30-01-2025 08:47 AM
بقلم : محمد خروب
استكمالاً لمقالة أمس/ الأربعاء حول الحفل الدِعائي الصاخب, الذي نظّمه المؤتمر اليهودي العالمي في مُعسكر أوشيفتز ـ بيركيناو البولندي, بمناسبة مرور «80» عاماً على تحريره من قِبل جحافل الجيش الأحمر السوفياتي, حفلٌ حضرَه ساسةمن رؤساء دول وحكومات غربية فضلاً عن ساسة وأكاديمييين وإعلاميين, وما إستطاع اللوبي اليهودي ـ الصهيوني, جَمعَهم في تظاهرة دعائية.
نقول: لم يتوقف الإرهاب الإعلامي, السياسي والأكاديمي, الذي تمارسه اللوبيات اليهودية الصهيونية ومَن شايَعها أو"إفتتنَ» بعبقرية اليهود المؤسطرة, او خضعَ لابتزازهم او تلقى رشى منهم, على نحو لا يجد القائمون على هذه اللوبيات, حرَجاً او رادعاً في إشهار سيف «معادة السامية», و«إنكار الهولوكوست» و«كراهية اليهود», في وجه زعيم أي دولة او رئيس حكومة, او إعلامِي او أكاديمي في العالم أجمَع, إذا ما وعندما يُوجّه أي انتقاد لقادة الكيان الصهيوني, او «تجرّأ » على شجب او التنديد بإرتكابات جيشها الوحشية ضد الشعب الفلسطيني, وآخ?ها حرب الإبادة والتطهير العِرقي والتهجير والتجويع, التي مارسها وما يزال يُمارسها حلف الشر الصهيو أميركي عليه.
آخر «ضحايا» حملات الشيطنة والتوبيخ والإدانة الصهيونية, هو الرئيس الإيرلندي/مايكل دي هيغينز, إذ تعرّض لهجوم من جهات مُناصرة للعدو الصهيوني، بعدما ألقى يوم الأحد الماضي كلمة خلال فعالية تذكارية للهولوكوست في العاصمة/دبلن، تحدثَ خلالها عن «هذا الفصل المُظلم في التاريخ الأوروبي»، فضلاً عن تسليطه الضوء على «المعاناة الحالية في قطاع غزة». قائلاً: «من المأمول أن يُرحب اولئك في إسرائيل الذين ينعون أحباءَهم، وأولئك الذين كانوا ينتظرون إطلاق سراح الرهائن (يقصِد الرهائن الصهاينة)، أو «الآلاف الذين يبحثون عن أقاربهم ب?ن الأنقاض في غزة»، بـِ«وقف إطلاق النار الذي طالَ انتظاره، والذي جرى دفع ثمنه باهظاً للغاية».
ورغم أن الرئيس «هيغينز» لم يستثنِ ما حدث في السابع من اكتوبر/2023 قائلاً: «إن الحزن الذي أصاب الأُسَر نتيجة للأعمال المُروعة التي وقعت في السابع من أكتوبر»، إلا أنه في الوقت عينه «لم يتجاهل الرد الصهيوني عليها» باعتبارهما (7 اكتوبر والرد الصهيوني) وفق تعبيره، «أمراً لا يمكن تصوره»، ثم ـ أردفَ ــ مُركزا على ما حصلَ في غزة ــ فقدان أرواح المدنيين، وأغلبهم من النساء والأطفال، ونزوحهم، وفقدان منازلهم، والمؤسسات الضرورية للحياة ذاتها. فكيف ــ تساءَلَ بمرارة ــ يمكن للعالم أن يستمر في النظر إلى الأطباق الفارغة ا?تي يملؤها الجوعى؟».
خطاب إنساني وأخلاقي مُتوازن كهذا لرئيس دولة مُنتخَب, لم يجد له قبولا من «بعض» زعماء يهود إيرلندا, بل ثمة مَنهم مَن أعاد تذكيره (قبل خطابه الأحد الماضي) بتصريحاته السابقة حول غزة, وبعضهم لم يتردّد في استحضار ما جاء في كلمته السابقة «العام الماضي» أمام النصب التذكارية للهولوكوست. بل لعل ما يُثير الاشمئزاز إزاء الاستعلاء الذي يُظهره يهود وصهاينة وداعمو الكيان العنصري, هو ما تجلى في تصرفاتهم الإستفزازية تجاه الرئيس الإيرلندي, إذ عندم جاء على ذِكر «غزة وما جرى لها وفيها», وقفَ العديد من المناصرين للعدو احتجاجاً? و«أدارَ» بعضهم ظهورهم للمنصة، وغادرَ آخرون.
حداً وصلَ ببعضهم ــ قبل موعد الاحتفال بالذكرى الـ«80» للهولوكوست ــ الى تحريض بعض الزعماء اليهود, كي يقوموا بالضغط على «مؤسسة تعليم الهولوكوست» (HEI)، في أيرلندا, وهي المولجة تنظم الاحتفال كل عام، إلى إلغاء دعوتها للرئيس/هيغينز لإلقاء الخطاب الرئيسي في المناسبة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد, بل دخلت على الخط سفيرة الكيان الاستعماري الإحلالي في دبلن/دانا إيرليتش داعية بشكل مباشر الى عدم دعوة الرئيس الإيرلندي بالقول: إنها «تعتقِد» أن وجود «هيغينز» على المسرح «سيكون تشتيتاً غير ضروري للانتباه». مُعتبرة أنه/الرئ?س هيغينز «إنتقدَ إسرائيل بشكل خاطئ. لقد ساعدَ ــ أضافتْ ــ في نشر «المعلومات المُضللة والتحريض ضد إسرائيل». ولم يتأخر وزير خارجية العدو/الفاشي جدعون ساعَر, عن شيطنة والإساءة بوقاحة للرئيس الإيرلندي, إذ «غرّدّ» على منصة (X), مُنتقِداً خطابه وواصفا إياه بأنه «استفزاز حقير ورخيص» (كذا).
فتأملوا كيف يُواصل المعسكر الصهيو ــ يهودي وأتباعه, الاستثمار في الهولوكوست «المُؤسطر», كسلاح لإرهاب المُنتقدين وشراء ذمم الساسة والإعلاميين والأكاديميين ورجال الدين, وكل مَن تقع «عيونهم «عليه, وشيطنة الساعين الى وقف إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من وطنه, الذي لا وطنَ لهم سواه.
kharroub@jpf.com.jo
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-01-2025 08:47 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |