حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,23 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3105

أ. د. سيف النوايسة يكتب: الاردن وتصريحات الادارة الامريكية الجديدة

أ. د. سيف النوايسة يكتب: الاردن وتصريحات الادارة الامريكية الجديدة

أ. د. سيف النوايسة يكتب: الاردن وتصريحات الادارة الامريكية الجديدة

27-01-2025 12:53 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أ.د. سيف النوايسة
تعتبر قضية تهجير الفلسطينيين من الأراضي الفلسطينية، وخاصةً قطاع غزة، إلى دول الجوار كالأردن ومصر، من الملفات الحساسة والخطيرة التي تثير قلقًا عميقًا في المنطقة. لطالما كان الأردن، على وجه الخصوص، ثابتًا في موقفه الرافض لأي شكل من أشكال التهجير القسري للفلسطينيين. جاءت التصريحات الأخيرة التي نسبت إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول نقل سكان غزة إلى الأردن ومصر لتزيد من حدة المخاوف وتؤكد على التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية. يرى الأردن في هذه التصريحات، وغيرها من المقترحات المشابهة، محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وتقويض حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهو ما يتنافى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. كما يعتبر الأردن أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين ستزعزع الاستقرار الإقليمي وتفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة في المنطقة. وقد أكد المسؤولون الأردنيون وعلى رأسهم جلالة الملك المعظم ، مرارًا وتكرارًا أن الأردن لن يكون جزءًا من أي مخطط لتهجير الفلسطينيين، وسيبقى داعمًا لحقوقهم المشروعة في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني. لم يكن الأردن يومًا ممن تهزهم التصريحات العابرة أو تؤثر فيهم ردود الأفعال المتسرعة، ، فالاردن دولة مؤسسات يجب ان تتعامل هذه التصريحات في حال اصبحت مبادرات وملفات بمنهجية واضحة، لا بردود فعل ارتجالية. فالأردن يدرك تمامًا خطورة هذه التصريحات، لكنه في الوقت نفسه ينأى بنفسه عن الانجرار إلى صراع إعلامي عقيم.
فالاردن ليس دولة مارقه او جمهورية موز فالاردن دولة راسخة استطاعت ان تجتاز اعتى الازمات واكبر الضغوط عبر تاريخها متمسكة بمبادئها القومية ومصالحها الوطنية العليا . ففي الذاكرة ازمة الخليج في تسعينات القرن الماضي وصفقة القرن في الماضي القريب. حيث تتجسد قوة الأردن في تماسكه الداخلي، وفي مؤازرة الشعب الأردني للدولة في مواقفها الثابتة. ومن هذا المنطلق يجب العمل على تمتين جبهته الداخلية، والتنسيق الوثيق مع الأشقاء الفلسطينيين، والتحرك بتناغم مع الدول العربية، خاصةً السعودية ومصر، لما لهما من ثقل إقليمي ودولي. كما يجب على الاردن ان يستثمر تقارب ابعض الدول العربية مع الولايات المتحدة لتحقيق المصالح الوطنية العليا، إلى جانب التحرك الفاعل في الدوائر الأمريكية والغربية لبلورة موقف دولي رافض لمخططات التهجير. وفي هذا المضمار يقع على عاتق سفاراتنا في الخارج مسؤولية مضاعفة في حشد الدعم الدبلوماسي، لا سيما في أوروبا وشرق آسيا، لنقل الصورة الحقيقية لما يمكن أن تؤول إليه الأمور في حال تم تنفيذ هذه المخططات.
كما أن التواصل الفعال مع الإعلام الغربي، وتحديدًا الأمريكي، يعد ضرورة ملحة، وذلك من خلال استثمار علاقاتنا مع الصحف والقنوات التلفزيونية، لنقل الصورة الواقعية للقضية الفلسطينية، دون مبالغة أو تهوين. كما يجب مخاطبة الرأي العام الغربي بلغة إنجليزية مباشرة وواضحة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والاستعانة بالمسؤولين السابقين الذين يتمتعون بعلاقات وثيقة مع مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، لتوضيح أبعاد القضية وتداعياتها.
أما بالنسبة للعالم العربي، فيجب إيصال رسالة واضحة ومقتضبة، مفادها أن "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، للتأكيد على أن التخاذل عن دعم القضية الفلسطينية قد يأتي بنتائج وخيمة على الجميع. و
في الداخل الأردني، يجب على النواب والأعيان والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني ، أن تمارس دورها الوطني بكل جدية، وأن تقف صفًا واحدًا خلف الدولة في هذا الظرف الدقيق.
إننا اليوم وعلى صعيد الرأي العام سواء في اعلامنا او على صعيد السوشال ميديا وكما قيل بحاجة إلى "سكينة عامة" لا "صمت عام"، نحن بحاجة الى نهج "النصيحة لا الفضيحة" في التعامل مع مثل هذه القضايا حتى تتمكن الدولة وأذرع سياستها الخارجية من التركيز على أداء دورها، دون الانشغال بالضجيج الذي تثيره وسائل التواصل الاجتماعي. فالعالم اليوم يواجه تحديات جمة في ظل وجود رئيس أمريكي قد لا يلتفت إلى أي اعتبارات دولية، وهنا يزداد الرهان على ثبات الفلسطينيين على أرضهم، كصمام أمان وحيد في وجه هذه المخططات الخطيرة.








طباعة
  • المشاهدات: 3105
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
27-01-2025 12:53 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم