23-01-2025 08:28 AM
بقلم : خولة كامل الكردي
مع انتهاء الفترة الرئاسية لإدارة جو بايدن، ومع تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، يسترجع الأحرار في هذا العالم المواقف غير المنصفة والتي تبنتها إدارة بايدن من الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة، والدعم اللامتناهي للكيان المحتل بصورة لا مثيل لها، شكلت منعطفاً خطيراً في الضمير الإنساني لتلك الإدارة والحكومات الغربية المتواطئة معها، متعامية عن المجازر التي تقترفها واقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أهلنا في غزة، لأنها شريكة في تلك الجرائم، فكم صرح أركان إدارة بايدن أمثال كيربي وجاك سوليفان ووزير الدفاع أوستن والعديد من أعضاء فريق بايدن الرئاسي الدفاع عن دولة الاحتلال واتهام المقاومة الفلسطينية بالإرهاب وإفشال صفقة تبادل الأسرى، ناهيك عن قطب السياسة الخارجية أنتوني بلينكن فهذا حدث ولا حرج في بداية الحرب الإسرائيلية الوحشية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء في غزة، ألم يصرح ويقول موجهاً كلامه لحكومة نتنياهو: "لقد جئت بصفتي يهودياً" لقد كان تصريحاً يفتقد لأدنى أبجديات الحديث الدبلوماسي.
تصور هذا البايدن أنه إذا أفرد عضلاته وأظهر قوته وتعنتر على أطفال ونساء وشيوخ غزة، سيحسم الحرب ويخضع المقاومة وتسلم الأسرى، ويتغاضى عن أعمال القتل المريعة والقصف الأرعن والتدمير الجنوني على قطاع غزة، وعندما أراد أن يُرّقِع سمعته أمام المجتمع الدولي، قدم مبادرة بناء جسر عائم على البحر بحجة إمداد غزة بالمساعدات والمعونات الإنسانية، لكن حتى هذه المبادرة لم يكتب لها النجاح، فقد كشفت عن فصول مؤامرة الغرض منها مساعدة جيش الاحتلال في عملية عسكرية لتحرير أسرى من قبضة المقاومة الفلسطينية في مخيم النصيرات، وتمكنوا من استرجاع أربعة أسرى مقابل قتل عشرات الأبرياء من الأطفال والنساء.
وتوالت عنتريات بايدن، والتي استمد منها نتنياهو وأقطاب حكومته المتطرفة نهجهم للتمادي في التدمير ونسف مربعات سكنية كاملة، ومنع المساعدات الإنسانية عن دخول المعابر لتجويع أهل القطاع، وقصف المرافق الصحية ومحاصرة من فيها، وقتل واعتقال الكوادر الطبية كما حدث في مشفى الشفاء والعودة وكمال عدوان والمشفى الأهلي المعمداني.
ماذا سيتذكر أحرار العالم من إدارة بايدن؟ سوى إبادة جماعية للفلسطينيين في غزة وسحق الحياة البشرية فيها، والتنمر على الشعب الفلسطيني المظلوم، لا لشيء غير أنه يطالب بحقه في أرضه أرض أجداده، والعيش كباقي شعوب الأرض بكرامة وسلام.
في هذا المقام لم تختلف إدارة بايدن عن غيرها ممن يطلق عليهم بجمهوريات الموز، في دعم وتمويل حكومات توسم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والأدهى والأمر التوجه لفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، لاتهامها نتنياهو وغالات وزير دفاع الكيان المحتل السابق بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وإصدار مذكرة للقبض عليهما.
القول الفصل هنا أن إدارة بايدن لم تقدم أي إنجاز سواء أكان داخلياً أم خارجياً اللهم إظهار القوة والتعنتر على الضعفاء، والآن في آخر أيام تلك الإدارة تحاول أن تنسب لنفسها إتمام صفقة وقف إطلاق النار، والجميع يعلم أن ضغوط ترامب القوية على نتنياهو قد آتت أكلها في إبرام تلك الصفقة، وقتما أرسل مبعوثه ويتكوف و قد حمل معه رسالة شديدة اللهجة لنتنياهو بضرورة الموافقة على إنجاز الصفقة وعدم إفسادها، فانصاع نتنياهو مكرها وتمت الصفقة رغم أنفه وأنف بايدن وبلينكن.
الغد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-01-2025 08:28 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |