حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,27 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5182

النعانعة يكتب: "الأردن بين السلطة الوطنية والفصائل الفلسطينية: تحديات وتحولات في العلاقة الثلاثية"

النعانعة يكتب: "الأردن بين السلطة الوطنية والفصائل الفلسطينية: تحديات وتحولات في العلاقة الثلاثية"

النعانعة يكتب: "الأردن بين السلطة الوطنية والفصائل الفلسطينية: تحديات وتحولات في العلاقة الثلاثية"

26-01-2025 01:53 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عماد صقر النعانعة
يمثل ملف القضية الفلسطينية أحد أهم الملفات الاستراتيجية للأردن، وتؤثر تطوراته بشكل مباشر على أمنه واستقراره. في هذا السياق، أثارت تصريحات وزير الخارجية الأردني حول وجوب توحيد السلطة الفلسطينية في قطاع غزة جدلاً واسعاً. تهدف هذه المقالة إلى تحليل هذه التصريحات ضمن السياق الأردني العام، وكشف الرؤية الأردنية الثابتة تجاه القضية الفلسطينية.
السلطة الوطنية الفلسطينية: الإطار الشرعي الوحيد
يرى الأردن أن السلطة الوطنية الفلسطينية، التي تشكلت بموجب اتفاق أوسلو، هي الإطار الشرعي الوحيد لحكم الأراضي الفلسطينية. هذا الموقف الأردني ثابت، ولا يتأثر بتغير القوى السياسية الفاعلة على الساحة الفلسطينية. فبغض النظر عن الفصيل الذي يتولى زمام الأمور في السلطة، يبقى الهدف الأردني هو دعم الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتقوية مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقبلية.
توجه الأردن رسالة واضحة إلى الفصائل الفلسطينية، مفادها أن الوقت قد حان لتوحيد الصفوف، والعمل من أجل تحقيق المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني. كما يدعو الأردن الفصائل الفلسطينية إلى التوقف عن المزايدة السياسية، والعمل بمسؤولية من أجل بناء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
إن الانقسام الفلسطيني يعيق تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، ويضعف موقفه التفاوضي. لذلك، فإن الأردن يدعو كافة الفصائل الفلسطينية إلى التوحد تحت راية القيادة الشرعية، والعمل معاً من أجل تحقيق المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.
تربط الأردن بفلسطين علاقة تاريخية وثيقة، تشكل حجر الزاوية في هوية الشعبين. هذه العلاقة، التي شهدت تقلبات وصعوداً وهبوطاً، ظلت على الدوام محور اهتمام الرأي العام العربي والإقليمي."

كيف تؤثر التطورات في القضية الفلسطينية على مستقبل الأردن؟ وما هي الرؤية الأردنية الثابتة تجاه هذه القضية الحساسة؟

تُعتبر القضية الفلسطينية من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام الأردني، وتؤثر تطوراتها بشكل مباشر على مستقبل المملكة. العلاقة التاريخية والاجتماعية والسياسية الوثيقة التي تربط الأردن بفلسطين تجعل من هذه القضية قضية أردنية بامتياز.
تأثير التطورات الفلسطينية على الأردن:

الأمن القومي: أي تصعيد في الأوضاع الفلسطينية يؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي الأردني، خاصة وأن الأردن يمتلك أطول حدود برية مع فلسطين المحتلة. كما أن وجود ملايين اللاجئين الفلسطينيين على الأراضي الأردنية يزيد من حساسية الوضع.
الاستقرار الإقليمي: عدم الاستقرار في فلسطين يؤثر على الاستقرار الإقليمي بشكل عام، مما ينعكس سلبًا على الأردن.
الاقتصاد: تعتمد الاقتصادات الأردنية والفلسطينية على بعضهما البعض، وأي تدهور في الوضع الاقتصادي الفلسطيني يؤثر سلبًا على الاقتصاد الأردني.
الرأي العام: تتأثر الرأي العام الأردني بشكل كبير بالتطورات في القضية الفلسطينية، مما يؤثر على السياسات الداخلية والخارجية للأردن.

الرؤية الأردنية الثابتة تجاه القضية الفلسطينية:
دعم حق الشعب الفلسطيني: يؤكد الأردن بشكل ثابت على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
الوحدة الوطنية الفلسطينية: يدعم الأردن الوحدة الوطنية الفلسطينية، ويرى أن أي انقسام يضعف القضية الفلسطينية ويخدم مصالح الأعداء.
الحل السلمي: يلتزم الأردن بحل الدولتين كأفضل حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويدعم كافة الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق هذا الحل.
دور الوصاية الهاشمية: يؤكد الأردن على أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ويسعى للحفاظ عليها.

ماهي أسباب ثبات الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية؟

الدور الديني والتاريخي:
الوصاية الهاشمية على المقدسات: يشكل الأردن حاضنة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ويعتبر نفسه الوصي عليها. هذا الدور التاريخي يفرض على الأردن مسؤولية خاصة تجاه القضية الفلسطينية وحماية المقدسات.
الجذور التاريخية المشتركة: يمتد تاريخ العلاقة بين الأردن وفلسطين إلى قرون مضت، حيث تشكل الشعبان في بوتقة واحدة. هذا التاريخ المشترك يخلق رابطة عميقة بين الشعبين، ويجعل القضية الفلسطينية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الأردنية.

الأمن القومي:
الأمن القومي المشترك: يرتبط أمن الأردن ارتباطاً وثيقاً بأمن فلسطين، فالاستقرار في فلسطين يساهم في استقرار الأردن، والعكس صحيح. أي اضطراب في فلسطين ينعكس سلبًا على الأمن الأردني.
اللاجئون الفلسطينيون: يستضيف الأردن أعدادًا كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين، مما يجعل القضية الفلسطينية قضية داخلية أردنية. أي حل عادل للقضية الفلسطينية يساهم في حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في الأردن.
التحديات الإقليمية: تواجه المنطقة تحديات أمنية متزايدة، مثل التطرف والإرهاب، ويشكل استقرار الوضع في فلسطين عاملاً هاماً في مواجهة هذه التحديات.

الوحدة الوطنية الفلسطينية: أسباب الانقسام ودور الأردن في المصالحة

أسباب الانقسام الفلسطيني
يعاني الشعب الفلسطيني من انقسام سياسي عميق أثر سلبًا على مسيرته نحو الحرية والاستقلال. يعود هذا الانقسام إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، منها:

الانتخابات التشريعية 2006: فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، وتشكيلها للحكومة، أدى إلى خلافات عميقة مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية، مما أدى في النهاية إلى الانقسام.
التدخلات الخارجية: لعبت التدخلات الخارجية دورًا كبيرًا في تعميق الانقسام الفلسطيني، حيث سعت بعض القوى الإقليمية والدولية إلى استغلال هذا الانقسام لخدمة أجنداتها الخاصة.
الاختلافات الأيديولوجية: توجد اختلافات أيديولوجية بين حركتي فتح وحماس، حول طبيعة المقاومة، والعلاقة مع إسرائيل، والرؤية المستقبلية للدولة الفلسطينية.
الاختلافات حول عملية السلام: تباينت مواقف الحركتين حول عملية السلام، وطبيعة الحل النهائي للقضية الفلسطينية.
دور الأردن في المصالحة الفلسطينية

لعب الأردن دورًا حيويًا في محاولات تحقيق المصالحة الفلسطينية، وذلك لعدة أسباب:

الروابط التاريخية: تربط الأردن بفلسطين علاقات تاريخية وثيقة، مما يجعله طرفًا مهماً في أي مساعٍ لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
الوصاية الهاشمية: تحمل الأردن مسؤولية تاريخية تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مما يجعله طرفًا محايدًا يمكن أن يلعب دور الوسيط بين الفصائل الفلسطينية.
استضافة الحوارات: استضاف الأردن العديد من الحوارات والمؤتمرات بين الفصائل الفلسطينية، بهدف تقريب وجهات النظر وحل الخلافات.
مبادرات المصالحة: قدم الأردن العديد من المبادرات للمصالحة الفلسطينية، و لعب دورًا فعالًا في دفع عجلة المصالحة إلى الأمام.
التنسيق مع الدول العربية: عمل الأردن على التنسيق مع الدول العربية الأخرى لدعم جهود المصالحة الفلسطينية.
التحديات التي تواجه المصالحة:

التدخلات الخارجية: لا تزال التدخلات الخارجية تشكل عائقًا أمام تحقيق المصالحة الفلسطينية.
الاختلافات الأيديولوجية: لا تزال هناك اختلافات أيديولوجية عميقة بين الفصائل الفلسطينية.
المصالح الحزبية الضيقة: تسعى بعض القيادات الفلسطينية إلى الحفاظ على مصالحها الحزبية الضيقة على حساب المصلحة الوطنية.
ختاما:
إن الثوابت الوطنية للأردن واضحة وجلية، ولن يتم المساومة عليها. ومن أهم هذه الثوابت دعم القضية الفلسطينية والعمل على تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. إن الأردن سيواصل جهوده الدؤوبة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة، وفي مقدمتها حقهم في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
المملكة الأردنية الهاشمية, عمان.
المهندس عماد صقر











طباعة
  • المشاهدات: 5182
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
26-01-2025 01:53 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم