حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,3 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 1719

يعقوب ناصر الدين يكتب: الرفض مقابل الضغط!

يعقوب ناصر الدين يكتب: الرفض مقابل الضغط!

يعقوب ناصر الدين يكتب: الرفض مقابل الضغط!

03-02-2025 08:44 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور يعقوب ناصر الدين
ما يجري الحديث عنه من ضغوط يمارسها الرئيس الأميركي ترامب على بلدنا وعلى مصر الشقيقة لكي نقبل بتهجير أعداد كبيرة من أهل غزة يمكن النظر إليه بالفعل على أنها نوع من أنواع الضغط الحقيقي والمباشر، خاصة وأنها ارتبطت بتجميد المعونات الأميركية للأردن، وبتلميحات لا تخلو من التهديد في لهجة ترامب عندما يدلي بتصريحات عن تلك الأفكار التي يريد من خلالها تأكيد دعمه المطلق لإسرائيل.


بالنسبة لنا مثلما يفترض بالنسبة لهم فالأردن بلد تربطه بالولايات المتحدة الأميركية علاقات متينة جداً، ومع ذلك فإن معوناته المادية كانت على الدوام أدنى بكثير من احتياجات الأردن الذي يعاني غالباً من أوضاع إقليمية كانت أميركا سبباً مباشراً أو غير مباشر فيها، والآن لا يمكن تفادي القول بأن العلاقات الثنائية تمر بأزمة قد تطول بسبب السياسية التي يتبعها الرئيس الأميركي بخصوص مجمل القضية الفلسطينية، حيث يبتعد كثيراً عن مفهوم السلام القائم على منح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس التي قرر في ولايته السابقة أنها عاصمة موحدة (لليهود) ويظهر فقط اهتمامه الشديد بمستقبل إسرائيل وحاجتها - كما يقول- لمساحة أكبر تعهد هو بالحصول عليها!

الضغط هنا لا يتعلق فقط بمقترح تهجير فلسطينيين خارج وطنهم إلى أماكن عديدة من بينها الأردن، ولكنه يتعلق كذلك بمستقبل المنطقة كلها التي يريد الرئيس ترامب أن تكون فيها اليد العليا لإسرائيل، والمشكلة الحقيقية تكمن في السؤال أي إسرائيل، تلك التي تقود شرق أوسط جديد تحكمه التحالفات الاقتصادية، أم تلك التي تريد إقامة مملكة إسرائيل من النيل إلى الفرات، وتقيم هيكل سليمان محل المسجد الأقصى المبارك، حتى يأتي المسيح المخلص؟!


من الطبيعي أن يقلق الأردن من طروحات من هذا النوع، ولكن كلما كانت التوجهات الأميركية منساقة نحو السقوط الكلي في المجهول شعر الأردن أن إمكانية الرفض أقوى وأصلب، وأن ذلك العبث بمصير المنطقة وشعوبها هو الذي يضع أصحابه في مآزق لا حد لها لأنها لا تنتمي إلى جنس الأفكار التي يمكن أن تفتح آفاقاً للسلام تقوم على الحق والعدل وبناء المستقبل المشترك، بل إلى مزيد من التعقيد، وخلق نزاعات وصراعات تحت عناوين إضافية أو جديدة!
الرفض من جانبنا يحتاج إلى الخبرة، ولدينا في الأردن رصيد كبير من الصمود في وجه التحديات التي رافقت قيام الدولة منذ يومها الأول، والرفض يحتاج كذلك إلى التعمق في فهم التوازنات الإقليمية والدولية، وإلى الاستخدام الأمثل لعلاقات الاحترام التي يظهرها العالم كله لجلالة مليكنا عبدالله الثاني، الذي يتبنى موقف (السلام للجميع)، ويحذر من أن عنجهية القوة ليست وسيلة مضمونة لفرض الاستسلام والرضوخ، وأنها غالباً ما تنقلب على أصحابها مثلما علمتنا التجارب عبر التاريخ القديم والحديث.
الرفض مقابل الضغط ليس مجرد موقف سياسي يمكن أن تمارسه الدولة بشكل فاعل ومؤثر ومفيد، إنه في الحقيقة موقف وطني يبنى على الوعي، ويستند إلى قوة الإرادة في الدفاع عن مصالح الأردن، وعن القضايا التي يؤمن بها ويعتبرها جزءاً لا يتجزأ من القيم والمبادئ التي لا يتنازل عنها، ومن هذه الزاوية بإمكاننا أن نرى الإدارة الأميركية وهي تتراجع إلى الخلف بضغوطاتها لأنها ليست واقعية، وليست موجهة نحو من يتوجب الضغط عليه لكي يتوقف عن جرائمه وينهي احتلاله البغيض!











طباعة
  • المشاهدات: 1719
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
03-02-2025 08:44 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل ينجح مخطط ترمب المدعوم "إسرائيليا" في تهجير الفلسطينيين من غزة رغم الرفض القاطع لمصر والأردن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم