29-01-2025 08:10 AM
سرايا - صدر حديثا كتاب جديد للكاتبة ياسمين عمران زاهدة، بعنوان «شذرات من الحياة»، وذلك عن دار أمواج للنشر والتوزيع في عمّان.
وفي تقديمها للكتاب تقول الكاتبة زاهدة: «أيها القارئ الكريم، أضع بين يديك هذا الكتاب الذي لم يُكتب ليكون مجرد مجموعة من النصوص الجامدة، بل ليكون انعكاسًا صادقًا لنبضات قلب ممتن. هو رحلة تبدأ من خواطر تعبّر عن التجارب الإنسانية وما تحمله من أمل وإلهام، وتنتهي برسائل موجهة، تحمل في طياتها الامتنان العميق لكل من ساهم في بناء هذا الوطن.
في الخواطر التي بين دفتي هذا الكتاب، ستجد مزيجًا من التأملات الشخصية والنصائح المستوحاة من واقع حياتنا. خواطر وُضعت لتكون مصدر إلهام ودافعًا لكل من يسعى للإصلاح أو يتطلع لتحقيق ذاته. أما الرسائل، فهي كلمات موجهة إلى أناس كان لهم دور في حياة هذا الوطن وأبنائه، رسائل تحمل التقدير والإشادة، وأحيانا دعوة للتأمل وإعادة النظر، فهي ليست مجرد كلمات شكر، بل ومضات تنير درب العطاء والإخلاص».
وتضمن الكتاب خواطر استقتها الكاتبة من دروب الحياة وتجاربها، ومن خطى الناس الذين عايشتهم وجالستهم. ومن عناوين تلك الخواطر نقرأ:
«بين المداراة والمداهنة: خيط الحكمة وهاوية الزيف»، و»مرآة النفس»، و»نبع الذات الذي لا يجف»، «ميزان العدل الخفي»، و»في مهب الريح: بين صدق القول ودوامة الكذب»، و»عهد الزمن والتزام الروح»، و»حديث القلوب بلغة العقل».
ومن أجواء الكتاب نقرأ من خاطرة بعنوان «رسالة إلى الوطن»:
«أيها الوطن، يا سطراً لا ينتهي في كتاب الوجود، يا نسمةً تروي أرواحنا وتغذي عقولنا، يا حضنًا واسعًا يحمينا من قسوة الحياة، إليك أكتب هذه الكلمات، عِرفانًا بحبك الذي لا يتوقف، واعتزازًا بأننا ننتمي إليك.
أنتَ أعمق من الحروف التي قد تتوه في معانيها، وأبقى من الكلمات التي تحاول أن تقترب منك. فيك تتلاشى المسافات، وتذوب الحدود، لأنك لست مجرد أرضٍ أو هواءٍ، بل وطنٌ يتنفس في أعماقنا، ويعيش في شراييننا، لا يكفيه شكرٌ ولا يفيه كلماتٌ، مهما حاولنا أن نعبّر عن محبتنا، ومهما جمعنا من تعابير الفخر.
أنتَ الذاكرة التي لن تمحوها السنون، والقلب الذي لم يفارقنا يومًا، مهما تباعدت الأماكن. كيف لنا أن ننسى الأفق الذي يحتضننا، والسماء التي تعكس كل حلمٍ وكل طموح؟ كيف لنا أن نغفل عن الجبال التي تبقى صامدة في وجه الرياح؟ كل شبر من أرضك يروي حكايةً من المجد، وكل نسمة من هوائك تعزف سيمفونية الأمل.
إنَّك كما الأفق البعيد، لا تسعه حدودٌ ولا تقيّده فواصل. كيف لا نحبك، وأنتَ الحلم الذي نتشبث به، والصوت الذي يردد فينا لحن الحياة. ليس كل من يسير على ترابك يعرف سرّه، فمقامك ليس في الملموس، بل في السكون الذي يعمّ قلوبنا. أنتَ دربٌ لا يضل، ومنارةٌ لا تخبو. فيك نلتقي، رغم تفرّقنا، وفيك نعيش، رغم الأزمات.
ما أروع أن نكون جزءًا من هذا الكون الذي يجمعنا، من هذه الأرض التي تحفظ ملامحنا وتعيد تشكيلنا، من هذا الوطن الذي يظل راسخًا في الوجدان، مهما كانت الرياح عاتية. أنتَ السكون الذي يهزنا حين نبحث عن الطمأنينة، وأنتَ الصوت الذي يعيد إلى أذهاننا الأمل في كل صباح.
أيها الوطن، أنتَ الحكاية التي لا نمل من روايتها، أنتَ الأفق الذي نرى فيه آمالنا، وأنتَ النبع الذي يروي عطشنا إلى الحقيقة. مهما كانت المسافات، مهما كان الزمان، ستظل أنت الأمل الذي نتجه إليه، والملجأ الذي نعود إليه. وكل كلمة نكتبها لك، وكل شعور نكنه، هو مجرد انعكاس صغير لعظيم ما تمثّله في حياتنا.
إليك، يا وطن العزّ، يا شعاع الأمل، يا رائحة الأرض الطيبة التي لا تفنى، تظل محبتك فينا متجددة، رغم ما يمر بنا من صعاب».
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-01-2025 08:10 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |