حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,2 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2506

عبدالهادي راجي المجالي يكتب: الأردن

عبدالهادي راجي المجالي يكتب: الأردن

عبدالهادي راجي المجالي يكتب: الأردن

02-02-2025 08:48 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عبدالهادي راجي المجالي
... هل علينا أن ننكمش ونركن للخوف من تصريحات ترامب..؟؟

أنا أؤمن بأنه لا يوجد صبر في هذه الأرض مثل صبر الأردني أبدا.. الأردني بطل ونبيل ويحتمل..

في عام (67) تم احتلال الضفة الغربية، نصف موارد الدولة ونصف عدد السكان.. واحتلت القدس، قيل يومها إن الأردن سينهار.. لكن الأردني عاد في الـ(68) وانتصر في معركة الكرامة، ولم يجثُ على ركبتيه.. ورمم جيشه وشحذ معنوية الشعب ووقف من جديد.

في مرحلة ما عمت الفوضى كل الجغرافيا الأردنية، وقالت الصحافة العربية والعالمية إن مشروع الدولة وصل لنهايته، لكن الأردني وقف واستعاد الدولة والقانون.. لم يجثُ على ركبتيه.

في عشرين سنة من عمره من العام (51) وحتى (71) تم اغتيال ملك و(3) رؤساء وزارات: الملك عبدالله الأول، ابراهيم هاشم، هزاع المجالي، وصفي التل.. ومع ذلك احتمل الأردني النزف والدم، وأنتج قادته الجدد ومضى.

في العام (91).. حوصر، أغلقت كل الحدود.. ولم تدخل باخرة ميناء العقبة، قبل أن تفتش تفتيشا دقيقا، صرنا نستعمل سياراتنا تبعا للأرقام الفردية والزوجية نتيجة لشح الوقود، وعاد ما يقارب المليون مواطن، بعد أن فقدوا وظائفهم.. قيل وقتها سيجثو على ركبتيه، لكن الأردني ظل واقفا.. ومضى.

في العام (89) انهار الدينار الأردني، وقيل وقتها إن الاقتصاد الأردني كله صار على شفير الهاوية، كان الرد مباشرة.. إنتاج ديمقراطية أردنية وانتخابات، والسماح للأحزاب بالعمل.. وعودة كل الذين غادروا البلد نتيجة الانتماء السياسي وانخراطهم في سلك الدولة، ووقف الأردن من جديد.. وفشل رهان من كانوا يجيدون الطعن في الظهر.. لم يجثُ الأردني على ركبتيه أبدا.

في العام (2011) اجتاح الربيع العربي عواصم كبرى، كان الدم يسيل في الشوارع وهدمت المدن، واستبيحت أخرى ثم عمت الفوضى.. قيل وقتها إن هذا الربيع لابد أن يمر في عمان، ولا بد أن يتغير وجه الأردن.. لكن قطرة دم واحدة لم تسفك، وعبر الأردني كل محطات الفوضى والخراب ولم يجثُ على ركبتيه.

ظل جيشنا يقاتل في فلسطين من العام (48) وحتى الـ(67).. وقد قيل وقتها إن هذا الوطن سيستنزف، وكانت الأمواج الناصرية والقومية والبعثية تتقاذف عمان.. قيل وقتها أيضا إن الهيجان الناصري حتما سيبتلعنا، قيل وقتها إن المد الثوري سيعبر من أحياء عمان.. ومع ذلك صبر الأردني وظلت يده على الزناد وصان العهد وحمى البلد والنظام والشوارع، ظلت عمان هي العاصمة العصية على المد الثوري وعلى الموج القومي.. انتظروا منا أن نجثو على ركبنا ونكون من ملاحق العواصم الكبيرة في العالم العربي، لكن عمان ظلت حرة متفردة ولم تكن ملحقا.

الأردني.. يعرف في الملمات، يعرف في الظرف الصعب.. يعرف معدنه، حين يتعرض للتحدي.. أرادوه أن يجثو وأن يتوسل وأن يكون ملحقا، وأن يكون مشردا.. وأن يكون تابعا، وأن يكون مخترقا.. ولكنه الأبي الذي ظل يعكس صورة تضاريس مدنه.. هو مثلها.. مثل مدنه لا يقبل إلا الجبال مسكنا ومستقرا.

هذا الوطن إرادة الله، وقوة شعبه، وتضاريسه الصعبة.. وكبرياء الناس فيه جعلت منه حالة فريدة في الشرق، الأردن لن يجثو على ركبتيه.. وأنا لا أقول هذا الكلام في إطار العاطفة والتعبئة.. بل أقول استنادا للتاريخ وللأحداث ولما مر علينا من نار ودم وحرب..

الأردن لن يجثو على ركبتيه..

Abdelhadi18@yahoo.com

الراي











طباعة
  • المشاهدات: 2506
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-02-2025 08:48 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل ينجح مخطط ترمب المدعوم "إسرائيليا" في تهجير الفلسطينيين من غزة رغم الرفض القاطع لمصر والأردن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم