04-02-2025 09:43 AM
سرايا - كيف مرت الأيام يا أبي، وكأن الزمن فقد معناه منذ غيابك؟
ما زلت أسمع صوت صرختي في ذلك اليوم المشؤوم، كأنها خنجر يمزق قلبي في كل مرة أتذكرها.
ما زلت أشعر بضيق أنفاسي، وكأن الكون كله توقف فجأة… كأن الحياة انطفأت برحيلك.
كيف مضت الفصول؟ ربيع وصيف وخريف، حتى جاء شباط الحزين في يومه الرابع ليوقظ في قلبي ذكرى فقدك المؤلم.
أبي… كم كانت تلك القبلة الأخيرة باردة!
أذكر تمامًا كيف توقفت الدنيا حينها، كيف تبددت الأصوات من حولي، كيف أصبح الكون فراغًا صامتًا…
أحسست وكأن روحي تسقط في هاوية بلا نهاية.
كنت أظن أنني لن أقف مرة أخرى، أنني فقدت القدرة على الكلام والحياة.
أنا ما زلت طفلتك… كيف يمكن لأبي أن يموت؟
كيف يمكن أن يكون جبينك باردًا؟ كيف يمكن أن تبقى ساكنًا لا تحتضنني؟
لقد قبلت جبينك يا أبي للمرة الأخيرة، وكان وداعك أصعب لحظة في حياتي.
كانت تلك القبلة أوجع من أن يحتملها قلبي، والذكريات التي تركتها تنخر روحي كل يوم.
تمر الأيام، لكنني ما زلت غير قادرة على تصديق أنك لست هنا.
ليس اعتراضًا على مشيئة الله، ولكن لأن غيابك ثقيل، ووحدتي في فقدك مريرة.
أحاول أن أمضي في حياتي من أجل أطفالي، من أجل أمي وإخوتي، لكنني أبكيك في كل لحظة.
أبكيك حين أستيقظ، حين أنام، حين أضحك، وحين أكتم ألمي.
أبكيك لأنني لم أشبع من وجودك، لأنني لم أقبّل يديك وقدميك كما كنت أتمنى.
ظننتك خالدًا، أبي… ظننتك لن تتركني أبدًا.
لكن رحيلك كان أبديًا، وترك في قلبي فراغًا لا يُملأ.
تركتني طفلةً تنتظر صوتك يناديها “ندوسة أبوها” كما كنت تفعل دائمًا.
أصبحت أتمنى فقط أن أراك ولو مرة في منامي.
أبي، زرني… احضنني، قبّل رأسي، وطمئن قلبي. كم أشتاق لحضنك الدافئ الذي كان يحميني من كل أوجاع الدنيا.
أبي، اشتقت إليك أكثر مما تتحمله الكلمات. أحبك بحجم الكون وأكبر.
ندوسة أبوها (ناديا مازن غرايبه)
في الذكرى الأولى لوفاة والدي، ٤ فبراير ٢٠٢٥ – دبي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-02-2025 09:43 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |