02-02-2025 08:47 AM
بقلم : محمد خروب
من المُقرر ان يكون مجرم الحرب الفاشي/نتنياهو, الصادرة بحقه مُذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية, (هذه المحكمة و«مُذكراتها», لا تساوي قشرة ثوم عند حلف الشر الصهيوأميركي), قد وصلَ الى واشنطن بحلول فجر الاثنين, اللهم إلا إذا حال وضعه الصحي دون ذلك, بفعل تداعيات إزالة «البروستاتا» التي باتت ذريعة لنتنياهو, للتهرّب من جلسات المحكمة التي يمثل أمامها ثلاث مرات أسبوعيا, مُتذرعاً بانه «لا يستطيع الجلوس او الوقوف لفترة طويلة», ما بالك ان رحلته الى واشنطن تستغرق 12 ساعة؟).
وإذا كان لقاء ترامب ــ نتياهو قد بات يستقطب اهتمام دوائر إقليمية ودولية, ليس فقط في انه اول «زعيم» كيان يلتقي الرئيس الأميركي, فإن ما سرَّبه «الطرفان» حول مواقفهما من جدول الأعمال المطروح, والذي يتقدمه موضوع تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة التبادل, التي يُثير نتنياهو حولها زوبعة هوجاء, مسنوداً من زعيم حزب الصهيونية الدينية المُتطرف/ سموترتش, وما يهذي به الكاهاني المُستقيل/بن غفير, رئيس حزب «العصمة اليهودية», يدفع للاعتقاد ان نتنياهو يسعى من بين امور أخرى, الى «الفوز» بأكثر من كيس هدايا, بات متأكدا ان كيس هدايا مُغرياً هو في حُكم المضمون, مُقابل الاستمرار في تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة التبادل, والمُقرر لها ان تبدأ في اليوم السادس عشر من سريان وقف النار, الذي تم في 19/1/2025, (يُصادف غداً/ الاثنين, رغم عدم بروز مؤشرات على بدء التحضيرات «الصهيونية» لذلك, فيما تُبدي «حماس» استعدادها للانخراط فيها, علما ان عدد الأسرى الصهاينة الذين سيتبقّون لدى الفصائل الفلسطينية, لا يقل عن 60 أسير).
ماذا تُسرِّب اوساط نتنياهو والإعلام المُؤيد لنهجه؟
تجدر العودة الى ما أعلنه نتنياهو «حرفيا» في رسالة تهنئة ارسلها لترامب بعد «تنصيبه». وجاء فيها: (أتطلّعُ إلى العمل معكم لـ«إعادة الأسرى المُتبقّين، وتدمير القدرات العسكرية لحماس وإنهاء سُلطتها في غزة، وضمان عدم عودة غزة لتُشكّل تهديداً على إسرائيل»). وهو ما يتجلى أيضا في ما قاله ويقوله لحليفه المتطرف/بِتسلئيل سموترتش, من أنه يُريد ان تكون المرحلة الأولى من صفقة التبادل ان «تكون الأخيرة», ما دفعَ » سموترتش» للتهديد «قبل» مغادرة نتنياهو بـ«إسقاط الحكومة», إذا «لم يستأنف «/نتنياهو الحرب على غزة, بعد إنتهاء المرحلة الأولى. في الوقت الذي يًلوح فيه نتنياهو, بإستئناف الحرب بزعم أنه (لا يُمكن لإسرائيل ان تتغاضى عن أهدافها او تتركها جانباً, والتي لخصّها بالعبارة التالية: «إزالة تهديد حركة حماس وسيطرتها على القطاع». أضِف ما قاله مُتحدث مكتب نتنياهو, حول ما سَيبحثه مع ترامب: «الولايات المُتحدة حليفنا الأكبر، إجتهدنا سوياً حتى وصلنا إلى كل ماوصلنا إليه في الآونة الأخيرة، الزيارة ــ أردفّ ــ ستبحث الملفات الاستراتيجية وشؤون المنطقة». مضيفا في لقاء مع فضائية عربية: «إسرائيل حارَبتْ بأكثر من 7 جبهات خلال الفترة الأخيرة، وكانت التحديات ومازالت كبيرة ومُلحة، لم نتعب ــ واصلَ باستعلاء وصفاقة ــ ونصل إلى ما وصلنا إليه ونعود أدراجنا فيما يخص اتفاق وقف إطلاق النار، خيار العودة للحرب مطروح في حال حدوث خلل». دون إهمال ما لفتت إليه صحيفة «معاريف»: إن («شروط» نتنياهو الأساسية, ستكون, «نزع سلاح حماس ونَفي قادتها، وجمع السلاح من غزة، وإقامة حكومة انتقالية تُوافق عليها إسرائيل»).
«معاريف» كشفَت أيضاً في إضاءة على لقاء ترامب ــ نتنياهو, ان الأخير لديه «مُهمة وحيدة» خلال لقائه الرئيس الأميركي، وهي (إقناعه) بـ«استئناف الحرب على غزة». في حين زعمتْ/معاريف، أنه «في المقابل»، تُركز واشنطن على أن تدخل حماس وإسرائيل, في مفاوضات «المرحلة الثانية» من الصفقة فوراً، في الوقت الذي «يتناقض فيه هدف كل جانب تماماً». مُعتبرة/معاربف أن «إسرائيل مُستعدة لإنهاء الحرب» في غزة، بـ«شرط أن تُنهي حماس وجودها كتنظيم مسلح له سيطرة مدنية وسياسية وعسكرية. لافتة ان ترامب يُصدِر تصريحات «تبعث الأمل لدى الجانبين»، لأنه أضافت معاريف «يُريد أن يرى نهاية للحرب في غزة، وفي الوقت نفسه، لا يريد حماس في غزة».
ماذا أيضا؟.
ثمة دور خطير ومشبوه يلعبه مبعوث ترامب/ستيفن ويتكوف, الذي زار القطاع الفلسطيني المنكوب, وصرّحَ بأنه تم «تدميره على نحو كامل», دون ان يُشير الى القوة الغاشمة التي دمرته, بأسلحة وعتاد ومشاركة فاعلة, من بلاده. ليس فقط قوله ان إعادة «إعمار غزة قد يستغرق خمسة عشر عاما», بل خصوصا ما سرّبته وسائل إعلام صهيونية, بانه/ويتكوف.. كشفَ عن خطة أميركية تقوم على «عرقلة» عودة سكان شمال القطاع إلى حياتهم، عبر «منع إعادة الإعمار», الأمر الذي أكّدَه ــ كما «سُرِّب» لـ«سموترتش»: ان مشروع «تهجير» الفلسطينيين من غزة.. جاد جداً.
kharroub@jpf.com.jo
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-02-2025 08:47 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |