بقلم : علي محمد دراوشه
في الثامن من ديسمبر أشرقتْ شمس الحرية من بعدِ غروب طويل امتد لعشرات السنوات وصدحت أصوات وهتافات الشعب السوري لتعلو فوق أصوات المدافع والبنادق وتنفست سوريا هواء الحرية على يد ثُلة من الرجال الأحرار يترأسهم زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع المُلقب بالجولاني ، وفي هذا الصدد نتساءل من هو أحمد الشرع؟
وكيف تحولت المُسميات من زعيم جهادي أدرج اسمه على قوائم الإرهاب من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية إلى رئيس الجمهورية العربية السورية؟
أحمد حسين الشرع المُلقب (بأبو محمد الجولاني) هو القائد العام لهيئة تحرير الشام والرجل الفذ الذي أدار المعركة التي نشبت بين فصائل المعارضة وجيش النظام السوري السابق.
عُرف الجولاني بتوجهه الإسلامي المعتدل الذي يؤكد من خلاله على أهمية الاعتدال والتعايش السلمي ، ويعتبر الجولاني نموذجًا للتحولات السياسية والعسكرية في سوريا حيثُ تحولت المسميات من زعيم جهادي مُدرج اسمه على قوائم الإرهاب من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية إلى رئيس الجمهورية العربية السورية خلال مرحلتها الإنتقالية ، واتسم الجولاني بالخبرات العسكرية والحنكة السياسية ومما لا شك فيه أن هذه الخبرات لم تأتي من فراغ بل جاءت على أثر توليه عدة مناصب أبرزها ( قائد ومؤسس جبهة النصرة ، وقائد هيئة تحرير الشام ) والتي تمكن من خلالها آنذاك على إدارة العملية العسكرية التي أدت الى سقوط النظام السوري السابق.
تجلى دور الجولاني في الآونة الأخيرة باتخاذه العديد من التغيرات والقرارات والتي تمثلت بِحل الفصائل المسلحة والجيش والاجهزة الأمنية القائمة في العهد السابق ، والغاء العمل بدستور عام ٢٠١٢ وحل مجلس الشعب وحزب البعث العربي الاشتراكي وتفويض رئيس الجمهورية بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت للمرحلة الإنتقالية.
مما لا شك فيه أنَّ المرحلة التي تمر بها الجمهوية العربية السورية من المراحل الهامة والحساسة والتي يجب التعامل معها بحذر إلى حين الوصول إلى بر الأمان وعودة سوريا كما اعتدنا عليها أن تكون.