02-02-2025 08:48 AM
بقلم : بلال حسن التل
لم تكد تمضي أيام قليلة على قرار وقف المساعدات المالية الأميركية عن الكثير من الدول ومنها بلدنا، حتى كان جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بحضور رئيسة المفوضية الاوروبية يشهدان توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الأردن والاتحاد الأوروبي، في مجالات السياسة والأمن والدفاع والمنعة الاقتصادية والتجارة والاستثمار والموارد البشرية ودعم اللاجئين.
من المؤكد ان هذه الاتفاقية لم تكن وليدة لحظتها، ولم تأت كذلك كردة فعل على اي قرار بعينه، لكنها نتاج جهد طويل، استغرق شهورا وسنوات، من العمل والبحث والتفاوض، ما يؤكد ما سبق وان قلناه عن جلالة الملك عبدالله الثاني وعن تمتع جلالته ببعد النظر، والقدرة على استشراف المستقبل، من خلال عقلية استراتيجية يتمتع بها جلالته، مكنتنا من اجتياز الكثير من التحديات التي عصفت بدول كثيرة خاصة في منطقتنا، مثل تحدي عاصفة (الخريف) العربي، والازمة الاقتصادية العالمية التي عصفت بالعالم عام2008، وتحدي صفقة القرن. وهي نفسها العقلية التي تصنع للاردن سلة من البدائل التي تجعله قادرا على مواجهة كل الاحتمالات والتحديات، وهي نفس العقلية التي بنت للاردن شبكة قوية من العلاقات الدولية المؤثرة، وهي شبكة تمتد لتشمل كل الدول الفاعلة في العالم، بما فيها تلك المتناقضة في مواقفها ومصالحها، مثل الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين والاتحاد الاوروبي واليابان، لكن حنكة جلالته وقدرته الدبلوماسية جعلتها تجتمع على صداقة الاردن، والإيمان به كواحد من أهم أعمدة منطقتنا، بل ومن عوامل الأمن والسلم الدوليين، اللذين يرتبطان بالأمن والاستقرار في منطقتنا، والاردن من اهم اركانها، من خلال ابراز جلالته للاهمية الجيوسياسية لموقع الاردن.
ان الادلة على اجتماع الدول والمصالح المتناقضة على أهمية الاردن، ومن ثم صداقته، كثيرة، آخرها اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الاردن والاتحاد الأوروبي، والتي وفرت للاردن فوق اهميتها السياسية والاقتصادية مساعدات مالية بقيمة ثلاثة مليارات يورو خلال ثلاث سنوات؛ ما قطع الطريق على كل المهولين من تأتيرات قرار وقف المساعدات المالية.
خلاصة القول اننا ومنذ تولى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين مسؤوليته الدستورية مكننا من الانتصار على الكثير من التحديات التي واجهتنا، وظل ان نستجيب نحن الى دعوات جلالته المتكررة بأن نعظم من اعتمادنا على الذات فهذا هو طريق خلاصنا النهائي.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-02-2025 08:48 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |