بقلم :

شروق ممدوح الخرابشة - قالها المغفور له الملك حسين بن طلال طيب الله ثراه: "ولسوف يكبر عبدالله ويترعرع في صفوفكم، وبين إخوته وأخواته من أبنائكم وبناتكم، وحين يشتد به العود ويقوى له الساعد، سيذكر ذلك اللقاء الخالد الذي لقي به كل واحد منكم بشرى مولده، وسيذكر تلك البهجة العميقة التي شاءت محبتكم ووفاؤكم إلا أن تفجر أنهارها في كل قلب من قلوبكم، وعندها سيعرف عبدالله كيف يكون كأبيه، الخادم المخلص لهذه الأسرة، والجندي الأمين في جيش العروبة والإسلام".

هذه الكلمات التي لا تزال تتردد في قلوب الأردنيين عبر الأجيال، تعكس عمق المحبة والوفاء التي يكنها الشعب الأردني لقيادته الهاشمية. فمنذ طفولته، نشأ جلالة الملك عبدالله الثاني في كنف والده المغفور له الملك الحسين، الذي غرس فيه قيم القيادة الحقيقية والأمانة العظيمة المتمثلة في خدمة الوطن والشعب.

و في مثل هذا اليوم، 30 يناير 1962، وُلد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في العاصمة عمان، ليكون هبة السماء للأردن. ومنذ أن تولى العرش عام 1999، قاد الأردن بكل حكمة وإصرار نحو آفاق جديدة من التقدم والازدهار.

على الصعيد الداخلي، أولى جلالته اهتمامًا كبيرًا بقطاعي التعليم والصحة، حيث أطلق العديد من المشاريع الرائدة التي جعلت الأردن نموذجًا يُحتذى به في المنطقة. كما حرص على تعزيز مشاركة الشباب والمرأة في بناء الوطن، مؤكدًا أن المستقبل يبنى بجهود الجميع.

وعلى الصعيد الدولي، كان جلالة الملك عبدالله الثاني دائمًا صوتًا قويًا يدافع عن قضايا الأمة العربية، ولا سيما القضية الفلسطينية. فمن خلال موقفه الثابت في الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، أكد جلالته أن الأردن سيظل حصنًا منيعًا لحماية حقوق الشعب الفلسطيني.

وقد تجسد ذلك بوضوح في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث قال: "لا للوطن البديل، لا للتوطين، لا للتشكيك بمواقف الأردن الثابتة تجاه عروبة القدس والوصاية الهاشمية على المقدسات".

ما يميز جلالة الملك عبدالله الثاني هو قربه الدائم من شعبه. فمن خلال زياراته الميدانية المستمرة، يحرص جلالته على التفاعل المباشر مع المواطنين، والاستماع إلى احتياجاتهم وتطلعاتهم. هذا القرب جعل الجميع يشعرون أن الملك عبدالله هو جزء من عائلتهم الكبيرة، قائدٌ يضع خدمة الوطن والمواطن في المقام الأول.

اليوم، نحتفل بالذكرى الـ63 لميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني، ونستذكر معها الإنجازات العظيمة التي حققها على مدار سنوات حكمه. فمن خلال قيادته الحكيمة، أصبح الأردن نموذجًا للاستقرار والتقدم في منطقة مليئة بالتحديات.


في هذا اليوم الخاص، نرفع أسمى آيات التهنئة لجلالة الملك عبدالله الثاني، داعين المولى عز وجل أن يمد في عمره، ويمنحه الصحة والعافية ليواصل مسيرة العطاء. فأنت يا جلالة الملك مصدر فخر لكل أردني، وقائدٌ يحمل أمانة الأجداد ويصنع مستقبلًا مشرقًا للأردن. عيد ميلاد سعيد، ودمت ذخرًا لهذا الوطن العزيز.