سرايا - يوسف الطورة - رصد - كُلف متعاقدون أمنيون أمريكيون إجراء عمليات تفتيش على الأسلحة في المركبات التي تنقل الفلسطينيين النازحين إلى منازلهم في الشمال من قطاع غزة، وفقاً لشروط وقف إطلاق النار الجديد.

واستدعي متعاقدون أمنيون أمريكيون للمساعدة في إدارة عودة الفلسطينيين النازحين إلى شمال قطاع غزة المدمر، ضمن الخطوة التالية في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وفقاً لأحد ملاحق إتفاقية الهدنة.

ويزعم، مساعدة المتعاقدين في تأمين منطقة رئيسية تقسم قطاع غزة إلى جزئين، تعرف بممر "نتساريم"، مهمتهم تفتيش المركبات التي تنقل الفلسطينيين النازحين من جنوب القطاع بحثاً عن أسلحة.

في الأيام الأولى من الحرب، أمر الجيش الإسرائيلي بإجلاء جماعي لشمال غزة، أجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على الفرار جنوباً على مدى شهور، اعقبها فرض الجنود الإسرائيليين إقامة دوريات في ممر "نتساريم" جزئياً لمنع الفلسطينيين من العودة شمالاً.

ويلزم أحد شروط وقف إطلاق النار الذي يمتد لـ42 يوماً، والذي دخل يومه الخامس، من المقرر أن تنسحب القوات الإسرائيلية جزئياً في نهاية الأسبوع، وتسمح للفلسطينيين بالتوجه شمالاً، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.

وكان رئيس وزراء الاحتلال اشترط منذ شهور أن إسرائيل لن تسمح للمسلحين بالعودة إلى شمال غزة، الأمر الذي فرض مساع الوسطاء إلى صياغة حل يضمن المطالب الأمنية الإسرائيلية، وشروط حماس لانسحاب إسرائيلي.

يسمح للفلسطينيين بالسفر شمالاً سيراً على الأقدام دون تفتيش، وفقا لاشتراطات اسرائيلية ضمن احد ملاحق اتفاق وقف إطلاق النار، يرافقه بدء المتعاقدين الخاصين تفتيش المركبات الفلسطينية المتجهة شمالاً اعتباراً من السبت، دون أن يتضح توقيت بدء التنفيذ، وسط ترجيحات أن يستغراق الأمر أسابيع.

"سيف ريتش سوليوشنز"، إحدى الشركات المخصصة بأعمال اللوجستيات والتخطيط، للعمل في الممر، لم يتضح دورها والأطراف الأخرى في الإشراف على عمليات التفتيش، كما لم يتضح من سيمول نشرهم.

موقع الشركة على الإنترنت، الذي يبدو أنه تم تسجيله في عام 2024 وإنشاؤه في 2025، لا يحتوي على معلومات محددة حول أنشطة المنظمة أو تمويلها أو أعضائها، إلى جانب عدم امتلاكها حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.

يلفت عدم زيارة مسؤولين أميركيين لقطاع غزة منذ سنوات، بسبب مخاوف أمنية، وسياسة الحظر الرسمي للتواصل مع حماس، الحكام الفعليين للقطاع.

أكثر من مليون نازح في غزة احتشدوا في "منطقة إنسانية" على طول الساحل الجنوبي في "المواصي" التي حددتها إسرائيل، معظمهم يعيشون في مخيمات مؤقتة تعاني من نقص في الغذاء والماء والمأوى المناسب.

لأشهر، يأمل النازحون في العودة إلى منازلهم في الشمال التي هجروا منها قسراً، على الرغم من أنه من غير الواضح عدد تلك المنازل التي ما زالت قائمة في أعقاب شن قوات الاحتلال هجماتها المستمرة على القطاع بزعم ملاحقة حماس والفصائل المسلحة.

يتطلع الجانب الإسرائيلي، ان يشكل المتعاقدون الأمنيون في النهاية نواة قوة دولية أكبر، مدعومة من دول خليجية، لإدارة غزة في المستقبل، غير أن ترجيحات تتحدث عن عدم رغبة سعودية إماراتية للمشاركة في الوقت الحالي.

رغم 15 شهراً من الحرب شنتها قوات الاحتلال التي اودت بحياة نحو 45 الف فلسطيني ، بعد ساعات من وقف إطلاق النار أعادت حماس التي تحكم غزة، إرسال رسالة تأكد وجودها في القطاع الفلسطيني من خلال إعادة انتشار عناصرها في مدن القطاع، فسرت بمثابة استعراض لقوتها، ليبدد المشهد الرواية الرسمية الإسرائيلية وآمالها في إسقاط فصائل المقاومة المسلحة.