27-01-2025 09:22 AM
بقلم : رجا طلب
عندما طرح الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال ولايته الاولى (20 يناير2017 – 20 يناير 2021) فكرة السلام الابراهيمي والذي تحقق بالفعل بين كل من الامارات والبحرين والمغرب والسودان من جهة واسرائيل من جهة ثانية كانت غايته الاساسية هى دخول المملكة العربية السعودية في هذا «الحلف» الا ان الرياض تحفظت على الفكرة وأدارات ظهرها لها مشترطة ان يكون السلام مع اسرائيل بعد تعهد من الرئيس ترامب باقامة دولة فلسطينية (حل الدولتين) والسماح للرياض بامتلاك التكنولوجيا النووية، وهما الشرطان اللذان تجاهلهما ترامب ولم يعلن رفضا علني? لهما لكنه بالمقابل اطلق مشروع صفقة القرن وقام بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الاميركية الى القدس الشرقية، وكان هذا المشروع بمثابة رفض صريح وواضح للمطلب السعودي (التطبيع مقابل دولة فلسطينية).
في ذلك الوقت كان هدف ترامب بالسلام الابراهيمي عزل القضية الفلسطينية وتهميشها وتشكيل الاقليم بصورة تكون فيه اسرائيل «خرزة زرقاء» على جبين المنطقة تتمتع بالتطبيع والمكاسب السياسية والامنية وبلا اي كلف تذكر، المفاجاة كانت خسارته في الانتخابات لصالح جو بايدن وتراجع مشروعه الى الخلف والذي لم يحظ باهتمام من قبل الادارة الجديدة بعد تفجر الحرب الاوكرانية وتحول جل اهتمام ادارة بايدن الى تلك الحرب لمواجهة روسيا والسيطرة على قلب أوروبا الشرقية التى غنمتها واشنطن كغنيمة سهلة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
في ذلك الوقت كانت القضية الفلسطينية تدخل عالم النسيان بل كادت ان تدخل » ثلاجة الموتى » وبلا اي مقدمات تفجر الوضع الاقليمي والعالمي في السابع من اكتوبر في عملية طوفان الاقصى و بدء الحرب الاسرائيلية على غزة التى استمرت سنة وثلاثة اشهر و توقفت من حيث المبدأ موقتا في التاسع عشر من هذا الشهر والتى يمكن ان يعيد تفجيرها نتنياهو في اي لحظة، هذه الحرب التى دمرت قطاع غزة تدميرا كاملا وقتلت اكثر من 46 الف شهيد عدا مئات الالاف من الجرحى والمعوفين والمفقودين هذه الحرب خلقت مناخا عالميا حاصر اسرائيل وجعلها منبوذة وشجع م?كمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية على اتهام اسرائيل بارتكاب ابادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، وهو واقع فرض نفسه على دول » حلف السلام الابراهيمي » وجعل هذا الحلف يختفى عمليا، اما السعودية التى تحفظت عليه ورفضت دخوله الا بشروطها التى اشرت اليها فقد ذهبت الى اخذ مواقف متشددة ليس رفض التطبيع مع اسرائيل فحسب بل سعت واحتضنت القمة العربية الاسلامية المشتركة في نوفمبر من العام الماضي بالرياض وذلك بعد نجاح ترامب ورعت قرارات القمة المتشددة تجاه اسرائيل بما في ذلك دعوة المحكمة الجنائية الدولية للاستمرار في ?لتحقيق بالجرائم المرتكبة بحق المدنيين في قطاع غزة، كما طالبت بفرض حظر تصدير الاسلحة الى اسرائيل وهي مواقف تعتبر متشددة وما كانت ستمررها القمة لولا رضا ورغبة الرياض.
والسؤال المهم الذي يطرح نفسه الان كيف سيتعامل ترامب مع السعودية ودول الاعتدال العربي بخصوص الملف الفلسطيني وتعقيداته وبخاصة اليوم التالي في غزة؟ ومامستقبل القضية الفلسطينية برمتها ومستقبل السلطة الفلسطينية ودورها وهل يستطيع ان يجاهر برفض تطلعات الشعب الفلسطيني باقامة دولة مستقلة؟ وماذا عن الموقف السعودي الرافض للتطبيع بدون تعهد باقامة دولة فلسطينية؟
كلها أسئلة مهمة بحاجة الى اجابات قد لا تتوافر حاليا لكن وضمن المعطيات الراهنة من الصعب للغاية تجاهلها، فترامب يدرك ان فترة ولايته الاولى كانت معبدة بالورود الا ان ولايته الحالية معبدة ب"البارود» في فلسطين او لبنان او سوريا ولربما العراق،وهو ما يحتم عليه التحلى بروح رياضية تتسم بالتواضع والواقعية والتخلي عن «الطاووسية السياسية» في التعامل مع قادة المنطقة،وعليه ايضا توقع سماع كلمة «لا» في عواصم الاقليم المهم جدا للولايات المتحدة.
Rajatalab5@gmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-01-2025 09:22 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |