27-01-2025 11:54 AM
بقلم : نيفين عبدالهادي
لم يختبئ الأردن يوما خلف موقف أو قرار أو حقيقة، فطالما جاهر بكل ذلك بوضوح وشفافية وجرأة، ما يجعل من إطلاق الشائعات بشأنه أمرا سطحيا لا يمكن تفسيره إلاّ أنه حق يراد به باطل، أو مؤامرة أو هلوسات تؤذي مطلقيها قبل أن تصل لبلد عظيم بسياساته ومواقفه ورؤيته المتقدّمة بكل قضايا وملفات المرحلة، ليس هذا فحسب إنما الأردن يعيش انسجاما نموذجيا بين القيادة والشعب وتوافقا حقيقة لا يشبه سوى ثوابته العظيمة.
ما يدفعني لكتابة هذه الكلمات ما أثير بشأن عودة الأسيرين الأردنيين اللذين أفرج عنهما في صفقة التبادل الأخيرة، فالأردن منذ اللحظة الأولى أيّد هذه الصفقة التي لم يكن جزءا منها، كما أنه لم يُعلن أي إعلان أو تصريح بشأن الأسيرين الأردنيين المفرج عنهما، لنتفاجأ جميعا بتصريحات تقول إنه رفض استقبال المواطنين المفرج عنهما، وفي واقع الحال كما أسلفت لم يتعود الأردن أن يخفي رأيه وموقفه، وحتما في حال رفض لكان أعلن عن ذلك بوضوح لكنه لم ولن يحدث، ما يجعلنا نقف أمام تصريحات تصدر بعيدة كل البُعد عن المواقف الأردنية الحقيقية، وتدخل في إطار شائعات تستهدف الأردن، الذي هو بالمناسبة يقف لها بمرصاد الحقيقة والمواقف المُعلنة.
وفي موقف واضح وصريح وبفلسفة خير الكلام ما قلّ ودل، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، أمس خلال منشور له عبر منصة (إكس) «أن الأردن لم يكن جزءا من ترتيبات صفقة التبادل التي نؤيدها، ودعمنا إنجازها، ونؤكد ضرورة تنفيذها بالكامل، وتثبيت وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية والفورية لكل أنحاء قطاع غزة، الحقيقة الثابتة الراسخة أن الأردن يحمي مصالحه وثوابته ومواطنيه، ولم يمنع الأردن أيا من المواطنَين اللذين أفرج عنهما في صفقة التبادل من دخول المملكة. وسيدخلان الأردن إذا قررا مغادرة فلسطين إلى المملكة.
بهذا المنشور حسم الصفدي جدلا استمر لأكثر من يوم بشأن أحد المفرج عنهما، فمن غير المعقول أن يرفض الأردن دخول مواطن أراضيه، إذا قرر مغادرة فلسطين، وحقيقة في كلمات الصفدي رسائل كثيرة أهمها أن الشائعات ضد الأردن لن تغني ولن تُسمن متصيّدا، ولن يكون في الأردن ماء عكر حتى يصطاد به المتصيدون، فالأردن واضح لإيمانه بكافة مواقفه ، وأي متربّص به سيجد من يقف بوجهه، بمواقف عملية وحقيقية وليس بكلام يبلغ من الهشاشة حدّ الكذب.
وضع الصفدي الحقيقة كاملة مؤطرة بالموقف الأردني الثابت في تثبيت وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية والفورية لكل أنحاء قطاع غزة، والأردن يحمي مصالحه وثوابته ومواطنيه، كما أنه لم يمنع أيا من المواطنَين اللذين أفرج عنهما في صفقة التبادل من دخوله، مبتعدا بحديثه عن أي مساحات ضبابية أو مواربة، وبحقائق تجعل من تزييف الموقف الأردني ومن أي شائعات تطلقها أصوات جبانة ومهزوزة تدفن من حيث ولدت، بل تدفن في عتمة أفكار مطلقيها، فقد سكتت الألسن وغابت الأصوات بعدما أعلن عن موقف الأردن الواضح من عودة المواطنين.
وحقيقة اتعجب من إصرار البعض على إطلاق الشائعات ضد الأردن، وتزييف مواقفه، فالأردن قوي ويبدو أن هناك من ما يزال يجهل ذلك، قوي بالتفاف الشعب خلف قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني الحكيمة العظيمة، نقف جميعا خلف جلالة الملك ايمانا ووفاء وعهدا بأن الأردن أولا وآخرا، ونموذجا لكل باحث عن نموذجية ومثالية العطاء، والوطنية، إذ يصرّ المتربصون على تناسي عظمة بلد مليكه عبد الله الثاني.
المرحلة دقيقة وحساسة، والأردن تحت مجهر الكثير من المتربصين، نتيجة مواقفه الوطنية الداعمة للحق الفلسطيني، وغيره من كافة الحقوق، وكثيرة هي وسائلهم التي ينفثون بها سمومهم أو يحاولون ضد الأردن، ونحن في الأردن نبقى جبهة واحدة متكاتفة ضد أي مؤامرات أو مواقف سلبية أو تحديات بوعي متصدين بروح أردنية واحدة خلف قيادتنا.
الدستور
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-01-2025 11:54 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |