26-01-2025 02:11 PM
بقلم : روشان الكايد
في عالمٍ يتغير بسرعة ، وتتحكم فيه المصالح السياسية والاقتصادية ، يمكن أن تكون المساعدات الخارجية أداة ضغط و نفوذ، أكثر مما هي أداة دعم وتنمية .
وقف المساعدات الأمريكية لدولة ما ليس حدثاً عابراً، بل هو إشارة إلى تغيرات أعمق يجب أن تعيها الشعوب والحكومات على حد سواء .
عندما تتوقف المساعدات، يجد المجتمع نفسه أمام تحديات كبيرة، ولكن في طيات هذه التحديات يكمن درس جوهري : وهو الاعتماد على الذات . فالاعتماد المفرط على المساعدات الخارجية يجعل الدول في وضع هش، حيث يصبح مصيرها مرهوناً بقرارات خارج إرادتها وهذا بدوره يضعف سيادتها واستقلاليتها .
الاعتماد على الذات كخيار استراتيجي
لا يمكن لأي دولة أن تحقق الاستقرار والتنمية المستدامة دون أن ترتكز على مواردها المحلية، ويتطلب هذا التحول استراتيجية شاملة تشمل الآتي
1. تعزيز الإنتاج المحلي: الاستثمار في القطاعات الحيوية مثل الزراعة، الصناعة، والطاقة، لتحقيق الاكتفاء الذاتي .
2. تشجيع ريادة الأعمال: دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتوفير فرص عمل وتنشيط الاقتصاد المحلي .
3. الابتكار والتكنولوجيا: تبني التقنيات الحديثة لتطوير البنية التحتية وزيادة الإنتاجية .
4. إصلاح الأنظمة الاقتصادية: محاربة الفساد وتحسين الإدارة المالية لتحقيق الكفاءة في استخدام الموارد المتاحة .
القوة في الوحدة الوطنية
توقف المساعدات يمكن أن يكون فرصة لتعزيز التماسك الاجتماعي، حيث يشعر الجميع بأهمية العمل المشترك من أجل تحقيق التنمية، ويصبح التعاون بين الحكومة، القطاع الخاص، والمجتمع المدني أساساً لبناء دولة قوية قادرة على مواجهة التحديات. .
الاستفادة من الدروس التاريخية
التاريخ مليء بأمثلة لدول اعتمدت على ذاتها ونهضت من أزمات اقتصادية وسياسية خانقة، فاليابان، على سبيل المثال، استطاعت أن تتحول من دولة مدمرة بعد الحرب العالمية الثانية إلى قوة اقتصادية عالمية بفضل العمل الجاد والاستثمار في التعليم والصناعة .
ختاماً :
وقف المساعدات ليس نهاية الطريق، بل بداية لمرحلة جديدة مليئة بالتحديات والفرص _ إذا أحسنّا إدارة مواردنا وتوظيف قدراتنا_، ويمكننا أن نحول هذا التحدي إلى نقطة انطلاق نحو تحقيق الاستقلال الاقتصادي والسياسي، والدرس الأهم هنا هو أن يكون الاعتماد على الذات ليس مجرد شعار، بل ضرورة وجودية في عالم لا يرحم من يعتمد على الآخرين .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-01-2025 02:11 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |