26-01-2025 04:54 PM
بقلم : ا. د. أمين مشاقبة
ما ان انتهت الحرب في قطاع غزة التي تم فيها تدمير القطاع وابادة ما يزيد على ٥٠ ألف إنسان، ها هي المرحلة الثانية تبدأ في الضفة الغربية وتحديداً مخيم جنين بحجة القضاء على المقاومة واي حاضنة شعبية هذا هو مُخطط مرسوم لإنهاء المخيمات في الضفة، وبدأ التهجير القسري للمواطنين كما يحصل الآن في جنين، فالمشهد سيتم تعميمه على بقية اجزاء ومناطق الضفة الغربية لان التوجه هو الغاء حق العودة نهائياً وما التعامل مع الانروا الا من هذا المنطلق، اسرائيل لا يمكن أن تعيش دون حروب ففي خلال سنة ونصف انتقلت الحرب من غزة الى جنوب لبن?ن، ثم الجولان السوري، وحتى القواعد العسكرية السورية كافة.
دولة انشئت على قاعدة الحرب والاجرام والتاريخ شاهد بكل فصوله طيلة ٧٥ عاماً من الصراع على هذا المبدأ، واستغلت قضية محاربة الارهاب ووظفت الفكرة باعتبار أن مقاومة الاحتلال هي ارهاب.
إن مقاومة الاحتلال حق مشروع بالقانون الدولي ومارست كل الشعوب التي تم احتلال أراضيها هذا الحق، لكن دولة اسرائيل ومعها الولايات المتحدة ودول الغرب عامة يعتبرون أن المقاومة الفلسطينية هي ارهاب وهذا منطق الاقوياء ومن يملك اليد العُليا هو الذي يُصنّف كما يُريد.
إن الاهداف الاسرائيلية اليوم هي فرض سياسة الأمر الواقع على الأرض ونسف كل من يُنادي بالتاريخ او الحقوق المشروعة للشعوب. إن المسعى الى المُراد تحقيقه هو ضم الضفة الغربية كاملاً أو الاجزاء الكبرى منها وخصوصاً اراضي (ج) حسب اتفاقية اوسلو ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة، والعمل جارٍ من خلال بناء المستوطنات وزرع غلاة الصهيونية المُتطرفة في هذه المستوطنات التي وصل تعداد من يسكنونها ما يزيد على 750 الف مستوطن.
إن قدوم دونالد ترامب الداعم لهذا التوجه سيساهم في تحقيق هذا الهدف وهو تصفية القضية واعلان انتصار اسرائيل، وان هناك ضرورة للتطبيع والاعتراف بأن اسرائيل هي جزء من المنطقة ولا بُد من التعامل معها بكل الاتجاهات، قُزّمَتْ القضية الفلسطينية اما بالتصفية النهائية أو بالحد الأكبر حُكم ذاتي هزيل لا يرقى لمستوى دولة بوصاية اسرائيلية كاملة.
إن ما تسعى له اسرائيل هو السيطرة الكاملة على الشرق العربي من خلال استخدامات القوة المُفرطة وما جرى في غزة ما هو إلاّ درس ليتعظ منه الجميع، ومحاولات الالتفاف على الاتفاق بلبنان والبقاء في خمس نقاط لمدة أطول من ٦٠ يوماً كما جاء في الاتفاق ما هو الا دليل واضح على الاطماع في لبنان، واحتلال الجولان يوحي بأن اسرائيل تريد المرتفعات امنياً ومصادر المياه في جبل الشيخ وحوض اليرموك والقائمة تطول في الأطماع الاسرائيلية في المنطقة، فالضفة الغربية تسابق اسرائيل الزمن في السيطرة والهيمنة عليها قبل أن يبدأ ترامب صفقته الق?دمة لفكرة السلام الاقتصادي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-01-2025 04:54 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |