سرايا - في موسم مطري يأخذ مسمى الشحيح، باتت الزراعات الشتوية تقترب من الفشل، ومع انتهاء «أربعينية» الشتاء، التي يعول عليها عادة في ري مشبع للبذور لإنباتها وتسريع نموها، الا أن عدم جدواه مرهون بتدارك أمطار خير قد تصحبها «خمسينية» الشتاء، تنهي حالة العطش الزراعي الشتوي.

هذه الأيام، تبدو الأصعب على غالبية المزارعين، فبين قناعات أن تأخر نمو المزروعات لقلة الأمطار سينتهي بفشلها، ما يزالون يعقدون آمالهم بأن تحمل قادم الأيام أمطار الخير التي من الممكن أن تصلح ما أفسده شحها.
وحول ذلك اكد المزارع فراس هاني ان نمو المزروعات ما يزال بطيئا حتى الآن لقلة الأمطار، وهو ما يعني تأخر حمل الثمار ونموها أيضا، مشيرا الى أن هناك مواعيد محددة لزراعة البذور ونموها ومن ثم حملها للثمار، وأي تأخر بالمواعيد يعني فشل الزراعة.
من جهته اكد الخبير الزراعي خالد عناني إن قلة الأمطار تسببت ببطء في نمو الزراعات الشتوية وتدني جودة الثمر وكمياته، موضحا أن هذه الأيام من المفروض أن تكون فيها الزراعات الشتوية على وشك دخول مرحلة القطاف، إلا أنها حاليا وبسبب ما، لا تزال في مرحلة النمو البطيء، ومن المتوقع خسارة الموسم كاملا، لا سيما وأنهم بدأوا بالزراعة قبل نحو 3 أشهر وما تزال المزروعات في مرحلة النمو المتأخر.
بدوره، قال مدير زراعة البلقاء المهندس قيس ابو عميره إن نسبة الهطول المطري لهذا العام تعتبر متدنية، مقارنة بالسنوات الماضية، وسينعكس هذا الانخفاض في نسبة الهطول على الزراعات الصيفية كما الزراعات الشتوية، التي من المؤكد أنها ستكون بحاجة إلى الري التكميلي.

وأكد ابو عميره أن الفرصة ما تزال موجودة لمزيد من الهطولات المطرية في الأسابيع المقبلة، وفق الأرصاد الجوية، وفي حال ارتفع الهطول المطري ستكون الزراعات الشتوية والصيفية بوضع آمن.
واكد الخبير الاقتصادي حسام عايش ان مساحة الزراعات الشتوية تتسع بشكل متزايد نظرا للجدوى الاقتصادية منها وقلة التكاليف التي تترتب عليها، خاصة زراعة الباذنجان والورقيات والبقوليات والبصل والثوم، إلا أن كميات الإنتاج والجودة والنوعية متدنية هذا الموسم نظرا لقلة الهطولات المطرية التي تنعكس سلبا على الإنتاج.
وأضاف أن نسبة الهطول المطري تنعكس بشكل مباشر على الزراعات الشتوية، وقد تسببت في إضعافها والتقليل من كميات الإنتاج في الأسواق، ومن المتوقع أن يتحسن وضع الزراعات الشتوية في خمسينية الشتاء.
واوضح عايش انه منذ سنوات قليلة اصبحت مربعانية الشتاء لا تعد الفاصل للموسم المطري حيث في السنوات الماضية اتت المربعانية وكانت شحيحة وجاء الموسم المطري في المواسم التي بعدها وفي سنوات تساقطت ثلوج ولذلك يقول عايش انه لا يتم تحديد شح الامطار وانتهاء الموسم الزراعي من مربعانية الشتاء فقط وذلك يعود للتغير المناخي حيث اصبح الشتاء يأتي متأخرا.

الدستور