26-01-2025 02:56 PM
بقلم : يحيى الحموري
حين يخرج من أحشاء الظلام من يريد اقتلاع شعوبٍ من جذورها، وتشريد أممٍ عن أوطانها، وحين يُطلُّ الباطل بوجهه القبيح ليهدد القيم والحقوق، ينهض الأحرار ليقولوا كلمتهم التي لا تُرد: هنا الأردن. هنا الكرامة. هنا الخط الأحمر الذي لن يُتخطى.
بالأمس، وقف ترامب، ومن خلفه أدوات الصهيونية المتطرفة، ليطلب بكل جرأة أن يفتح الأردن أبوابه لاستقبال الفلسطينيين، وكأنَّ الأردن مجرد رقعةٍ جغرافية يمكن أن تُستخدم لتصفية القضية الفلسطينية، وكأنَّ كرامتنا وشموخنا سيُساومان على مائدة الأطماع الدولية.
هذا الطلب ليس مجرد جملة عابرة في سياق سياسي، بل هو قنبلةٌ موقوتةٌ تهدف إلى تفكيك نسيج الأمة، ومحو الهوية الفلسطينية، وفرض معادلات استعمارية جديدة على حساب الأرض والشعب والتاريخ.
الأردن… صخرة تتحطم عليها المؤامرات
أيها العالم، أيها المتآمرون، اسمعوا جيداً: الأردن ليس وطناً بديلاً، ولن يكون يوماً ملعباً لأجنداتكم الظالمة. هذا الوطن، الذي حمل عبء الأمة لعقود، والذي احتضن أبناء فلسطين يوم خانتهم السيوف، لن يقبل أن يكون جزءاً من جريمةٍ جديدةٍ تُضاف إلى سجلات الاحتلال.
نحن، الأردنيين، نؤمن أن فلسطين ليست مجرد جغرافيا، بل هي هوية، وحكاية صمود، وأمانة حملها الأحرار منذ الأزل. وكل من يظن أن الأردن سيُجبر على خيانة هذه الأمانة، فهو واهمٌ، بل أعمى عن حقيقة هذا الشعب الذي يستمد شموخه من جذور تمتد في عمق التاريخ.
رسالة إلى ترامب واليمين الصهيوني المتطرف
إلى أولئك الذين يخططون في الغرف المغلقة، ويعتقدون أن الأردن سيتحول إلى صمام أمان لأطماعهم: اعلموا أنكم تلعبون بالنار. فالأردن ليس بلداً يُباع ويُشترى، وليس شعباً تُفرض عليه حلولٌ قسرية. نحن دولةٌ ذات سيادة، نرفض التوطين، ونقف بكل عزيمة وصلابة ضد أي مشروع يسعى لتصفية القضية الفلسطينية.
نقولها بصوتٍ يملأ الآفاق: الأردن وفلسطين شعبٌ واحد، قضية واحدة، مصيرٌ واحد. لا مساومة، لا تنازل، لا خضوع.
الأردنيون… شعبٌ يقف صفاً واحداً خلف قيادته
أيها الأردنيون، إن هذا الوطن لم يكن يوماً إلا حصناً منيعاً أمام كل المؤامرات. اليوم، ونحن في مواجهة هذا الخطر الداهم، نلتفُّ جميعاً حول قيادتنا الهاشمية، نقف وقفة رجلٍ واحد، لنقول للعالم أجمع: لن يكون الأردن وطناً بديلاً. لن نفرّط في حق العودة. لن نسمح بتمزيق فلسطين.
نحن أبناء الحسين، نحن أحفاد الثورة العربية الكبرى، نحن الذين نؤمن أن الكرامة أغلى من الحياة. من هنا، من أرض الأردن، نرفع راية الحق في وجه الباطل، ونقول لكل من يحاول المساس بهويتنا أو سيادتنا: الأردن أكبر من مخططاتكم، وأعظم من أن ينحني لعواصفكم.
الأردن وفلسطين… عهدٌ لا ينقطع
إن محاولة إفراغ فلسطين من أهلها ليست إلا استكمالاً للمشروع الاستعماري الذي بدأ منذ وعد بلفور. ولكن ليعلم الجميع أن الأردن لن يكون شريكاً في هذه الجريمة. نحن ندرك أن تفريغ الأرض من أهلها هو محاولة لقتل القضية الفلسطينية، ونحن نقف هنا سدّاً منيعاً ضد هذا المخطط.
نحن نؤمن بأن حق العودة حقٌ مقدس، لا يسقط بالتقادم، ولا بالمؤامرات. ولن نقبل أن نُجبر على استقبال أبناء غزة أو غيرهم كلاجئين جدد، لأننا نؤمن أن مكانهم الطبيعي هو أرضهم، ديارهم، وطنهم.
ختاماً… موقفٌ لا يقبل التأويل
إلى قيادتنا الهاشمية الحكيمة، وإلى حكومتنا، ومجلسي الأعيان والنواب، وإلى كل أردني وأردنية: هذا وقت الحسم. هذا وقت أن نقول بصوتٍ واحد: الأردن ليس وطناً بديلاً، وفلسطين ليست للبيع.
إلى كل أحرار العالم، إلى كل من يؤمن بالعدالة: انظروا إلى الأردن، هذا الشعب العظيم الذي يقف شامخاً في وجه الطغيان، الذي يرفض المساومة على الحق. نحن هنا لنقول: إن الأردن باقٍ كالسيف في وجه الظلم، وإن فلسطين ستعود إلى أصحابها مهما طال الزمن.
الأردن قلعةٌ لا تُهدم، وصوتٌ لا يُخمد. فلسطين للأحرار، والأردن حاميها.
يحيى الحموري
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-01-2025 02:56 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |