حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,30 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3049

تمارا خزوز تكتب: الإعلام والدبلوماسية والسياسة

تمارا خزوز تكتب: الإعلام والدبلوماسية والسياسة

تمارا خزوز تكتب: الإعلام والدبلوماسية والسياسة

28-01-2025 09:34 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : تمارا خزوز
الأزمة التي تسبب بها التصريح الأخير للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمتعلق بمكالمته الهاتفية مع جلالة الملك عبدالله الثاني، وطلبه استقبال سكان غزة بشكل مؤقت أو دائم، تعد نموذجًا للأزمة الدبلوماسية الإعلامية السياسية المركبة التي تسببها مثل تلك التصريحات، ويجب أن تُدرّس!


من الناحية الإعلامية والدبلوماسية، لم يكشف الرئيس الأميركي من خلال تصريحه هذا عن رد جلالة الملك على مثل هذا الطلب، متجاوزًا بذلك العرف الدبلوماسي والإعلامي، الذي يتطلب في مثل هذه الحالات الكشف عن فحوى السؤال والجواب معًا. بذلك، ألقى ترامب على عمان الرسمية عبء الرد والتوضيح، رغم أنه لا يوجد رد أقوى مما جاء في خطاب جلالة الملك في الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول الماضي، عندما قال عبارته الشهيرة: "دعوني أكون واضحًا تمامًا: هذا لن يحدث أبدًا. ولن نقبل أبدًا بالتهجير القسري للفلسطينيين، فهو جريمة حرب."
أما من الناحية السياسية، فقد جاء التصريح ليؤكد الشكوك ويفاقم أعمق المخاوف والهواجس التي تراود الأردنيين منذ عقود، وهي "الوطن البديل". وقد رفع التصريح بذلك منسوب الاحتقان والغضب الشعبي الأردني تجاه السياسات الأميركية في المنطقة، وقوّض عمل الأردن الرسمي وشراكته الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، التي تهدف إلى ضمان أمن واستقرار الإقليم، وحقن الدماء، وتعزيز المصالح الاستراتيجية الأميركية في المنطقة.
من المفهوم أن شخصية الرئيس دونالد ترامب خلافية، وأنها لا تقيم وزنًا للأشياء، لا بروتوكوليًا ولا دبلوماسيًا. لكننا بحاجة إلى عقلنة الحوار محليًا والتعامل مع هذه التصريحات بهدوء وبمنتهى الاحترافية الدبلوماسية والإعلامية، من خلال تبني استراتيجية "توقع غير المتوقع" ("To expect the unexpected")، والعمل بذهنية أن قواعد الاشتباك السياسي والإعلامي والحقوقي التي تحكم العلاقة مع الولايات المتحدة قد تغيرت منذ تولي الرئيس ترامب المنصب. مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا التغيير لا يخص الأردن وحده، بل هو مسألة يتطلب من العالم أجمع التعامل معها.
في ضوء ذلك، تبرز الحاجة الملحة أكثر من أي وقت مضى إلى أداء إعلامي أردني قوي، يتبنى استراتيجية تعتمد على الخطاب الاستباقي وخطة تموضع إعلامي دقيق على المستويين المحلي والدولي. كما يتطلب الأمر إنشاء "شبكة إعلامية" بأدوات جديدة، تضمن تنظيم الرسائل الإعلامية التي تعبر عن رفض قاطع لأي محاولة للمساس بالسيادة الوطنية أو حقوق الشعب الفلسطيني.
صياغة سردية الدولة اليوم هي مهمة بحجم الوطن، ومسؤولية تقع على عاتق الإعلام الرسمي وحده. ولا يجوز تفويضها لأي كاتب أو مسؤول سابق مهما بلغت أهميته. فنحن بحاجة في هذه المرحلة إلى مخاطبة العالم، الشركاء الاستراتيجيين، والفاعلين الإقليميين، بدلًا من الاكتفاء بالحديث مع أنفسنا.

الغد











طباعة
  • المشاهدات: 3049
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-01-2025 09:34 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم