بقلم : علي الدلايكة
ما نتج عن حرب غزة من نتائج مباركة لم يكن في حسبان من ارادوا بغزة سوء وما نتج واصبح في سوريا الشقيقة من ادارة جديدة لم يكن ضمن دائرة التوقعات لدى الكثيرين ومنهم من كان يريدها اي سوريا ان تبقى ساحة نزاع واراقة دماء ليتنعم بخيراتها وان تبقى اداة في يد البعض تستخدم وتستغل لضرب وحدة الامة وتفرقتها فخاب الظن والأمل ... كل ذلك وبكل تفاصيله وما يترتب عليه سياسيا وفكريا واجتماعيا واستراتيجيا وما ينتظرنا هو ما سيكون عليه هو الشرق الاوسط الجديد....
شرق اوسط لا مكان فيه للظلم والتجني والتنكيل والغطرسة والتفرد والعنجهية ...
شرق اوسط جديد بالفكر والتفكير سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وامنيا...
شرق اوسط يفرض فيه التشاركية بين جميع القوى التي تؤمن بالامن والسلام والاستقرار ونبذ التطرف والارهاب والعنصرية والطائفية....
شرق اوسط جديد يفرض فيه التكامل والتعاون بين جميع الاطراف في المنطقة وضرورة العودة الى التضامن والتعاون والتنسق العربي المشترك والذي يضمن مواقف موحدة في مواجهة التحديات المشتركة والتي اخذت تطل علينا من اليمين اليهودي المتطرف ومن الادارة الامريكية الجديدة والتي تضم البعض من بين اعضائها الذين يتوافقون ويدعمون افكار اليمين اليهودي المتطرف....
لدينا كامة من الامكانيات سياسيا واقتصاديا مما يشكل قوة عربية ضاغطة تمكننا من فرض ما نريد وما يتوافق ومصالحنا العليا وما يحقق تطلعات شعوب المنطقة ويرسم الشرق الأوسط الجديد الذي نريد نحن وليس كما يريدونه هم ....
شرق أوسط جديد يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وهذا هو الضامن الوحيد لانهاء كل أشكال العنف والتطرف والإرهاب والظلم والاقتتال وهذا هو هو الذي كان وما زال ينادي به جلالته ولم يلقى اذنا صاغية فكانت النتائج الكارثية والتي طالت جميع الاطراف ...فهل يتعض الجميع ويصغوا إلى صوت العقل والحكمة وان يبتعدوا عن العنجهية في التفكير والغرور الذي قادهم إلى الذل والهوان والانكسار ....
شرق أوسط جديد يتطلب من الجميع النظر بتأمل إلى مجريات الأحداث ونتائجها في غزة وسوريا على حد سواء واستخلاص العبر والدروس لان جميع الرهانات سقطت أمام الحقوق وأهلها وأمام العدالة وكيف يجب أن تكون العدالة الدولية والتي لا تكيل بمكيالين والحكمة والاتزان والواقعية في التعامل مع قضايا المنطقة وخصوصا القضية الفلسطينية وان حلها الحل العادل والشامل والدائم هو الخيار الاستراتيجي الوحيد الضامن لنا جميعا لئلا نعود إلى المربع الأول