05-02-2025 10:31 AM
بقلم : فايز الفايز
يبدو لنا أن هناك قطبة فوق الأعين لا يراها العديد من رجال الدولة الذين على ما يبدو قد توقفت عندهم الساعة القديمة ثم تركوها إلى حين يأتي جلالة الملك لحشد الهمم.
ولكن للأسف قد لا تأتي تلك الساعة عند البعض منهم وكأنهم ينتظرون إيعازاً كي يقوموا بالواجب المناط بهم، فها نحن نرى كيف تغير المشهد السياسي العنيف بعد عودة دونالد ترامب لسدة الرئاسة مرة أخرى وكيف انكشف الغطاء عن عينيه، فهو يريد أن تتحمل دولتنا أكبر عبء لتهجير أبناء غزة إلى الأردن وكأننا دولة تنعم بكافة الموارد من الماء والنفط والغاز وغيرها من سبل الرفاهية، وهذا يستوجب من الجميع أن يتكاتفوا لمنع أي تهجير لأشقائنا في غزة، فالأردن ليس خزاناً بشرياً وأي حركة لجوء أو تهجير ستعيد لنا الذاكرة باللجوء العام 1947.
من المفترض أن يقابل الملك عبدالله الثاني رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب، ونحن نعول على جلالته، فهو الأعرف والأعلم بما يجري في ساحتنا ومحيطنا من دول الجوار، وسيناقش مع ترامب قضية التهجير أو عدمها، خصوصا بعد مقابلة بنيامين نتنياهو الذي تسلل من بلد إلى بلد كي لا يتم القبض عليه وفقاً للبطاقة الحمراء الدولية التي تجيز القبض على أي مشتبه به، ومن المؤكد أن نتنياهو سيغسل دماغ ترامب وسيروي أكاذيب رآها بأم عينه وسيؤكد له أنهما أصحاب حق، وأن الفلسطينيين هم من بدأوا بالحرب ضد شعب إسرائيل وغيرها من الأكاذيب وسيشارك نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك، يوم الثلاثاء، خلال زيارة للبيت الأبيض.
في المقابل أكد الاجتماع السداسي الوزاري العربي بشأن غزة والقضية الفلسطينية، في القاهرة، السبت الماضي، دعمه الكامل لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة، ورفض المشاركون المساس بتلك الحقوق سواءً من خلال الاستيطان، أو الطرد وهدم المنازل، أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير تحت أي ظرف، وذلك بعد إعلان ترامب عن تطهير غزة، وإصراره على أن مصر والأردن سيقبلان اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة، ولكن المبادرة التي طرحها ترامب الأسبوع الماضي واجهت رفضًا قاطعًا من قبل مصر والأردن.
ولكن اليوم نعي أن الملك سيكون على أهبة الاستعداد لأي ظرف قد يقودنا مع تلك المتغيرات في البيت الأبيض، ولن يقبل بتلك المبادرة التي طرحها ترامب، وسيشرح له أن الأزمة ليست مكان تفاوض فالأردن عانى كثيرا خصوصا مع مرحلة نتنياهو الذي يريد أن يطرد كافة الشعب الفلسطيني خارج تلك الحدود وكأنهم قطعان يهود جاءوا من بلاد أوروبا الشرقية وغيرها، وأن الأردن لن يتحمل أكثر من حملات اللجوء رغم شح الموارد المائية، كما أن هناك أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني يعيشون على الأرض الأردنية.
من هنا نعود لرجال الدولة وما هي خططهم وكيفية التعاطي مع تلك المعطيات، كي يكونوا رافدين وداعمين في جبهة موحدة، أكان ذلك من مجلس النواب ومجلس الأعيان وكافة الهيئات من مجالس النقباء وغيرهم ليكونوا متوحدين لتلك الأخطار التي سنرى أثرها الكارثي على شعبنا الفلسطيني حيث تقوم مقاتلات الجيش الإسرائيلي والدبابات بضرب مخيمات الضفة الغربية، ومهما كان الثمن يجب علينا أن نقف وقفة واحدة، لا أن نضع رؤوسنا في الرمال، وها نحن ننتظر ما الذي يسفر عنه لقاء جلالة الملك مع ترامب، فلنستعد للقادم.
Royal430@hotmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-02-2025 10:31 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |