27-01-2025 09:18 AM
بقلم : د. مرام أبو النادي
المجموعات أو الجروبات اللفظة الأكثر شيوعا وفقا لمعناها المرادف باللغات الأجنبية، أصبحت همزة الوصل الأسرع على الإطلاق بين الأفراد، فتراجَعَ استخدام الرسائل النصية أمام تلك التي نستخدمها عبر تطبيقات كالواتساب أو الفيسبوك، انستغرام،وغيرها...
ولإنشاء تلك المجموعات الاجتماعية غايات منها ما هو تجاري، أكاديمي، وثقافي(أدبي،رياضي،وسياسي..) ويندر أن تجد في مجتمعنا الأشخاص الذين يفضلون الهدوء والابتعاد عن المجموعات؛ لأنهم يرون فيها هدرا للوقت أو من منطلق الحفاظ على الخصوصية، وبعد مقاومة عنيدة، ستجده أمام معضلة حقيقية وهي أن السرب يحلق في اتجاه واحد؛ بالتالي سيكون مضطرا لاقتناء جاهز أندرويد ليكون سلته التكنولوجية التي سيستخدمها مرغما، حتى في أبسط الأمور.
أمام هذه المنظومة التكنولوجية التي سيّرت المجتمعات، بهدف تسهيل وتيسير عمليات تواصلهم، سنجد أننا تحت ضغط نفسي أكبر بكثير من الفائدة المرجوة من تلك الوسائل التي تسبب بها انضمامنا إلى المجموعات؛ ومن المؤكد أن الضغط سببه الرئيس سوء الاستخدام لا الوسيلة نفسها، فمثلا انضمامك إلى جروب رياضي سيجعلك تتابع أحاديث عن الاخبار الرياضية وإن صرّحت عن تأييدك لفريق معين ستجد أن الهجوم سيكون عليك من آخرين، وفي مجموعات نسائية ستجد أن سلوكا معينا يمثل حالة معينة لسيدة سيتحوّل إلى ظاهرة نسوية معينة تستشري كالنار في الهشيم؛ كل هذا عبر وسيلة واحدة هي الرسائل السريعة الانتشار المتاحة للجميع والمتواجدة بأيدي الجميع فباتت الأجهزة الخلوية مقترنة بالفرد كما لو كانت جزءا من يده وليس وسيلة لتحقيق هدف معين؛ حيازة الجهاز التكنولوجي بات لعنة للكثيرين، فحالة الهوس بمتابعة الرسائل والرد عليها، وقد يعتقد البعض أنه مضطر لإثبات كيانه عبر رسائله التي تنطلق كرصاص في ذخيرة سلاح لن يهدأ حتى تنفذ ليجدد كلماته في موقف جديد، وتستمر العجلة بالدوران، ويظن البعض أن محاولة الاندماج مع ما يصل بالرد والتعليق والرسائل المكررة، والمجاملات التي تجهد الآخرين المضطرين للانضمام إلى المجموعات بحكم الهدف الذي انضموا من أجله هذا كله يجعل هذه المنظومة التكنولوجية منفرة، لذلك ينضم البعض إلى الجروبات وهو يضمر سلفا تفعيل خاصية كتم الرسائل أو خاصية الحذف.
ملخص القول راحتك الشخصية وأهمها الذهنية ترتبط بضرورة معرفتك بأهمية المجموعات التي تنضم إليها
والأهداف التي تحققها لك، وإثبات الكيان يكون في الواقع لا عبر الرسائل والمجاملات، العرف لن يجبرك على التفريط براحتك الشخصية؛ فقد تكون ساعة من الاسترخاء بعيد ا عن تلك الوسائل أو قراءة بعض صفحات من كتاب أفضل من متابعة أحاديث حصيدة لن تفيدك لا من قريب أو بعيد.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-01-2025 09:18 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |