حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,29 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2946

فهد الخيطان يكتب: تصريحات الصفدي .. هجوم بفعل فاعل

فهد الخيطان يكتب: تصريحات الصفدي .. هجوم بفعل فاعل

فهد الخيطان يكتب: تصريحات الصفدي ..  هجوم بفعل فاعل

27-01-2025 08:56 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فهد الخيطان
لم يصبر تيار بيننا وفي الخارج للاطلاع على تصريحات وزير الخارجية أيمن الصفدي حول الأوضاع في غزة والضفة الغربية، وفضلوا التفسير المجتزأ وغير المهني لهذه التصريحات لتدشين حملة لتشويه موقف الوزير تطورت بفعل فاعل لهجمة مبرمجة على الموقف الأردني المتقدم حيال العدوان الإسرائيلي على غزة وتداعياته الكارثية وامتداداته للضفة الغربية.


ثمة موقف مسبق اعتمد تفسيرا تعسفيا لحديث الوزير عن المليشيات والسلطة الفلسطينية. وينبغي هنا التوضيح أن مصطلح المليشيات ليس سبّة أو انتقصا من مكانة أي تنظيم ولا يعني استخدام هذا المفهوم انتفاء صفة المقاومة عنه، لا بل إن ثوار عقود الخمسينيات والستينيات في دول أميركا اللاتينية كانوا يحملون هذا الوصف. وفي دول عدة في العالم كان هذا الوصف يطلق على قوات الأمن الحكومية.

ولم يستخدم الصفدي التعبير هذا لوصف الأجنحة العسكرية لحركات المقاومة الفلسطينية الحالية، وإنما في سياق تشخيص الوضع بعد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. والأكيد أنه وبعد قيام الدولة لا يبقى هناك مبرر لوجود تنظيمات مسلحة خارج الدولة، على اعتبار أن الجميع سينضون تحت عباءة الدولة وسيادتها، ومن يشذ عن هذا الوضع يعتبر مجموعات مسلحة خارجة عن القانون.

محاولات الجهات الرسمية ووسائل الإعلام توضيح حقيقة تصريحات الوزير الصفدي لم تلق آذانا صاغية عند فريق بعينه، وسط إصرار عجيب على ترويج تفسير مجتزأ ومغلوط ومن ثم توسيع نطاق الهجوم للتقليل من دور الأردن في إسناد الأشقاء الفلسطينيين في مواجهة العدوان البربري الإسرائيلي.

مراوح ومجموعات خارجية على مواقع التواصل الاجتماعي شنت الحملة بإسناد من "جروبات" داخلية في الأردن بكل أسف، في مشهد يعكس أزمة هوية عميقة، حيث لا يتورع تيار واسع بالكشف عن شعور دفين بالنقمة على الدولة الأردنية ومواقفها، والإمعان في ترويج انطباعات سلبية عن سياساتها ودورها.


يحدث هذا في وقت ما يزال فيه اليمين المتطرف في إسرائيل يقود حملة التحريض ضد الأردن ورموزه بسبب الموقف من العدوان على غزة، وقد شهد الجميع على حملات إعلامية مبرمجة في أوساط هذا اليمين ضد الأردن ورموزه وضد الوزير الصفدي شخصيا.

والمفارقة العجيبة والمؤلمة أن ينضم تيار بيننا لهذه الحملة بحيث يصبح الأردن هدفا لهجوم من الطرفين؛ داخلي وإسرائيلي.
أزمة الداخل الأردني في هذا الصدد عميقة وتدق ناقوسا خطرا، فكل المواقف التي اتخذها الأردن وعلى جميع المستويات ضد العدوان والدور الطليعي الذي قام فيه لإغاثة الأهل في غزة المنكوبة، والحملة الدولية لتعرية السردية الصهيونية في كل المحافل لم تشفع لبلدنا عند فريق في الداخل لا يرى الأردن إلا من زاوية مصالحه الضيقة ومجرد ساحة لخدمة مصالح الآخرين، بينما تصمت وتخرس هذا الأوساط عندما يتحدث غيرنا بمواقف تستحق الوقوف عندها والاعتراض عليها.
حان الوقت لمكاشفة صريحة ومن القلب لأن القادم من الأيام يستدعي وقفة وطنية جادة تفرض على الجميع أن يحددوا مواقعهم وخنادقهم، مع الأردن الوطن والدولة أم مع ضده.

الغد











طباعة
  • المشاهدات: 2946
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
27-01-2025 08:56 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم