حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,20 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2526

صفقة تبادل الأسرى: مشهد المقاومة وتحديات سياسة الاحتلال

صفقة تبادل الأسرى: مشهد المقاومة وتحديات سياسة الاحتلال

صفقة تبادل الأسرى: مشهد المقاومة وتحديات سياسة الاحتلال

20-01-2025 02:02 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد عبد الباسط الرجوب
مع اقتراب تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، كانت الساحة الإقليمية، وتحديدًا في قطاع غزة، تشهد تطورات درامية أثّرت بشكل مباشر على المشهد السياسي الإسرائيلي. رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، الذي أطلق عدوانًا واسعًا على القطاع، كان يسعى لتحقيق هدف استراتيجي يتمثل في سحق المقاومة الفلسطينية، إلا أن مسار الحرب خذله، وخرج منها مثخنًا بالجراح السياسية والعسكرية دون تحقيق أهدافه المعلنة.

الحرب: عناوين القصف والفشل السياسي

بدأت إسرائيل عدوانها على غزة بشراسة، مستهدفة قيادات المقاومة الفلسطينية بأسلحة أمريكية فتاكة، وسط رفض قاطع لأي مقترحات لوقف إطلاق النار. وعلى مدار 471 يومًا من القصف العنيف الذي دمّر المستشفيات والبنية التحتية وأغلق أبواب المساعدات الدولية، لم تتمكن دولة الكيان الصهيوني من استعادة أي من أسراها أحياء. بل على العكس، أعادت المقاومة جثثًا لبعض الأسرى الذين قُتلوا أثناء استهداف مواقع احتجازهم.

ورغم كل محاولات نتنياهو لتقديم الحرب كإنجاز سياسي، تحولت إلى عبء كبير على حكومته، حيث أخفقت في إخضاع المقاومة أو استرداد الجنود المحتجزين. بالمقابل، أعادت المقاومة ترتيب أوراقها، وبرزت كلاعب رئيسي قادر على فرض معادلات جديدة في الصراع.

صفقة التبادل: تفاصيل المشهد ومغزاه السياسي

مع نهاية ولاية جو بايدن وقبيل وصول ترامب إلى سدة الحكم، أُبرمت صفقة تبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية ودولة الكيان الصهيوني، عكست عمق المأزق الصهيوني. وفقًا للاتفاق، أطلقت المقاومة الفلسطينية ثلاث أسيرات مدنيات لدولة الاحتلال الصهيوني ، بينما أفرج الاحتلال عن 90 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال وصحفيون.

المشهد في غزة كان استثنائيًا. ظهرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وهي تشرف على تسليم الأسيرات الإسرائيليات للصليب الأحمر الدولي، وسط حضور إعلامي مكثف. وبالتزامن مع ذلك، امتلأت شوارع غزة بالاحتفالات، حيث أظهرت المقاومة سيطرتها العسكرية والتنظيمية.

صحيفة معاريف الصهيونية وصفت عملية تسليم الأسيرات بأنها "استعراض قوة" من حماس، حيث نفّذت كتائب القسام عرضًا عسكريًا مهيبًا أرسل رسائل واضحة للجمهورين الفلسطيني والصهيوني على حد سواء. فيما أكدت يديعوت أحرونوت أن حماس نجحت في استغلال الحدث لإظهار قوتها واستعادة ثقة الفلسطينيين، حيث تحرك المقاتلون بأسلحتهم في مواكب جابت شوارع غزة.

انعكاسات الصفقة: إقليمية ودولية

اعتبر الرئيس بايدن أن هذه الصفقة هي واحدة من أصعب الإنجازات الدبلوماسية خلال عهده. وأوضح أن إبرامها جاء في ظل سياق إقليمي معقد، شهد تراجعًا في نفوذ إيران وحزب الله، إلى جانب تغييرات جذرية في سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد. وأشار بايدن إلى أن الصفقة قد تمهد الطريق لاستقرار نسبي في المنطقة، لا سيما في لبنان الذي يشهد تحولات سياسية مهمة.

على الجانب الفلسطيني، عززت هذه الصفقة مكانة المقاومة كطرف قادر على فرض معادلات جديدة، على الرغم من الجراح التي خلفتها الحرب. فغزة، التي كانت تسعى دولة الاحتلال الصهيوني لإضعافها، أثبتت للعالم أنها شريك فاعل في الميدان السياسي، وليست مجرد ضحية للصراع.

خاتمة: السياسة حين تتحول إلى معركة إرادات

صفقة التبادل الأخيرة ليست مجرد اتفاق إنساني لإطلاق سراح الأسرى، بل هي معركة إرادات سياسية وعسكرية كشفت عن موازين قوى جديدة في الصراع الفلسطيني-الصهيوني. فبينما أكدت المقاومة قدرتها على تحقيق إنجازات نوعية، بات الكيان الصهيوني يواجه تحديات داخلية وخارجية متزايدة. ومع استمرار الترقب للمراحل المقبلة من الاتفاق، يبقى السؤال: هل يمكن لدولة الكيان إعادة صياغة استراتيجياتها في مواجهة مقاومة استطاعت تحويل كل خسارة إلى مكسب؟

باحث وكاتب - الأردن











طباعة
  • المشاهدات: 2526
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-01-2025 02:02 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم