بقلم : الشيخ شهاب حسين قاسم الشهاب الزيودي
نحتفل والأسرة الأردنية الواحده في كل عام بعيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، مستذكرين مسيرته الحافلة بالعطاء والإنجازات التي عززت مكانة الأردن إقليمياً ودولياً. فمنذ توليه العرش في السابع من فبراير عام 1999، كرّس جلالته جهوده للحفاظ على أمن واستقرار المملكة، في ظل تحديات إقليمية ودولية متزايدة، واضعًا حماية الوطن والمواطن على رأس أولوياته.

اتبع جلالة الملك نهجًا استباقيًا في تعزيز الأمن الوطني من خلال تطوير القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، لضمان قدرتها على التصدي لأي تهديدات قد تواجه البلاد. وقد شهدت القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي تحديثًا مستمرًا في المعدات والتدريبات، إلى جانب تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية من خلال التكنولوجيا الحديثة والتعاون الأمني الإقليمي والدولي.

كان للأردن، بقيادة جلالة الملك، دور بارز في مكافحة الإرهاب والتطرف، حيث تبنّى استراتيجية شاملة قائمة على المواجهة الفكرية والأمنية لهذه الظاهرة. وأطلق جلالته مبادرات عالمية، مثل رسالة عمّان التي ساهمت في تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام وتعزيز قيم التسامح والاعتدال، إضافة إلى انخراط المملكة في التحالفات الدولية لمحاربة الإرهاب.

في ظل التحديات الأمنية في المنطقة، حرص جلالة الملك على تعزيز أمن الحدود الأردنية لحماية البلاد من أي تهديدات خارجية، خاصة مع تداعيات الأزمات الإقليمية. وقد تم تعزيز القوات المنتشرة على الحدود بأحدث التقنيات والمعدات العسكرية، مما ساهم في إحباط محاولات التسلل والتهريب، وضمان أمن واستقرار المملكة.

يؤمن جلالة الملك بأن الأمن لا يتحقق فقط من خلال القوة العسكرية، بل أيضًا عبر سيادة القانون والعدالة الاجتماعية. ولذلك، وجّه جلالته الحكومات المتعاقبة إلى تطوير المنظومة القضائية، وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان، وضمان نزاهة المؤسسات، مما عزز الثقة بين المواطن والدولة، وأسهم في الحفاظ على الاستقرار الداخلي.

يدرك جلالة الملك أن الأمن والاستقرار مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالاقتصاد القوي، لذلك تبنّى نهجًا يعتمد على تحفيز الاستثمار، ودعم ريادة الأعمال، وتحقيق التنمية المستدامة. ومن خلال مبادرات مثل "رؤية التحديث الاقتصادي"، يسعى جلالته إلى خلق فرص عمل، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، مما يسهم في تحقيق الاستقرار المجتمعي.

اعتمد جلالة الملك على دبلوماسية حكيمة ومتوازنة لحماية المصالح الأردنية، حيث عزّز العلاقات الدولية والإقليمية، وساهم في ترسيخ مكانة الأردن كدولة محورية في قضايا المنطقة، خاصة القضية الفلسطينية. كما عمل جلالته على توطيد الشراكات الأمنية والعسكرية مع الدول الصديقة، مما عزّز القدرات الدفاعية للمملكة.

يحرص جلالة الملك على تقديم الدعم الكامل للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، سواء من خلال الإشراف المباشر على تدريباتها أو من خلال توجيهاته المستمرة لتحديث قدراتها. وقد أدت هذه الجهود إلى تعزيز جاهزية القوات المسلحة، وجعل الأردن واحدًا من أكثر الدول استقرارًا في المنطقة، رغم التحديات المحيطة.

لم تقتصر جهود جلالة الملك على الأمن الداخلي فحسب، بل امتدت لتشمل البعد الإنساني، حيث استقبل الأردن مئات الآلاف من اللاجئين في ظل الأزمات الإقليمية، مقدّمًا نموذجًا في التعامل الإنساني مع الأزمات، رغم محدودية الموارد، ما عزّز سمعة الأردن كدولة داعمة للاستقرار الإنساني.

بفضل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، أصبح الأردن نموذجًا في الأمن والاستقرار وسط منطقة تعاني من النزاعات والتحديات. ويواصل جلالته العمل بلا كلل لحماية الوطن والمواطن، واضعًا رؤية مستقبلية تقوم على التحديث والتطوير لضمان بقاء الأردن واحة للأمن والأمان. وفي عيد ميلاده، يجدد الأردنيون ولاءهم وانتماءهم لوطنهم وقيادتهم، مؤكدين أنهم على العهد في مسيرة البناء والنهضة