26-01-2025 08:33 AM
بقلم : الدكتور علي فواز العدوان
الهدنة الثانية في الحرب على غزة، المعروفة باسم طوفان الأقصى والتي اندلعت في السابع من أكتوبر، تعد من أكثر الفصول تعقيدًا في هذا الصراع المستمر. مع بداية الهجمات العنيفة من الطرفين تبعها العديد من الجهود الدولية لإيقاف التصعيد والبحث عن هدنة إنسانية خاصة بعد تعرض غزة لقصف مكثف من قبل الاحتلال الإسرائيلي و في تلك الأثناء، قامت المقاومة الفلسطينية باحتجاز عدد من الجنود الإسرائيليين، بما فيهم المجندات الإسرائيليات، وهو ما أثار اهتمامًا واسعًا في وسائل الإعلام.
تحرير المجندات الإسرائيليات جاء في إطار الاتفاق على الهدنة الثانية، التي تضمنت بنودًا لإطلاق سراح الأسرى من الجانبين حماس استجابت للمطالب الدولية والإقليمية المتعلقة بتخفيف التصعيد وأفرجت عن عدد من الأسرى الإسرائيليين بما في ذلك المجندات مما أعطى للحوار الدولي زخماً كبيراً لتثبيت الهدنة.
ما أثار الدهشة أن المجندات ظهرن في وسائل الإعلام بعد الإفراج عنهن وهن في حالة جيدة بل يمكن القول إنهن كن يبدون بصحة جسدية ونفسية غير متوقعة بعد فترة احتجاز طويلة و ظهرت المجندات وهن يرتدين ملابس مرتبة بوجه مبتسم وهادئ، وهو ما أشاع مقارنة غريبة بين حالة الاحتجاز هذه وبين أجواء البرامج الترفيهية الشهيرة مثل "ستار أكاديمي" وانفاق حماس وبدت المقارنة الغير متوقعة، حيث أن الحروب والسجون عادةً ما ترتبط بصور قاسية وغير إنسانية، إلا أن ظهور المجندات بهذه الطريقة جعل البعض يشير إلى أن الاحتجاز تم تحت ظروف معينة منضبطة أو حتى مريحة كما لو كان باتفاقيات إنسانية ورقابة دولية.
ويشير النقاد إلى أن هذا التقديم الإعلامي قد يكون جزءًا من لعبة سياسية تهدف إلى تحسين صورة الأطراف المعنية في الصراع، وخلق انطباع بأن الأسرى لم يُعاملوا بوحشية أو تحت ظروف قاسية، وهو أمر قد يهدف إلى تهدئة الرأي العام العالمي والداخلي.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-01-2025 08:33 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |