهيوني أن يتعاملا معها كاللاعب الرئيسي الفلسطيني في تقرير مصير القضية الفلسطينية.
خامساً: تعزيز دور المقاومة الفلسطينية كحركة تحرير وطني ضد الاحتلال لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني في التحرير والاستقلال وتقرير المصير، مما يقوي استمرار الالتفاف الشعبي حولها.
سادساً: من المرجح استمرار التنسيق الميداني بين فصائل المقاومة الفلسطينية، الذي وصل لأعلى درجاته النوعية في عملية «طوفان الأقصى» وأثناء عدوان الاحتلال على غزة، فمعركة التحرير بالنسبة لتلك التنظيمات لن تنتهي عند حرب غزة، وإنما هي مستمرة حتى تحرير الأرض والوطن من الاحتلال.
وليس مستبعداً تضافر جهودها بشكل أقوى لصد المساعي الخارجية للنيل من المقاومة وكسر شوكتها بعد عملية 7 أكتوبر، في إطار ترتيبات ما بعد الحرب في غزة.
سابعاً: يبدو أن حالة الانقسام الفلسطيني وتعثر خطوات المصالحة التي كانت سائدة قبل حرب غزة ستستمر بعدها، إذ ليس مُقيضاً أن تزول الخلافات العميقة بين حركتي «فتح» و»حماس» في الأفق القريب على الأقل.
ثامناً: وهو الأخطر؛ فلا يعني اتفاق التهدئة إلغاء مخطط الاحتلال بتهجير سكان غزة إلى سيناء وتطهير القطاع من المقاومة لمنع تكرار تهديدها وتسهيل سيطرته، ولربما إعادة استيطانه كحال ما قبل 2005، توطئة لتكرار المشهد في الضفة الغربية نحو الأردن، والاستيلاء على كامل الأرض الفلسطينية.
فالتهجير ركيزة أساسية في المشروع الصهيوني وعماد حركته الاستيطانية وأحد أبرز مقومات استمراريته، وقد يعود الاحتلال إليه بعد استعادة أسراه.
الغد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-01-2025 10:22 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |