بقلم :
سرايا - هلا الرشق - سقطت المدن التابعة للنظام السوري كأحجار الدومينو تِباعا خلال ايام او حتى ساعات ، وحلت محله قوات المعارضة ، اما في الشرق فقد حلت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة امريكياً والتي يسيطر عليها المُكون الكردي.

فاتجهت قوات المعارضة لمنطقة دير الزور وانسحبت منها قسد دون قتال ، بالإضافة لشمال حلب ، فبهذا نرى ان قسد قد انسحبت من كامل منطقة غرب الفرات وباتت تسيطر على كامل شرق الفرات فماذا هناك تحت الرماد ؟

على الرغم من ادعائها انها الممثل المسلح الشرعي عن الأكراد إلا ان افعالها على الارض تُظهر العكس تماما
فمثلاً واجهت قسد المحتفلين بالثورة ، بالرصاص الحي حيث سقط الكثير من القتلة في الرقة ودير الزور والحسكة ومع ذلك اصرت انها مستعدة للحوار مع الحكومة الجديدة وكبادرة حسن نية قامت الادارة الذاتية التابعة لقسد برفع علم الثورة السورية على مؤسساتها ، ولكنها لا تزال ترفض الانسحاب من عدة مناطق من ضمنها الرقة .

قلق الأكراد في البحث عن الوحدة الوطنية ، اي مصير ينتظر شرق الفرات في سوريا ؟


يعتبر المكون العربي طاغي في مناطق الأكراد ويقال ان العرب يطالبون الانضمام لحكومة دمشق والى الان لم ينفرد بها الأكراد وحدهم رغم محاولاتهم المتكررة لطرد العرب والسكان المحليين منها ، حتى يكون الأكراد المكون الوحيد فيها ويتسنى لهم امام المجتمع الدولي وتحديدا في ظل الدعم الأمريكي لهم المطالبة بان تكون هذه المنطقة كردية بشكل كلي تحاكي كردستان العراق وذات حكم ذاتي بطبيعة الحال .
حلم الدولة الكردية في سوريا هناك من يرى انه اصبح قريبا في ظل الدعم الأمريكي والاسرائيلي لهم من جهة ومن جهة اخرى سيطرة قسد وتفردها في المشهد بالتعاون مع تنظيم BKK الذي تم تصنيفه على انه ارهابي في تركيا ، فهل تنجح الادارة السورية الجديدة بضم هذه المنطقة إلى دمشق بشكل طوعي وسلمي ؟

في حال لم يتم التوصل لاتفاق سلمي ، فإن لدى قسد ما تضغط به على الادارة السورية الجديدة وغيرها مثل تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وهو ملف مساجين داعش المتواجدين لدى الأكراد ، ويُقدّر عددهم بحوالي 8000 إلى 12.000مقاتل بصحة جيدة ، وهذا من شأنه انجاب فوضى كنا قد شهدناها سابقاً ولا سيما انهم ينظرون للشرع على انه قد تخلى عنهم او ( ارتد ) ونزع عن نفسه ثوبهم حسب ما يظهر حتى الان ، وهذا من شأنه ان يخلق لديهم نزعة إنتقامية تخريبية .
ولا نظن ان كون إسرائيل داعمة للأكراد فإنها من الممكن ان تعادي تركيا لاجل هذا الملف ، ففي هذا الصدد ، اقترحت تركيا على امريكا الدخول لتامين سجون داعش ، وان تقوم بكل ما تقوم به قسد بدلا منها .

في الحديث عن منطقة شرق الفرات ، فهل لها اي أهمية استراتيجية لتكون سبباً باي معركة مع ساكنيها المسلحين (قسد) ؟


هذه المنطقة غنية جدا بالثروات النفطية والزراعية ، وهذا يبرر لنا سبب كونها تخضع للنفوذ الأمريكي بشكل كامل ضمن التحالف الدولي لمحاربة الارهاب ( رغم انتهاءه) ،

تمتاز ايضا بموقع استراتيجي قوي يعتبر نقطة عبور حيوية للتجارة والنقل الإقليمي وتشكل ايضا جسرا بريا يربط بين العراق وسوريا وايران ولم تغفل ايران عن هذه الأهمية وسعت للاستفادة من المنطقة لربط مصالحها الجيوسياسية عبر الهلال الشيعي .
وعلى ذكر النفط والغاز ف فيها اهم حقول الغاز مثل حقل العمر وهو ما يجعلها مصدرا مهما للطاقة في سوريا بالإضافة لاراضيها الخصبة مما يمكنها من انتاج القمح والمحاصيل الغذائية .

هل تنسحب قسد وتصبح خريطة سوريا كلها خضراء ؟

انسحابها لا زال مُحتمل ولكنها قد تسعى للحصول على امتيازات سياسية قبل تسليم المنطقة وإلقاء السلاح حيث تعتبر نفسها كيانا ممثلا عن الأكراد في سوريا ، على الرغم من ان ذلك ليس صحيح ولكنها الجهة المسلحة الوحيدة ضمن الأكراد ، كما ذكرنا سابقاً ، تحديدا بعد تصريحها انها منفتحة للحوار مع تركيا ، تركيا التي تعتبر الأكراد تهديداً جدياً لأمنها القومي ، الذين بدورهم ايضا لديهم علاقات وثيقة جدا بحزب العمال الكردستاني الذي تعاديه تركيا وتحاول تحجيمه منذ زمن ، ولهذا فإن تركيا لا تخفي نواياها في شن عملية عسكرية مع حلفائها في سوريا ضد قسد وذلك لاخراجهم من الرقة تحديدا

مع مزاعم تركيا ان اميركا ستنسحب من هذه المنطقة وتسلمها لها بشكل كامل رغم انه من المبكر الحديث في هذا الامر،

في الحديث عن رغبة قسد بالحوار ، فإن القضايا التي ستحمل اولوية قصوى للتفاوض على اساسها هي:

ان تقطع قسد ارتباطها بتنظيم BKK لتقبلها تركيا وحكومة دمشق .
بحث طريقة لتسليم سجون الدواعش دون احداث أي فوضى تُذكر .
ضوء اخضر أمريكي لتنفيذ هذه الخطوات وهذا الضوء الأخضر يتطلب من تركيا تقديم مقترح لأمريكا تضمن فيه إبقاء الوضع على حاله ، وحماية المصالح الأمريكية بوجود او بانسحاب القواعد العسكرية الأمريكية من شرق الفرات.