23-01-2025 09:37 AM
سرايا - تُصادف هذه الأيام الذِّكرى الـ(55) لوفاة المرحوم عمر باشا سليمان مطر آل الحصان، الذي توفى عن عمر يناهز (81) عاماً قضاها في خدمة وطنه وأمته ومضى في خطى ثابتة بتحمل أمانة المسؤولية في عدد من المواقع والمناصب وكان رجل دولة في مختلف المواقع التي تبوأها رحمه الله.
ولد في مدينة معان جنوب الأردن عام 1889م ونشأ في كنف والده الشيخ والقاضي العشائري سليمان علي مطر آل الحصان في بيئة مليئة بالقومية وحب الوطن وكانت الفترة التي ولدَ فيها مليئة بالأحداث المُهمة التي أثرت في تاريخ الأردن والمنطقة، وانعكست كذلك على نشأته وتكوينه.
تخرج من التعليم العالي في العهد التُّركي وعَمِلَ فِي بداية حياته كاتباً في دار الحكومة العُثمانيّة في معان في العهد التُّركي ثُمَّ نُقل إلى رئاسة النُّظار بمعان عام 1924 في أول عهد إمارة شرق الأردن، ثُمَّ عُيِّن قائم مقام لمقاطعتي جرش ومادبا في الثلاثينيات وعُيِّن مُتصرفاً للواء السلط والكرك في الأربعينات، كما عُيِّن حاكماً عسكرياً عامّاً بالضفة الغربيّة بموجب قانون الإدارة العامّة وليشرف على شؤون الإدارة في الضفة عام 1949م.
تنقل المرحوم عمر آل الحصان في عدد من المناصب ومنها: أميناً لعمان في عام 1955م وعضواً في مجلس الإتحاد الأردني العراقي عام 1958م،
أمّا في الحقل الوزاري؛ فقد شارك في الحكومة وزيرا للمواصلات في تعديل جرى في 1 ـ 9 ـ 1945م على حكومة الرئيس إبراهيم هاشم المشكـَّـلة في 19 ـ 5 ـ 1945م "عهد الإمارة "،ثـمَّ شارك في حكومة الرئيس سمير الرفاعي المشكـَّـلة في 4 ـ 2 ـ 1947م، والتي كانت أول حكومة في عهد المملكة وشغل فيها منصب وزير المواصلات ووزير الزراعة ووزير التجارة ، ثمَّ أضيفت له وزارة التموين التي تم استحداثها لأول مرة في الأردن وقتها.
ثمَّ تكرر إشغاله للمنصب الوزاري وزيرا للدفاع في حكومة الرئيس سمير الرفاعي المشكـَّـلة في 4 ـ 12 ـ 1950م، ثـمَّ وزيرا للداخلية في حكومة الرئيس إبراهيم هاشم المشكـَّـلة في 21 ـ 12 ـ 1955 م، ثـمَّ وزيرا للداخلية ووزيرا للدفاع في حكومة الرئيس إبراهيم هاشم المشكـَّـلة في 1 ـ 7 ـ 1956م،
أمّا في مجلس النواب فكان رئيساً لمجلس النواب الأردني الثاني 1950-1951م، وما ميز هذا المجلس هو رفع عدد الأعضاء إلى أربعين عضواً مناصفة ما بين الضفتين الشرقيّة والغربيّة بواقع 20 عضواً لكل ضفة، وتم إضافة سبعة دوائر انتخابيّة تُمثل الضفة الغربية، وأمّا أبرز الأحداث الهامة فكانت إقرار وحدة الضفتين، وكان هذا المجلس أول مجلس يُمثل الضفتين.
وأمّا في مجلس الأعيان عُيِّن عضواً فيه وتجددت عضويته (7) مرات مُتتالية إلى أن توفاه الله.
وفي عام 1954م انعطف عمر آل الحصان نحو العمل الحزبي وكان عضواً في الهيئة التأسيسية لحزب "الأمة" الذي تزعَّمه الرئيس سمير الرفاعي.
وقد عُرِفَ عنه الحرص على المال العام، ومثال ذلك عندما كان وزيراً للمواصلات والزراعة والتجارة كان مشرفاً على تنفيذ مشروع خُصًّص له مليون جنيه فلسطيني، وهي العملة المتداولة في الأردن آنذاك، وكم كانت دهشة الملك المؤسًّس عندما أعاد الوزير عمر مطر 700 ألف جنيه إلى الخزينة لأنه تمكن بحرصه وأمانته من تنفيذ المشروع بكلفة 300 ألف جنيه فقط، وبعد فترة عَلِم الملك المؤسًّس أن عمر مطر آل الحصان طلب إعفاءه من منصبه ليستريح قليلاً من عناء العمل العام، فأوعز الملك عبدالله لرئيس وزرائه أن يرفض استقالته قائلاً: كيف نُفرًّط بشخصْ لديه كل هذه الأمانة وهذا الحرص على أموال الدولة"؟.
وخلال مسيرة حياته المكللة بالنجاح والمثابرة والعطاء حصد العديد من الأوسمة منها وسام النهضة الأردني من الدرجة الأولى، ووسام الاستقلال الأردني من الدرجة الأولى، ووسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى، ووسام الرافدين العراقي من الدرجة الثالثة، ووسام الاستحقاق السوري بدرجة ممتاز.
وتكريماً لهُ قامت أمانة عمان الكُبرى بتسمية الشارع المُحاذي لمبنى الأمانة الرئيسي في منطقة رأس العين باسم شارع عمر مطر، وكذلك قامت بلدية معان الكُبرى بتسمية ميدان رئيسي في وسط مدينة معان باسم ميدان عمر باشا مطر آل الحصان.
تُوفِّي - رحمه الله - صبيحة يوم 22/1/1970 حيثُ وُرِيَ جُثْمَانُهُ الطَّاهِرُ الثَّرَي بَيْن دُمُوعِ المُشَيِّعِين فِي مقبرة العائلة في أم الحيران، رحم الله فقيد الأردن عمر مطر آل الحصان وأسكنه فسيح جناته.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-01-2025 09:37 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |