03-02-2025 08:55 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
التحديات اليوم كبيرة، تفرضها معادلات جديدة، مع قدوم الرئيس ترمب، وحديثه عن نقل سكان غزة إلى الأردن ومصر، دون مراعاة لشيء! هذه الرؤية الأميركية الجديدة تفرض تحديات علينا، الجديد في بلدنا هو شكل التحدي، وهذا الطرح.. ولكن، منذ تأسس هذا البلد قبل مئة عام وأكثر وهو يواجه تعقيدات تلو الأخرى، وتحديدا في فلسطين وقضيتها.
وحيال طرح ترمب هذا، تتوزع الأطياف بين من يرى في القصة هاجسا، بخاصة أننا نواجه هذه المرة رؤية أميركية تتحدث بثقة وبأدوات ضغط تستخدمها بوجه الرافضين للتنفيذ وطيف أخر يرى في حديث ترمب بأنه لا يأخذ على محمل الجد، وأنه لا يتجاوز كونه أفكار تطرح في الفضاء، دون صدى.. وطيف يريد الاستثمار في هذا الطرح لمآربه.
وحيال هذا التحدي الجديد، الذي يأتي بعد حرب غير مسبوقة في منطقتنا بما خلفته من مآس وغياب المقاربات الممكنة للجم اليمين الإسرائيلي المتطرف المتناغم أو المنتشي بأوهامه، والفرح بحديث ترمب فإننا أمام مشهدية مختلفة.
ولكن، واستنادا إلى تاريخ بلدنا وحاضره أيضا، بما يحققه من حضور وخطاب معقول ومقبول، فمنذ متى لم يصحُ الأردنيون على تحد، أو في أي مرحلة تاريخيّة لم نواجه مشاريع وصيغ ظنت أنها قادرة على فرض شيء على الأردنيين.
حتى أمس قريب، ونحن نواجه كل يوم تحديات المنطقة، وحديث الموهومين، ونرى كثيرا من المتواطئين أو من يريدون لهذا البلد أن يكون ضعيفا، يقبل الإملاء، هذه كانت معركتنا منذ اللحظة الأولى للتأسيس، مرت علينا ظروف وتحديات، في البدايات مع الانتداب ولاحقاً مع الأشقاء، وأخرى ونحن نحمل حراب صون فلسطين.. بل حتى في مراحل الربيع العربي ومشاريع التلون، ويافطات الحقوق وغيرها.
وعلى مدار سنوات وقد بحثت في تاريخ هذا البلد، كثيرا ما آلمتني النصوص التي كتبها البعض محاولا تشويه صورة الأردن ودوره، أو تصدير انطباع أو رواية عنه فيها الكثير من التجني، وهو أمر أراه يتكرر مع أجيال جديدة من الأردنيين خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وكأنه مكتوب على هذا البلد أن يصدر كتابا أبيض كل يوم وفي كل مرحلة أو منعطف.
ولكن، في كل مرة كان الأردن يخرج أقوى، ويستمر في النمو، والسر الكبير هو أنه حقيقي وصادق بالمبدأ والبذل، ولم يتغير خطابه تجاه فلسطين وقضيتها، ونحو كل شقيق عربي.
خلاصة الأمر، هناك طرح أميركي جديد يحاول الجور على فلسطين وشعبها، وقد كان في كل مرحلة طرح أو تآمر، أو نهج يسعى على حساب الأردن، وفي كل مرة كان هذا البلد بقيادة ملوك بني هاشم مؤمنا بأنه قادر على البقاء، لأجل شعبه، ولأجل كل الأوفياء للمبدأ.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-02-2025 08:55 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |