حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,30 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2374

مكرم أحمد الطراونة يكتب: انتهى عهد المجاملة والتضحية .. مصالحنا أولا

مكرم أحمد الطراونة يكتب: انتهى عهد المجاملة والتضحية .. مصالحنا أولا

مكرم أحمد الطراونة يكتب: انتهى عهد المجاملة والتضحية ..  مصالحنا أولا

29-01-2025 08:29 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : مكرم أحمد الطراونة
توقعات عديدة كانت ترجح فوز دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية، لذلك وُضعت سيناريوهات متوقعة لفترة السنوات الأربع التي سيقضيها في البيت الأبيض، روعي فيها التفكير بعقل بارد حول ما يمكن أن يتخذ من قرارات، والخيارات المتاحة للمناورة والرفض.


في أحد الاجتماعات المغلقة التي حضرتها قبل نحو ستة أشهر، استمعت لأحد السنياريوهات المتوقعة، التي بُنيت على فرضية إمكانية اتخاذ ترامب- في حال فوزه- جملة من الإجراءات والقرارات التي قد تستفز العالم وتؤثر على العلاقات بين الدول؛ اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، أي أن التخوف لم يكن فقط مرتبطا بمنطقة الشرق الأوسط، ولا بدعمه غير المحدود لدولة الاحتلال على حساب القضية الفلسطينية.

ترامب، وخلال حملته الانتخابية، صرّح بأنه ليس رجل حرب، وسينهي الحرب الإسرائيلية على غزة، وقد فعل، في حين لم يتمكن حتى اليوم من إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية كما وعد، إذ ما يزال يتوعد روسيا بوابل من العقوبات. في المقابل أوقف المساعدات لأوكرانيا، وأطلق سلسلة من التصريحات التي اشتبك فيها مع دول لطالما كانت حليفة رئيسية للولايات المتحدة الأميركية.
يريد من كندا أن تصبح ولاية أميركية، ومن الدنمارك جرين لاند، وقناة بنما، وتغيير اسم خليج المكسيك، ويهدد أوروبا تجاريا، والصين اقتصاديا، كما يريد تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، وانسحب من اتفاقيات الصحة العالمية والمناخ، وأوقف المساعدات.
باختصار الرئيس الأميركي، وكما كان يتوقعه أحد السيناريوهات الأردنية، فتح جبهات على مختلف دول العالم، ما يعني أن حالة من عدم الاستقرار ستصيب المعمورة برمّتها إذا ما استمرت الإدارة الأميركية بحالة التوتر التي تعيشها اليوم.
كل ما تقوم به إدارة ترامب عنوانه المصلحة الأميركية، ولا يبدو أن هناك نقاشا هادئا في البيت الأبيض حول تلك القرارات والإجراءات. وكما هي أميركا فإن باقي الدول تنظر أيضا لمصلحتها، وتتعامل مع علاقاتها وفق ما يناسب أولوياتها الخاصة، ومنها الأردن، وهي الدولة التي يبدو أن واشنطن الجديدة لا تدرك جيدا أنها ركن أساسي في الأمن الإقليمي، وأن تأثير الضغط عليها سياسيا واقتصاديا، سيصيب دولا أخرى بصداع شديد.
الأردن يحترم تحالفاته مع الدول، لكنه أيضا له مصالح من حقه أن يدافع عنها، لذلك فإن أيّ تحالف مع أيّ دولة في العالم لن يكون أردنيا على حساب أمننا واستقرارنا، فالتهجير معناه أن يضحّي الأردن بأمنه واستقراره، وهذا يتعارض مع المصلحة الأردنية الخالصة، لذا فإن الرهان على أن احترام الأردن لتحالفاته مع الآخرين سيكون على حسابها ما هو سوى وهم لن يكون حقيقة.
الأردن يتمسك باللاءات الثلاث الشهيرة، وسيظل مدافعا عن حق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة القابلة للحياة. وقد رأى العالم كيف يمكن للتغاضي عن هذا الحق أن يكون مدمّرا لاستقرار العالم كلّه.
رغم حرصنا الشديد على ديمومة التحالف مع واشنطن بأبهى صورة، إلا أننا لن نجامل في مسائل أمننا الوطني، ولن نكون مهادنين في وقت ننظر فيه للأمام هروبا من معاناة سنوات فرضتها علينا صراعات وحروب إقليمية كل ذنبنا فيها أننا نعيش في منطقة جغرافية واحدة.
التضحية على حساب قناعاتنا ومصالحنا أمر لن يكون، خصوصا أن التجارب أثبتت أنه لا يمكن المراهنة في العلاقات الدولية أمام تقلبات دول في ضوء تغير مصالحها وأولوياتها.

الغد











طباعة
  • المشاهدات: 2374
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
29-01-2025 08:29 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم