01-02-2025 12:38 PM
بقلم : معتصم حسين حوراني
لديَّ القناعة التامة بأنّ أهم سبب من أسباب النصر هو ( إتقان العمل ) ، ويجب أن يكون الإتقان بأعلى الدرجات وبإستخدام كافة الأدوات المُتاحة ، ف(أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) تعني أن تبذلوا ما بطاقَتكم من جهد وسعة ، ولما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية قال بعدها : (ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي) .
ومع التطور التكنولوجي الهائل فإن الرمي قد تطور بشكل كبير وأصبح التحدي الأكبر وهذا ما عانى منه أشقاؤنا في حر/بهم الأخيرة.
وأما (رباط الخيل) الذي أمر الله عز وجل بإعداده فإن الشيخ الشعراوي رحمه الله يُعرفه بأنه :"القوة التي تحتل الأرض، فمهما بلغت قدرتك في الرمي فأنت لا تستطيع أن تستولي على أرض عدووك، ولكنَّ راكبي الخيل كانوا يدخلون ااالمعركة في الماضي بعد الرمي ليحتلوا الأرض. وهذه عملية تقوم بها المدرعات الآن. فالمعركة تبدأ اولاً رمياً بالصواااريخ والطائرااات حتى إذا حطمت قوة عدوووك انطلقت المدرعات لتحتل الأرض".
ومما يلفت النظر ويُدلِل على أنّ للإتقان الدور الأبرز في ميادين الحياة -بعد توفيق الله عز وجل- ما قام به الأبطال في مشهد التبادل الأخير حيث اهتموا بكافة التفاصيل وبكل ما أُتيح لهم من أدوات -على بساطتها- ولكنها شكّلت ردعًا نفسياً قويًا في قلوب أعدااائهم .
فإتقان المُعلم عمله ينعكس على شخصية طلابه ولا يمكن أن يخرُج للمجتمع رجال تلقوا تعليمهم من معلمين مُفرطين أو كُسالى ، ولا يمكن أن يكترث الأعداااء بمجتمع فَقَدَ بوصلته وفرّط بإتقان عمله وتجويد أمور معيشته ، ورضي بالدون وألقى عن عاتقه كل واجب ومسؤولية وعاش عيشةً عبثيّة ، فتراكَمَ الإهمال في طريقه كالجبال حتى أضحى غير قادر على تقدم خطوة واحدة في سبيل اكتفاءه الذاتي الذي يمكّنه من دحر عدوه .
فالإتقان هو حجر الزاوية والركن المتين الذي لا يُمكن أن تتنازل عنه الشعوب المتحضرة ، ولا يتركه العقلاء ليس فقط لمجرد الإتقان ولكن لتحقيق معنى الإستخلاف الحقيقي الذي أراده المولى سبحانه وتعالى لعمارة الأرض وإقامة الدين .
المهندس معتصم الحوراني
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-02-2025 12:38 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |