حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,31 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2618

أنوار رعد مبيضين تكتب: ترامب ومخطط تهجير الفلسطينيين .. فهل نحن أمام نكبة جديدة؟!

أنوار رعد مبيضين تكتب: ترامب ومخطط تهجير الفلسطينيين .. فهل نحن أمام نكبة جديدة؟!

أنوار رعد مبيضين تكتب: ترامب ومخطط تهجير الفلسطينيين ..  فهل نحن أمام نكبة جديدة؟!

29-01-2025 01:24 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أنوار رعد مبيضين
في خطوة مثيرة للجدل ومثقلة بالرمزية السياسية، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقاء صحفي على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، بأنه طلب من مصر والأردن استقبال المزيد من فلسطينيي قطاع غزة ، وبرر هذا المطلب بما أسماه "الفوضى" التي يعيشها القطاع نتيجة الحرب التي دامت أكثر من 15 شهرًا، مدعيًا أن إخلاء القطاع ضروري لإعادة الإعمار ، وأضاف ترامب، في تصريحات أثارت انتقادات واسعة، أنه تحدث إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في هذا الشأن، وسيجري نقاشًا مماثلًا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، ورغم محاولته تصوير هذا الاقتراح كجزء من جهود "إحلال السلام" في الشرق الأوسط، إلا أن تصريحات ترامب، التي تضمنت وصف القطاع بـ"الفوضى الحقيقية"، كشفت بوضوح عن توجهات إدارته لخدمة الأجندة الصهيونية ، ومن جهته وصف ترامب خطته بأنها قد تكون "مؤقتة أو طويلة الأجل"، في إشارة مبهمة تفتح الباب أمام احتمالية التهجير القسري على المدى البعيد ، والسؤال الذي يطرحه سياق التصريح : هل نحن أمام"تطهير غزة".. أم مخطط لتصفية القضية الفلسطينية؟!

سيما وأن وصف ترامب لهذا المخطط بـ"تطهير غزة" يتجاوز كونه زلة لسان، ليعكس توجهًا سياسيًا خطيرًا يسعى لإرضاء قوى الضغط الصهيونية داخل الولايات المتحدة ، وهذه التصريحات تأتي في سياق متصل بمواقف سابقة للإدارة الأمريكية تعزز دعم إسرائيل، بدءًا من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مرورًا بتأييد الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ووصولًا إلى قرارات تخدم اليمين الإسرائيلي المتطرف ، وقد
تزامنت تصريحات ترامب مع تقارير عن استئناف إمداد إسرائيل بأسلحة فتّاكة، من بينها قنابل من طراز "مارك 84"، التي سبق أن أثارت الجدل بسبب استخدامها في قصف مناطق مكتظة بالسكان في غزة ، وهذه الخطوة جاءت بعد أن ألغى ترامب قرار إدارة بايدن السابق بتعليق تلك الإمدادات، مما يعكس استمرار إدارته في دعم التصعيد العسكري الإسرائيلي ، وتعدد
"هدايا ترامب" لإسرائيل: من إلى نقل السفارة مروراً ب"صفقة القرن" إلى تهجير الفلسطينيين ، فمنذ اليوم الأول لإدارته، قدّم ترامب نفسه كراعٍ مخلص للمصالح الإسرائيلية، واستمر في تقديم ما يمكن تسميته بـ"هدايا سياسية" للكيان الإسرائيلي ، أبرز هذه الهدايا كانت نقل السفارة سابقا و"صفقة القرن"، التي أسقطت حقوق الفلسطينيين التاريخية والقانونية في القدس، وكرّست الهيمنة الإسرائيلية. واليوم، يطرح ترامب اقتراحًا جديدًا ينطوي على مخاطر تتجاوز تلك الصفقة بكثير، إذ يسعى لتهجير سكان غزة قسرًا، في خطوة تمثل تصعيدًا غير مسبوق في دعم المشروع الصهيوني ، ولم يكن هذا الاقتراح مفاجئًا بالنسبة للمتطرفين الإسرائيليين، الذين أبدوا حماسة كبيرة تجاه تصريحات ترامب ، فوزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير، وصف المقترح بأنه "فرصة تاريخية" لتحقيق ما أسماه "حلم الهجرة الكبرى"، بينما اعتبر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن تهجير الفلسطينيين سيسهم في إنهاء ما وصفه بـ"الإرهاب"، ويتيح للفلسطينيين "حياة جديدة" خارج وطنهم ، فتهجير غزة ، تمثل الخطوة الأولى نحو الضفة الغربية ، ولطالما كان تفريغ قطاع غزة من سكانه هدفًا استراتيجيًا لإسرائيل، إذ يمثل القطاع رأس الحربة في مقاومة الاحتلال ، ومع ذلك، فإن غزة ليست الهدف الوحيد ، بل تُعد خطوة تمهيدية نحو تحقيق الحلم الصهيوني الأكبر بضم الضفة الغربية بالكامل ، وتصريحات ترامب التي تشير إلى ضرورة توسيع مساحة إسرائيل تؤكد أن هذا المشروع ليس بعيدًا عن الأجندة السياسية للإدارة الأمريكية الحالية ، ويمكننا القول أن هناك انتقال من القوة إلى السياسة ، فالاحتلال يبدّل أدواته ، فمنذ انطلاق العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، حاولت إسرائيل فرض سياسة الأرض المحروقة، من خلال تدمير المنازل والبنية التحتية، وقتل الآلاف، وتشريد الملايين ، ورغم هذا الدمار الهائل، رفض الفلسطينيون الاستسلام، مؤكدين أن البقاء على أرضهم، حتى وسط الركام، أشرف من التهجير القسري ، لكن الاحتلال الإسرائيلي الذي فشل في كسر إرادة سكان غزة بالقوة العسكرية، يحاول الآن تحقيق أهدافه عبر الدبلوماسية والسياسة، وهنا يظهر ترامب، "المخلص"، ليقدم مبادرة تبدو كأنها "حل سلمي"، لكنها في الواقع محاولة مكشوفة لتصفية القضية الفلسطينية ، والسؤال على المطروح الآن : هل تصمد مصر والأردن أمام الضغوط؟
فمنذ بداية العدوان الإسرائيلي، اتخذت مصر والأردن موقفًا واضحًا برفض التهجير القسري لسكان غزة ، وعززت الدولتان إجراءاتهما الأمنية على الحدود، وأعلنتا مرارًا رفضهما أي مقترحات من شأنها المساس بالسيادة الفلسطينية أو تحويل غزة إلى قضية لجوء جديدة ، غير أن تصريحات ترامب تثير تساؤلات حول قدرة القاهرة وعمّان على الصمود أمام الضغوط الأمريكية ، وهل ستتمكن الدولتان من الحفاظ على موقفهما الرافض للتهجير، أم أن الضغوط السياسية والاقتصادية ستجبرهما على تقديم تنازلات ؟! وفي مواجهة هذه المخططات، يبقى الموقف الفلسطيني صامدًا ، والرد على محاولات التهجير جاء واضحًا وحازمًا: "الموت على الأرض أفضل من التهجير" ، فالمقاومة الفلسطينية، التي أثبتت قوتها ميدانيًا، تمثل الأمل الأخير في إفشال هذه المخططات ، وما حدث خلال عمليات تبادل الأسرى الأخيرة يؤكد أن إرادة الشعب الفلسطيني لا تزال عصية على الانكسار، وأن مخططات الاحتلال، مهما بدت متماسكة، لن تُكتب لها الحياة أمام هذا الصمود الأسطوري ، وفي تقديري ان مقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين يمثل خطرًا حقيقيًا على القضية الفلسطينية والمنطقة بأسرها ، ورغم الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل، يبقى الأمل معقودًا على وعي الشعوب العربية، وصمود الفلسطينيين، ومواقف الدول التي لا تزال ترفض الانصياع للإملاءات الخارجية ، ويبقى السؤال : هل نشهد نكبة جديدة، أم أن هذه المؤامرة ستتحطم على صخرة الإرادة الشعبية؟! ناشطة في حقوق الإنسان على المستوى العالمي .











طباعة
  • المشاهدات: 2618
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
29-01-2025 01:24 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم